جاد حداد

Gerald's Game... أعلى درجات التشويق والإثارة!

21 آذار 2020

13 : 43

حين تتخذ لعبة جنسية بين الزوجين "جيسي" و"جيرالد" (كارلا غوغينو وبروس غرينوود) منحىً مريعاً، تواجه "جيسي" معركة مرعبة للبقاء على قيد الحياة. ستجبرها هذه المعركة على مواجهة ماضيها الشائك والشرور المتربّصة في ظلال منزلها الفارغ ظاهرياً. تم اقتباس أفلام كثيرة من أعمال ستيفن كينغ وكان نجاحها متفاوتاً للأسف. لكن لم يشأ المخرج مايك فلاناغان أن يطلق محاولة مماثلة بكل بساطة، بل أراد أن يصنع فيلماً مقتبساً من رواية كينغ، Gerald's Game (لعبة جيرالد)، منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره.

لكن واجه فلاناغان مجموعة تحديات في هذا المشروع. كيف يمكن أن يأخذ كتاباً اعتُبِر غير قابل للتحول إلى فيلم (بما أن معظم أحداثه تدور في عقل امرأة مكبّلة اليدين على السرير) ويُحوّله إلى فيلم رعب مشوّق وترفيهي؟ كان يسهل أن يخفق على مستويات عدة.

لكن لحسن الحظ، يبدو فيلم Gerald’s Game تحت إشراف فلاناغان مشوقاً ومقلقاً للغاية. إنه الخليط المطلوب في أي فيلم مقتبس من أعمال ستيفن كينغ.

تضمن ثلاثة عناصر أساسية أن يحتل هذا الفيلم مكانة متقدمة على لائحة أنجح الأفلام المقتبسة من كتب كينغ. أولاً، يُعتبر المصدر الأصلي الذي ارتكز عليه الفيلم غنياً ومثيراً للاهتمام من حيث الموضوع.




بالإضافة إلى الدراما الزوجية بين "جيسي" و"جيرالد" والجزء المتعلق بالبقاء على قيد الحياة، سنشاهد تفاصيل عن ماضي "جيسي". يجمع فلاناغان هذه العناصر كلها عبر عرض هلوسات وذكريات من الماضي، ولا يتردد في اتخاذ منحى هجومي في طريقة السرد. ثانياً، لن يشعر المشاهد بالملل مطلقاً من موقع الفيلم الأساسي (أي الغرفة التي تُحتجَز فيها "جيسي") بفضل إخراج فلاناغان وتصوير مايكل فيموغناري الذي يبدّل زوايا الكاميرا باستمرار. كذلك، يُعتبر المونتاج المبهر الذي قام به فلاناغان أساسياً للحفاظ على أجواء التوتر والتشويق على مر الفيلم. أخيراً، يتكل الفيلم على ممثلَين ممتازَين. يقدّم بروس غرينوود أداءً لامعاً بدور "جيرالد" النرجسي الحقيقي من جهة، و"جيرالد" في مخيلة "جيسي" من جهة أخرى.

هذه القصة تخصّ شخصية "جيسي" طبعاً وتجسّد كارلا غوغينو هذا الدور الصعب بطريقة مدهشة. يمكن القول إن الفيلم ينجح بفضل أدائها القوي عاطفياً وجسدياً. صحيح أن الفصل الثالث من Gerald’s Game يبدو أضعف من الفصول السابقة، لكن يبقى هذا العمل في مطلق الأحوال اقتباساً قاتماً ومشوقاً ومُرضِياً من كتاب ستيفن كينغ.


MISS 3