كو: من المبكّر اتّخاذ أيّ إجراء

طوكيو تتسلّم الشعلة الأولمبيّة والمطالبات تزداد بتأجيل الألعاب

12 : 40

إيموتو تتسلّم الشعلة من كابرالوس (أ ف ب)
سلّمت اليونان أمس الشعلة الأولمبية الى منظمي دورة الألعاب الصيفية المقررة في العاصمة اليابانية طوكيو الصيف المقبل، في احتفال أقيم بغياب الجمهور بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد، والتي بدأت تدفع رياضيين للمطالبة بإرجاء الأولمبياد.


أقيم حفل التسليم في ملعب "باناثينايكو" التاريخي في أثينا، حيث افتتحت النسخة الأولى للألعاب الأولمبية الحديثة في العام 1896.

وفي غياب أي حضور جماهيري في المدرجات الرخامية، اكتفى اليوناني لفتيريس بترونياس حامل ذهبية جهاز الحلق في أولمبياد ريو 2016، بجولة على المضمار حاملاً الشعلة، بينما أوقدت حاملة ذهبية أولمبياد ريو للقفز بالزانة اليونانية كاتيرينا ستيفانيدي المرجل، وهي من الخطوات التقليدية الممهدة للألعاب المقررة بين 24 تموز و9 آب المقبلين.

وتم تسليم الشعلة الى ناوكو إيموتو، ممثلة اللجنة المنظمة لدورة ألعاب طوكيو، والتي تم تكليفها بهذه المهمة في اللحظات الأخيرة لكونها مقيمة في اليونان، ولا تحتاج الى تكبد مشقّة السفر من بلادها في ظل القيود الواسعة المفروضة عالمياً على حركة التنقل للحدّ من تفشي "كوفيد-19".

وقال رئيس اللجنة الأولمبية اليونانية سبيروس كابرالوس متوجهاً الى المسؤولين اليابانيين، الذين كان من المفترض ان يحضروا الحفل: "للأسف تفشي فيروس كورونا دفعنا الى اتخاذ قرارات صعبة وتغيير خططنا الأولية. نأسف لأنكم لم تتمكنوا من السفر الى اليونان والانضمام إلينا هنا".

وكان تفشّي الفيروس قد فرض نفسه على مراسم إيقاد الشعلة الأسبوع الماضي في أولمبيا القديمة، فأقيمت أيضاً من دون حضور المشجعين، قبل ان يتم أيضاً ايقاف جولتها في البلاد بسبب حضور جماهيري كثيف.

وعلى رغم المخاوف العالمية من الفيروس الذي تسبب بشلل شبه كامل في مختلف المنافسات الرياضية، تؤكد اللجنة الأولمبية الدولية والسلطات اليابانية المضي قدماً في خطط إقامة الأولمبياد في موعده.

ويثير ذلك حفيظة رياضيين يعتبرون ان هذا الاصرار يضعهم في خطر، ومنهم ستيفانيدي التي قالت هذا الأسبوع: "الأمر لا يصدق، ماذا عن الرياضات الجماعية حيث يضطر الجميع للتمرن معاً؟ ماذا عن السباحة؟ ماذا عن الجمباز حيث يضطرون للمس بالتجهيزات نفسها؟".

وتابعت: "لا يقيمون أي اعتبار للخطر الذي يضعوننا فيه حالياً"، مضيفة: "اللجنة الأولمبية الدولية تريد منا ان نواصل المخاطرة بصحتنا، صحة عائلتنا، والصحة العامة من أجل التدريب كل يوم".

وردّ متحدث باسم اللجنة الدولية على مخاوف الرياضيين، معتبراً ان "هذا وضع استثنائي يتطلّب حلولاً استثنائية. اللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة إيجاد حل يتسبب بأقل تأثير سلبي على الرياضيين، مع الحفاظ على نزاهة الدورة وصحة الرياضيين".

وأضاف: "أي حل لن يكون مثالياً في هذا الوضع، ولهذا نحن نعول على مسؤولية الرياضيين وتضامنهم".

لكن الردّ جاء من مسؤول في اتحاد دولي طلب عدم كشف اسمه: "اذا كانت اللجنة الأولمبية الدولية تهمها صحة الرياضيين، فلتقم بإرجاء الألعاب، لأن عدم اتخاذ أي قرار سيعرّض الرياضيين لخطر كبير".

على صعيد آخر، أقرّ البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ان اولمبياد طوكيو قد يتأجل لفترة لاحقة هذه السنة بسبب كورونا، مشيراً في الوقت ذاته الى انه لا يزال من المبكر اتخاذ قرار كهذا.

واعتبر كو، أحد أعضاء لجنة تنسيق الاولمبياد "ان الارجاء ممكن، كل شيء ممكن في الوقت الراهن، لكنني اعتقد ان الموقف المتخذ من قبل السلطات الرياضية هو عدم إقامة الالعاب مهما كان الثمن، وهذا كان واضحاً خلال المحادثات بين اللجنة الاولمبية الدولية وباقي الاتحادات الرياضية" التي أقيمت في وقت سابق هذا الأسبوع.

وتابع: "لكنه ليس قراراً يجب اتخاذه الآن".

وقال كو الذي أدى دوراً كبيراً في منح لندن حق استضافة نسخة 2012، ان التأجيل الى 2021 سيسبب مشكلات، وأوضح: "يبدو اقتراحاً سهلاً، لكن الاتحادات المنضوية تحاول تفادي السنوات الأولمبية لتنظيم بطولاتها الدولية".

من جانبه، قال رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة والعضو في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، الصربي نيناد لالوفيتش: "نحن متفائلون جداً بإقامة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في موعدها".

وأوضح لالوفيتش انه يجري "مشاورات هاتفية مع الاتحادات الأعضاء"، من أجل ان يقدم الى اللجنة الأولمبية بحلول نهاية الشهر الجاري، خطة من أجل انهاء برنامج التصفيات المؤهلة الى الألعاب الأولمبية.

اما من الناحية الاقتصادية، فقال مسؤول في اتحاد دولي فضّل عدم كشف اسمه: "دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر من أي أمر آخر، على صعيد التنظيم والميزانية، وبالتالي يمكننا تفهم ان اللجنة الأولمبية الدولية تمنح نفسها وقتاً إضافياً قبل اتخاذ قرار جذري يرتبط أيضاً بمستقبل الرياضة العالمية"، متوقعاً ان يكبّد أي قرار بشأن إرجاء الدورة أو إلغائها، اليابان تكاليف اقتصادية باهظة بعدما أنفقت نحو 12 مليار دولار لاستضافتها. 


MISS 3