بشارة سماحة

مناوشات "فيسبوكية"

18 تموز 2019

10 : 10

لا يمرّ خبر أو حدث رياضي، الّا وتعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات عليه والردود على التعليقات من كل حدب وصوب، وللـ"فيسبوك" الحصّة الأكبر منها.

مرّات تكون التعليقات موضوعية وفي مكانها، ومرّات أخرى تحمل طابع المزاح، لكنها في مرات كثيرة تخرج عن اللياقات وتتخطّى حدود الآداب والاخلاق، فتنحدر الى "ما تحت الزنار"، وهو أمر مرفوض من غالبية "الفيسبوكيين".

ولا تشذّ الرياضة عن السياسة، فتجد المستوى ذاته من التعليقات هنا وهناك، وتتأرجح بين الايجابية والتي تميل نحو "النكتة"، والسلبية والتي بدورها تميل نحو "النكتة...السمجة".

انتقال لاعب كرة القدم حسن معتوق من النجمة الى الأنصار مثلاً، أشعل مواقع التواصل بين الغريمين اللدودين، بتعليقات لا تجدها حتى في "قاموس السفاهة"، من دون أي ردّ فعل من المسؤولين في الناديين.

في المقابل، فوز البرازيل "الأميركية الجنوبية" بلقب بطولة "كوبا أميركا"، أثار مشجعي منتخب المانيا "الأوروبية"، فدخلوا على الخطّ وعادوا بالذاكرة الى النتيجة القاسية (7-1) التي تكبّدتها البرازيل أمام المانيا في نصف نهائي كأس العالم 2014. وتميّزت التعليقات هنا بمستوى راقٍ، وإن اختلطت بمزحة من هنا و"زكزكة" من هناك.

مواقع التواصل، اسم على مسمّى، تقرّب المسافات وتوصل "الرسالة" بسرعة الضوء، وهي ليست مواقع للقدح والذمّ بهذا أو ذاك، ولا هي حتى مواقع للتراشق.

فالمطلوب من روّاد هذه المواقع و"المدمنين" عليها، خصوصاً الـ"فيسبوك"، التعليق بذوق وأخلاق، مهما كانت المواضيع والأحداث.

الأكيد أن مارك زوكربيرغ، عندما أسس الـ"فيسبوك"، أراد تقديم خدمة ايجابية للمجتمع الدولي.

والأكيد ايضاً، أنه لو أدرك سلفاً ما كانت ستؤول اليه هذه الخدمة، لكان أقفل الموضوع "وعمرو ما يكون تواصل".


MISS 3