كورونا - إيطاليا... أسوأ حصيلة وفيات يوميّة في العالم

ترامب يوقّع حزمة التريليونَي دولار التاريخيّة

02 : 10

ترامب خلال توقيعه خطّة المساعدة التاريخيّة أمس (أ ف ب)

بعدما أقرّ مجلس النوّاب الأميركي بالأمس خطّة المساعدة التاريخيّة الهادفة إلى تجنيب غرق الولايات المتحدة في انكماش اقتصادي طويل بتأثير من فيروس "كورونا المستجدّ" والبالغة قيمتها أكثر من تريليونَيْ دولار، سارع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى التوقيع عليها ليضعها حيّز التنفيذ.

وأصدر ترامب أيضاً أمراً فدراليّاً لإجبار شركة "جنرال موتورز"، الرائدة في مجال تصنيع السيّارات، على صنع أجهزة للتنفّس الاصطناعي، كما فعّل "قانون الإنتاج الدفاعي"، النادر الاستخدام، لإجبار "جنرال موتورز" على تسريع إنتاجها للأجهزة.

وفي هذا السياق، طلب ترامب من "فورد" و"جنرال موتورز" البدء في تصنيع أجهزة تنفّس اصطناعي للمساعدة في تخفيف الضغط المتزايد على المستشفيات للرعاية بمصابي "كوفيد-19"، وقال الرئيس الأميركي في تغريدة على "تويتر": "يجب أن تفتح جنرال موتورز فوراً مصنع لوردز تاون الذي هجرته بغباء في أوهايو، أو مصنعاً آخر، وتبدأ بتصنيع أجهزة التنفّس الاصطناعي، الآن!"، مضيفاً: "فورد، انطلقي في صناعة أجهزة التنفّس الاصطناعي، بسرعة!".

ووعد ترامب بتوفير مزيد من أجهزة التنفّس الاصطناعي. وقال في تغريدة منفصلة على "تويتر": "اشترينا للتو الكثير من أجهزة التنفّس الاصطناعي من عدّة شركات جيّدة"، في وقت كرّر أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك المتضرّرة بشدّة من الوباء، دعواته للحكومة الفدراليّة بتوفير مزيد من أجهزة التنفّس الاصطناعي للتمكّن من التعامل مع احتياجات المرضى في ظلّ توسّع انتشار العدوى بشكل رهيب.

وتوقّع كومو أن الوباء لن يبلغ ذروته في الولاية قبل ثلاثة أسابيع أخرى، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات فيها إلى أكثر من 519 حالة مع وضع خطط عاجلة لإقامة أربع مستشفيات جديدة موَقتة، لاستيعاب المرضى الذين تزايدت أعدادهم ووصلت إلى 44810 إصابات مؤكدة.

وتحوّلت الولايات المتحدة، حيث فرض عزل تام على 40 في المئة من السكّان، إلى "بؤرة جديدة" للوباء هذا الأسبوع، مع تسجيلها أكثر من 100 ألف إصابة مؤكدة و1543 حالة وفاة، بينما بلغت طلبات إعانات البطالة مستويات غير مسبوقة.

وفي "الحديقة الخلفيّة" لـ"العم سام"، تخطّى عدد الإصابات بالفيروس القاتل 10 آلاف إصابة، بينما أُفيد عن أوّل إصابة في أميركا اللاتينيّة في 26 شباط في البرازيل، التي باتت بؤرة للوباء في المنطقة مع تسجيل حوالى 3417 إصابة و92 وفاة، فيما بلغ العدد الإجمالي للوفيات في أميركا الجنوبيّة أكثر من 200 حالة.

أوروبّياً، سجّلت إيطاليا ما يقرب من ألف وفاة خلال 24 ساعة، في أسوأ حصيلة قياسيّة في البلاد والعالم. وبذلك، يرتفع العدد الاجمالي للوفيات في إيطاليا إلى 9134، أي بزيادة 969 حالة منذ الخميس. وبالرغم من ذلك، تواصل وتيرة انتشار العدوى في التراجع، بحيث سجّلت نسبة الحالات الجديدة نمواً بـ7.4 في المئة (86498 بالاجمال)، وهي الأدنى منذ بداية تفشّي الوباء في البلاد قبل أكثر من شهر.

