برنامج أممي – إيطالي لمواجهة تحديات إدارة النفايات الصلبة في زحلة

12 : 54

قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع وزارة البيئة وبتمويل من الحكومة الإيطالية من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، بمبادرة فعّالة لمواجهة تحديات إدارة النفايات الصلبة في قضاء زحلة. ويهدف هذا الدعم إلى إعادة تأهيل مكبّ النفايات في حزّرتا وتطوير وتحديث البنية التحتية لمعالجة العصارة في معمل النفايات الصلبة في زحلة بهدف التصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة في إدارة النفايات الصلبة. كما قدّم المشروع التدريب الأساسي لبلدية حزرتا على إدارة النفايات الصلبة. وكان لهذه المبادرات تأثير كبير في الحدّ من الأثر البيئي للتخلّص من النفايات مع تحسين صحة وسلامة المجتمعات المحيطة.



ولفت البرنامج في بيان إلى أن "لبنان واجه العديد من التحديات في إدارة النفايات الصلبة على مدى العقود القليلة الماضية، وأدّت الأزمة الاقتصادية المستمرّة منذ عام 2019 إلى تفاقم هذه التحديات. وأدى انخفاض قيمة العملة المحلية في الوقت الذي ظلّت فيه إيرادات المرافق العامة التي تدير قطاع النفايات الصلبة عند معدلات العملة المحلية المتدنيّة إلى زيادة الضغط على استدامة البنية التحتية القائمة للنفايات الصلبة داخل البلاد. لهذه الغاية، اتّخذ البرنامج، بالتعاون مع بلديتي حزّرتا وزحلة، خطوات هامة باتجاه معالجة تحديات إدارة النفايات الصلبة في قضاء زحلة. فقد تمّت بنجاح إزالة أكثر من 2000 طن من النفايات من مكبّ حزرتا ونقلها إلى المطمر الصحي في زحلة للتخلّص منها بشكل سليم. كما تمّت إعادة تأهيل منطقة المكبّ وزرع نحو 300 شجرة حور لتنظيم الجريان السطحي والحدّ منه، فضلاً عن تثبيت الرواسب وغيرها من ملوثات التربة، بالإضافة إلى ذلك، من المقدّر أن يؤدي نظام جمع النفايات المطوّرَ إلى توفير سنوي في التكاليف حوالى 9000 دولار أميركي لبلدية حزّرتا. ولضمان إستدامة هذه الجهود، تم تنظيم حملة توعية وتدريب لبلدية حزّرتا لتحسين جمع النفايات داخل المدينة وتطبيق أفضل الممارسات لإدارة النفايات الصلبة".



ولفت البيان إلى أنه "تمّ تنفيذ هذه المبادرات لمواجهة النزعة المتنامية في البلاد للتخلّص من النفايات الكبّ العشوائي ولدعم تنفيذ الممارسات السليمة لإدارة النفايات في المراكز القائمة. علاوةً على ذلك، ساهم هذا الجهد في الحدّ من تلوّث نهر البردوني والذي كان يُشتبه بمساهمة مكبّ حزّرتا فيه لعقود عدة".



وقالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين: "إن إدارة النفايات الصلبة في لبنان لا تلعب دوراً حاسماً فقط في الحفاظ على البيئة عن طريق الحدّ من تلوث التربة والمياه والهواء، بل تؤثر أيضاً بشكل مباشر على الصحة العامة ورفاهية الناس. وقد رصد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 8 ملايين دولار أميركي للتدخلات في مجال النفايات في زحلة وحدها منذ عام 2020، بما في ذلك 1.7 مليون دولار أميركي لمعمل النفايات الصلبة. ونحن ملتزمون، جنباً إلى جنب مع شركائنا مثل حكومة إيطاليا ووزارة البيئة، الحدّ من التلوث وتقليل المخاطر الصحية وتمكين قضاء زحلة ومنطقة البقاع ككلّ من تحقيق قدراتهم الزراعية بالكامل".



بدورها، قالت مديرة مكتب الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في لبنان أليساندرا بيرماتي: "تتميز استراتيجية الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في قطاع البيئة بنهج شامل ومتكامل، وتشكّل إدارة النفايات الصلبة جزءاً أساسياً منه. وهذه المبادرة ليست سوى واحدة من العديد من التدخلات المماثلة في جميع أنحاء البلاد وهي نموذج مثالي على هذه الاستراتيجية، حيث تربط البنية التحتية للعصارة بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي المجاورة والممولة من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي وفي نفس الوقت تخلق مساحة اجتماعية خضراء وآمنة جديدة للمجتمعات المحلية".




وكان واجه معمل زحلة للنفايات الصلبة تحديات كبيرة في إدارة العصارة المتولّدة، وهي مادة سائلة ناتجة عن النفايات الصلبة. فقد شكّلت البنى التحتية المحدودة والكميات الزائدة من العصارة خلال فصل الشتاء التي التي تفوق قدرة المعالجة، تحدياً كبيراً لأعمال تشغيل المركز.



وقد أدرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أهمية هذا الموضع وقدّم الدعم لبلدية زحلة من خلال إنشاء وحدة جديدة لمعالجة العصارة وتطوير البنية التحتية لجمع العصارة ضمن مركز معالجة النفايات. وتعمل الوحدة الجديدة لمعالجة المادة المرتشحة منذ ثلاثة أشهر، حيث تعالج آلاف كميات المادة المرتشحة وتقوم بتفريغها في شبكة مياه الصرف الصحي، التي تغذّي محطة معالجة مياه الصرف الصحي المجاورة. وعلاوةً على ذلك، قدّم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبلدية زحلة تقارير تقييم شاملة ووثائق تدريبية بغية تحسين كفاءة وفعالية معمل النفايات الصلبة لديها بشكل عام. وقد لعب هذا التدخّل دوراً حيوياً في التخفيف من الأثر البيئي للتخلّص من النفايات الصلبة وتحسين صحة وسلامة المجتمعات المحيطة.





MISS 3