واشنطن تفرض عقوبات وطهران تُفرج عن أميركي

إيران... "كوفيد- 19" يحصد شخصاً كلّ عشر دقائق!

09 : 30

السلطات الإيرانيّة رفضت حتّى الآن فرْض إجراءات إغلاق أو حجْر (أ ف ب)

"خمسون إصابة جديدة يتمّ رصدها كلّ ساعة، وحالة وفاة واحدة كلّ عشر دقائق"، بهذه الكلمات حاول المتحدّث باسم وزارة الصحّة الإيرانيّة قيانوش جهانبور تحذير الإيرانيين في شأن الوباء، وقال: "بالنظر إلى هذه المعلومات، خذوا قراراً بكلّ ضمير في ما يتعلّق بتنقّلاتكم وبأسفاركم وبالزيارات العائليّة خلال النوروز"، عيد رأس السنة، في وقت سجّلت الجمهوريّة الإسلاميّة 149 وفاة إضافيّة بسبب "كوفيد-19" ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 1284 حالة وفاة، فيما يُطالب البعض الحكومة باتخاذ تدابير أكثر صرامة لاحتواء الوباء.

ويُمثّل عدد الوفيات رقماً قياسيّاً جديداً لحصيلة يوم واحد، لكن شدّد نائب وزير الصحّة علي رضا رئيسي على أن تطوّر عدد الإصابات خلال 24 ساعة شهد تراجعاً. ووفق أرقام وزارته، أُصيب 18407 أشخاص منذ إعلان السلطات ظهور الوباء في إيران يوم 19 شباط.

ومنعت إيران احتفالات عيد النوروز التي كان من المفترض أن تبدأ مساء الثلثاء في طهران ومحافظات عدّة لاحتواء تفشّي فيروس "كورونا" المستجدّ. وأُغلقت المدارس والجامعات حتّى مطلع نيسان. كما أُغلقت أربعة أضرحة دينيّة رئيسيّة في مدينة قم المقدّسة عند الشيعة. لكن السلطات الإيرانيّة رفضت حتّى الآن فرض إجراءات إغلاق أو حجر على غرار ما فعلته الصين وبعض الدول الأوروبّية.

وفي رسالة وجّهوها إلى الرئيس حسن روحاني، ونُشِرَت بالأمس على موقع التلفزيون الرسمي، دعا خمسة وزراء صحّة سابقين الحكومة إلى فرض "منع مشدّد على التنقّلات والسفرات غير الضروريّة بين المحافظات". ووفقاً لوزراء الصحّة السابقين، يُمثّل عدم إصدار المنع "استهانة بحياة الشعب"، ويُهدّد بأن يخرج الوباء عن السيطرة ويؤدّي إلى عدد وفيات كبير. وورد في الرسالة كذلك أنّه "يجب كسر سلاسل التواصل بين الأصحاء والمرضى".

من جهته، حاول البروفسور المعروف في جامعة طهران علي نقي مشايخي وضع نموذج توقع لتطوّر الفيروس وفق سيناريوات عدّة. ووفق النموذج، يُمكن أن يودي الوباء بحياة 12 ألف شخص من بين مجموع 120 ألف إصابة في حال اتّبع السكان "سلوكاً مسؤولاً". لكن يوجد سيناريو أكثر قتامة في حال لم يتحلّ الناس بالمسؤوليّة ولم تتّخذ السلطات اجراءات صارمة وتمّ تجاوز قدرة استيعاب البنى التحتيّة الطبّية، إذ يُمكن أن يقضي "الفيروس القاتل" على ما يصل إلى 3.5 ملايين شخص من اجمالي 81 مليون ساكن. ولفت مشايخي إلى أن المعايير التي استخدمها في نموذجه الرياضي يجب أن يتحقّق منها أطباء وخبراء في العلوم الاجتماعيّة حتّى تكون موثوقة.

تزامناً، أعلن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أن إيران أفرجت بالأمس عن الأميركي الموقوف لديها منذ 2018 مايكل وايت، لأسباب "صحّية" و"إنسانيّة"، ولكن بشرط عدم مغادرته البلاد. وأكد بومبيو في بيان أنّ "مايكل بات حاليّاً في عهدة سفارة سويسرا"، التي تُمثّل المصالح الأميركيّة في طهران في ظلّ غياب العلاقات الديبلوماسيّة بينها وبين واشنطن. ودعا بومبيو أيضاً إلى الإفراج "النهائي" عنه وعن "جميع الأميركيين المحتجزين بشكل غير عادل في إيران".

إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خمس شركات إماراتيّة متّهمة بنقل نفط إيراني وتجاوز الحظر الأميركي. وأوضحت وزارة الخزانة الأميركيّة أن هذه الشركات اشترت "مئات الآلاف من الأطنان المتريّة من المنتجات البتروليّة من شركة النفط الوطنيّة الإيرانيّة"، بزعم أنّها جاءت من العراق أو على الأقلّ عن طريق إخفاء منشأها.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان إنّ "النظام الإيراني يستخدم عائدات مبيعات النفط والبتروكيماويات لتمويل مؤيّديه الإرهابيين، مثل "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري"، الذي يُعدّ الجيش الإيديولوجي للجمهوريّة الإسلاميّة، "بدلاً من استخدامها من أجل صحّة ورفاه الإيرانيين". وتمنع العقوبات وصول الشركات المشمولة بها إلى النظام المالي الأميركي وتمنع على الأميركيين التعامل معها قطعيّاً.

والشركات المشمولة هي: "بترو غراند اف زد ايه" و"ألفابت انترناشونال دي ام سي سي" و"سويستول تريد دي ام سي سي" و"عالم الثروة للتجارة العامة" و"الوانيو ال ال سي كو".