أمّا إسبانيا فقد أحصت 851 وفاة خلال 24 ساعة، وهي حصيلة قياسيّة جديدة يرتفع معها العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 4940. وتُسجّل إسبانيا ثاني أعلى حصيلة وفيات جرّاء "كوفيد-19" بعد إيطاليا، في وقت باتت حصيلة الوفيات في فرنسا تُقارب ألفي وفاة، بينها حوالى 300 سُجّلت خلال آخر 24 ساعة، فيما أصيب 32964 شخصاً. وبات الوباء يتفشّى بقوّة في منطقة إيل دو فرانس التي تضمّ باريس، وعدد سكّانها أكثر من 10 ملايين نسمة.

توازياً، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب من القصر الرئاسي تجديد فترة العزل لأسبوعَيْن إضافيّيْن، مشيراً إلى أنّه "سيتمّ بالطبع تمديد هذه الفترة مجدّداً إذا استدعت الظروف ذلك". وأضاف: "من الواضح أنّنا لا نزال في بداية الموجة الوبائيّة"، في حين تتّخذ ألمانيا التي سجّلت أكثر من 50871 إصابة و342 حالة وفاة العديد من التدابير الوقائيّة مثل العزل المنزلي وإغلاق المدارس والمتاجر باستثناء السوبرماركت، والمطاعم والحانات. وبينما تدعو إسبانيا وإيطاليا وفرنسا و6 دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء قرض مشترك لمنطقة اليورو، تُعارض ألمانيا وهولندا بشدّة هذا الطرح.

في الغضون، حذّرت "منظّمة الصحّة العالميّة" من أن النقص الشديد في معدّات الوقاية للموظّفين الصحّيين الذين يُواجهون وباء "كوفيد-19" يُعدّ من بين التهديدات الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى العالم حاليّاً. وحضّت المنظّمة الدول المتقدّمة صناعيّاً على زيادة إنتاجها لمعدّات الوقاية الشخصيّة، فيما حذّرت أيضاً من أن المعركة ضدّ "كورونا المستجدّ" لا تزال في بدايتها. كذلك، ذكرت أنّها تعرّضت لهجمات إلكترونيّة متزايدة وعمليّات احتيال تستخدم اسمها، معتبرةً أن "أزمات كهذه تكشف أفضل وأسوأ ما في البشر".

وفي الشرق الأوسط، أعلنت إيران تسجيل 144 وفاة جديدة ما يرفع الحصيلة إلى 2378 حالة في هذا البلد الذي يُعدّ من بين الأكثر تضرّراً في العالم من الوباء، بينما سُجّلت 32332 إصابة مؤكدة. وبث التلفزيون الرسمي الإيراني بالأمس مشاهد لحواجز الشرطة عند مداخل طهران، حيث يمنع السكان من الخروج من المدينة، والقادمين من خارجها من الدخول. ويُفرض على المخالفين دفع غرامات ماليّة.

أمّا تركيا، فقد أعلن وزير داخليّتها سليمان صويلو فرض حجر على 12 بلدة وقرية، في اجراء غير مسبوق يهدف إلى الحدّ من تفشّي الوباء الذي أودى بحياة 92 شخصاً وأصاب 5698 آخرين. وأكد صويلو أن من بينها خمس مناطق في شمال شرقي البلاد، لكنّه لم يُحدّد مواقع المدن والقرى الأخرى. واتخذت السلطات التركيّة مجموعة من التدابير في أنحاء البلاد، بدءاً من إغلاق المدارس والجامعات وتعليق مباريات كرة القدم وصولاً إلى حظر صلاة الجماعة وفرض حجر كلّي على من تتجاوز أعمارهم 65 عاماً والأشخاص الذين يُعانون من أمراض مزمنة.


MISS 3