مصر تُكذّب إثيوبيا حول سدّ النهضة: تضليل ومغالطات!

02 : 00

سدّ النهضة ملف إشكالي خطر بين القاهرة وأديس أبابا (أ ف ب)

رفضت وزارة الخارجية المصرية أمس البيان الذي أصدرته إثيوبيا في شأن قرار القمة العربية الداعم لموقف مصر في قضيّة سد النهضة، معتبرةً أنه (البيان الإثيوبي) «مضلّل ومليء بالمغالطات»، كما نفت الاتفاق مع أديس أبابا على كمّية المياه وفترة ملء السد.

وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية قد أصدرت بياناً الإثنين، عبّرت فيه عن «استياء» أديس أبابا من القرار الذي تبنّته القمة العربية، والذي وصفته بأنه «ردّد الخطاب المصري العدائي تجاه سد النهضة الإثيوبي»، وبأنه «إهانة للاتحاد الأفريقي ودوله، التي تعمل على التوصّل إلى حلّ سلمي متفاوض عليه للأمر»، مشيرةً إلى أنه تمّ التوافق بين خبراء الدول الثلاث «على تفاصيل ملء السد، بما في ذلك الكمّية والمدّة».

وفي ردّ الفعل المصري، رأت الخارجية المصرية أن البيان الإثيوبي «محاولة يائسة للوقيعة بين الدول العربية والأفريقية من خلال تصوير الدعم العربي لموقف مصر العادل والمسؤول باعتباره خلافاً عربيّاً - أفريقيّاً».

وأعرب المتحدّث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد عن أسفه لما تضمّنه البيان من «ادعاءات غير حقيقية» بأنّ الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، اتفقت بالفعل خلال المفاوضات على حجم المياه التي ستُخزّن وفترة ملء خزّان السد، وأن لجوء مصر والسودان لطلب الدعم العربي يُعدّ انتهاكاً لاتفاق المبادئ.

وأعرب عن أسفه كذلك لـ»الادعاء بأن الدول العربية الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لا تدعم القرار العربي الصادر عن القمة الأخيرة بالإجماع»، مؤكداً أن «تاريخ مصر الداعم لحركات النضال الوطني والتحرّر من الاستعمار في أفريقيا، وما تبذله من جهود وما ترصده من موارد لدعم برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء السلام في القارة، لا يتماشى مطلقاً مع ادعاءات واهية بأنّ مصر تحشد الدول العربية ضدّ المصالح الأفريقية».

وشدّد على أن «كون إثيوبيا دولة المقرّ للاتحاد الأفريقي لا يؤهّلها التحدّث باسمه أو دوله الأعضاء بهذا الشكل، للتغطية على مخالفاتها لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار»، في حين أكد مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة التي انعقدت في جدة الجمعة، أن الأمن القومي لمصر والسودان «جزء لا يتجزّأ من الأمن القومي العربي»، وأعرب عن رفضه لأي عمل أو إجراء يمسّ بحقوقهما في مياه النيل.

وبينما ثمّن المجلس جهود الاتحاد الأفريقي لتيسير المفاوضات في شأن السد، أعرب عن قلقه من استمرار تعثر المفاوضات «بسبب المواقف التي تبنّتها إثيوبيا»، وكذلك قلقه الشديد من «الإجراءات الأحادية لملء السد وتشغيله».

توازياً، ذكرت وزارة الخارجية الإثيوبية مساء الثلثاء أن السفير الإثيوبي الجديد في إسرائيل تيسفاي يتايه ناقش مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ قضية سد النهضة لدى تقديم أوراق اعتماده، مشيرةً إلى أنه «أوضح للرئيس الإسرائيلي أن إثيوبيا ترفض بيان الجامعة العربية في شأن سد النهضة».

وتابعت: «شرح السفير أن إنشاء إثيوبيا للسد لأغراض التنمية، وأن أديس أبابا تؤمن بالحق المتساوي في المياه»، موضحةً أن السفير أشار إلى أن المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي «ستتوصّل إلى حلّ للمشكلات العالقة».


MISS 3