"كوفيد - 19"... ألمانيا تُعلّق "برامج اللاجئين" واليونان تُقيّد تحرّكاتهم

08 : 51

وصل مئات المهاجرين الجدد من تركيا إلى اليونان هذا الشهر (أ ف ب)

علّقت ألمانيا برامج استقبال اللاجئين السوريين مع لبنان والأردن وتركيا بالأمس بسبب إغلاق الحدود مع الاتحاد الأوروبي لوقف تفشّي وباء "كوفيد-19"، فيما أعلنت وزارة الهجرة اليونانيّة تدابير مشدّدة جديدة لحركة طالبي اللجوء القاطنين في مخيّمات اللاجئين في الجزر لمنع انتشار "الفيروس القاتل"، وسرّعت العمل على بناء مرافق مغلقة جديدة لإيواء اللاجئين.

وقال متحدّث باسم وزارة الداخليّة الألمانيّة: "طلبت الوزارة تعليق هذه الآليّة (مع تركيا) موَقتاً بسبب القيود على السفر"، المفروضة منذ الثلثاء من الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أنّها ستُستأنف "في أقرب فرصة". كما أوضح أن برامج أخرى أُبرمت مع لبنان والأردن ستُعلّق أيضاً. وسُجّلت في ألمانيا 11302 إصابة في مقابل 27 حالة وفاة جرّاء "كورونا" المستجدّ.

وتستقبل ألمانيا منذ 2012 لاجئين بينهم سوريّون قادمون من تركيا في إطار "برامج نقلهم إلى أماكن أخرى". والشراكة التي أُقيمت مع تركيا العام 2016 تنصّ على استقبال الاتحاد الأوروبي 70 ألف لاجئ، وهو هدف لم يتحقّق بعد في هذه المرحلة. كذلك، أبلغت وكالتا الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمهاجرين الثلثاء، تعليق نقل اللاجئين إلى أماكن أخرى حتّى إشعار آخر.

توازياً، ذكرت وزارة الهجرة اليونانيّة في بيان أنّه "ابتداءً من اليوم (أمس)، سيتمّ خفض حركة سكّان مخيّمات الجزر بشكل كبير"، مضيفةً أنّه للأيّام الثلاثين المقبلة، فإنّ حركة سكّان المخيّم إلى المجتمعات القريبة ستكون محدودة في "مجموعات صغيرة" في الأوقات ما بين السابعة صباحاً والسابعة مساءً.

وتابعت الوزارة: "هذه المجموعات يُمكنها أن تشتمل على شخص واحد من كلّ عائلة"، مشيرةً إلى أن التنقّلات ستحصل على متن وسائل نقل عامة "مضبوطة" تُنظّمها الشرطة، موضحةً أيضاً أنّه "عند الإمكان، سيتمّ توصيل الامدادات عبر الطلبات الهاتفيّة"، في وقت تنتشر فرق طبّية متخصّصة في المخيّمات وتُؤمّن أماكن عزل من الفيروس، بحسب السلطات.

وكانت السلطات قد أعلنت الثلثاء أنّها ستُغلق مخيّمات اللاجئين في أنحاء البلاد كافة أمام الزائرين لمدّة أسبوعَيْن للحد من انتشار الوباء. وقالت وزارة الهجرة في بيان: "ستُعلّق زيارة الأفراد والمنظّمات للمخيّمات لمدّة 14 يوماً على الأقلّ"، مضيفةً: "لن يُسمح سوى بدخول الموظّفين وسيُفرض فحص اجباري لدرجة حرارة الواصلين الجدد". ويعيش عشرات آلاف طالبي اللجوء في البر والجزر اليونانيّة القريبة من تركيا. ومعظم المخيّمات مكتظّة وتتجاوز قدرة استيعابها، إذ وصل مئات المهاجرين الجدد إلى اليونان هذا الشهر بعدما فتحت تركيا حدودها أمام اللاجئين للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، ما أحدث فوضى استمرّت أيّاماً على الحدود اليونانيّة.

وفي هذا الإطار، سارعت وزارة الهجرة اليونانيّة إلى فتح مخيّمَيْن جديدَيْن في البر اليوناني لايواء مئات الواصلين الجدد. وذكرت الوزارة بالأمس أنّها ستُضاعف جهودها لبناء مخيّمات مغلقة في الجزر، مؤكدةً أنّه سيتمّ "تسريع" بناء مخيّم جديد على جزيرة ساموس. كما أن العمل على توسيع المخيّمات الأصغر في جزيرتَيْ كوس وليروس سيبدأ "فوراً"، بحسب الوزارة. لكن الهجرة اليونانيّة لم تأتِ على ذكر جزر ليسبوس وخيوس، التي أدّت محاولات بناء مخيّمات جديدة فيهما الشهر الماضي إلى اشتباكات عنيفة مع السكّان المحلّيين استمرّت أيّاماً.

وشدّدت اليونان قيودها تدريجيّاً على حركة المواصلات والتجمّعات العامة مع ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس إلى 5 وعدد الاصابات إلى 418، بينما أعلنت تركيا من ناحيتها إغلاق حدودها البرّية مع اليونان وبلغاريا اعتباراً من منتصف ليل أمس، في إطار الاجراءات التي تتّخذها للحدّ من تفشّي "كورونا" المستجدّ، في حين علّقت أنقرة خلال الأيّام الأخيرة الرحلات الجوّية إلى 20 بلداً، كما اتخذت سلسلة تدابير بينها إغلاق المدارس بعدما سجّلت تركيا حالة وفاة واحدة و98 إصابة.


MISS 3