McGregor Forever... وثائقي عن الملاكم كونور ماكغريغور

يجلس الملاكم كونور ماكغريغور على سرير مستشفى وهو يرتدي الثوب الجراحي، ويبدو وجهه متعباً بسبب فقدانه للوزن. هو يقول عن مسيرته المهنية: "كنت أظن أنها انتهت". ثم تنتقل الكاميرا إلى مكان آخر حيث يجلس ماكغريغور على لوحة قماشية ويرتدي ملابسه من ليلة القتال وتظهر معالم الألم على وجهه، فيهمس للملاكم داستن بوارييه: "لم ينتهِ شيء"!

هكذا يبدأ مسلسل McGregor Forever (ماكغريغور إلى الأبد) على شبكة "نتفلكس". إنه ثاني وثائقي عن هذا النجم المعروف في عالم فنون القتال المختلطة. يوثّق المسلسل الجديد الأحداث المحيطة بآخر أربع جولات قتال شارك فيها (تعرّض للهزيمة في ثلاث منها)، وتُخصَّص حلقة واحدة لكل جولة.

العمل من إخراج غوثام شوبرا ومن إنتاج شركة Religion Of Sports، وتبدأ أحداثه من النهاية، أي بعدما يكسر ماكغريغور ساقه خلال مواجهته مع بوارييه في تموز 2021. ثم تعود الأحداث إلى العام 2018 والخصومة المريرة بين هذا الملاكم الأيرلندي وحبيب نورماغوميدوف. سنشاهد لاحقاً عودته القوية ضد دونالد سيرون في العام 2020، ومبارزته مع بوارييه في كانون الثاني 2021، وأخيراً مباراة العودة المؤسفة بعد مرور ستة أشهر.

تبدأ أحداث الوثائقي الجديد في المرحلة التمهيدية للمبارزة القوية بين نجم بطولة القتال النهائي وحبيب نورماغوميدوف، وهي فترة مبهرة من مسيرة ماكغريغور لكن لم يسلّط أحد الأضواء عليها بما يكفي حتى الآن. تزداد هذه المرحلة إثارة بسبب التناقض الشديد بين مشاهد ماكغريغور وهو يلعب مع ابنه المولود حديثاً ويشارك في حفل الكشف عن جنس ابنته، وتفاعلاته السامة مع نورماغوميدوف. تسمح الموسيقى التصويرية الغريبة بتأجيج مشاعر التوتر والخطر على مر الحلقات.

تكلم مدرب ماكغريغور، جون كافانا، يوماً عن سلوك ملاكمه الخطير قبل المباراة، فراح ماكغريغور يضرب شركاءه في القتال بدل محاولة تعلّم الدروس منهم، قبل أن يحتفل عبر الخروج وشرب الكحول. يؤكد هذا الجزء من الوثائقي على تلك المعلومات، فيعكس انعدام الأمان في شخصية ماكغريغور. ستكون كل ثانية من اللقطات غير المنشورة سابقاً إيجابية لتحسين مستوى العمل، بما في ذلك مشهد مؤلم حيث تُعاد أصابع قدمه المخلوعة إلى مكانها الصحيح، قبل ثلاثة أسابيع من المباراة، أو لقطات يظهر فيها ماكغريغور وهو يدمع حين يحاول تقبّل الهزيمة. هو يتواجد في تلك اللحظات وسط رفاقه في غرفة تبديل الملابس لكنه يشعر بوحدة تامة. رغم جميع العناصر المثيرة للاهتمام في هذه المرحلة من مسيرة ماكغريغور، يُعبّر الملاكم عما حصل بكلمات بسيطة، فيقول: "لقد تعرضتُ للهزيمة بكل بساطة. لقد تعرضتُ للهزيمة في أكثر اللحظات أهمية وانتهى الأمر".

تشمل الحلقة الثالثة لحظة مؤثرة بالقدر نفسه، بعدما يتعرض ماكغريغور لأول خسارة له على الإطلاق في مرحلة الإقصاء، فيقول إن "ما حصل مشين"، ثم يشكك بكفاءة فريقه: "كيف يُعقَل ألا تُحركوا ساكناً يا فتيان... لقد سقطتُ وأصبتُ في ساقي، ولم تُصدروا أي صوت". يأتي هذان المشهدان بعد لقطات سينمائية مُرضِية للمباريات بحد ذاتها، وتستعمل الحلقات الأخرى الخصائص نفسها على مستوى الأصوات القوية والمؤثرات البصرية.

تنتهي الحلقة الأولى مع ظهور ماكغريغور وهو يقوم بخدمات اجتماعية: إنه المشهد الوحيد الذي يشير فيه الوثائقي إلى مشاكله القانونية المتنوعة في السنوات الأخيرة. لكنّ سماعه وهو يُعبّر عن مشاعره الصادقة بشأن هذه التجربة يعكس على الأرجح أكثر الجوانب المخيّبة للآمال في المسلسل كله. في لقطات أخرى، تغيب المقاطع الصوتية من مشاهد ماكغريغور، وتُعرَض مقابلات قديمة أكثر من اللقطات الجديدة، فتتراجع أي حماسة متبقية لرؤية لحظات غير مسبوقة. لكن تتعلق أكبر مشكلة بتوقيت عرض المسلسل.

يُركّز صانعو العمل على نهوض الملاكم الأيرلندي بعد انتكاسات عدة وعودته المنتظرة من حادثة كسر ساقه. لكنه لن يعود حتى الآن بالطريقة التي يتمناها معظم معجبيه وعالم الرياضة عموماً، ما يعني عودته إلى حلبة الملاكمة أو تحقيقه الفوز في نهاية المطاف. كذلك، يفتقر الوثائقي إلى المصداقية حين يحاول إقناع المشاهدين بأن ذلك الفوز المنتظر أصبح وشيكاً. كل من يشاهد الحلقة الأخيرة ولم يسبق أن حَضَر المواجهة النهائية بين ماكغريغور وبوارييه قد يظن أن الملاكم الأيرلندي يقترب من تحقيق انتصار مدوّ للتعويض عن إخفاقاته السابقة، لكنه لن يعرف شيئاً عن أدائه المقلق والإصابة المدمّرة التي تعرّض لها في المرحلة اللاحقة.

يستحق ماكغريغور الإشادة لأنه تعافى من تلك الإصابة القوية ويُفترض ألا يغفل أحد عن هذا الجانب. يتكلم الملاكم البالغ من العمر 34 عاماً في هذا الوثائقي عن رغبته في متابعة الملاكمة ويؤكد على أنه كان وسيبقى ملاكماً قبل أي شي آخر. لكن لم يكشف أحد عن تاريخ محدّد لمباراته المقبلة ضد مايكل تشاندلر. في ما يخص العودة إلى المباريات، قد تبدو أعداد وطبيعة هذا النوع من الاستحقاقات مربكة في بعض الحالات، لذا لا يتحمّل ماكغريغور شخصياً مسؤولية غيابه المطوّل والمستمر. يريد المعجبون أن يعرفوا حقيقة وضعه ولا يمنحهم الوثائقي هذه المعلومة بالشكل المتوقّع.

لكن بين هذا الوثائقي، وإطلالاته كمدرّب في مسلسل The Ultimate Fighter (المقاتل النهائي)، وظهوره الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي، تكثر المواد المتعلقة به في العام 2023. في المقابل، ما من معلومات كافية عن مبارياته المرتقبة.

• كونور ماكغريغور