فادي سمعان

طوني طراف لـ "نداء الوطن": مهمّتي الأولمبية الاهتمام باللاعب المعتزل

28 آذار 2020

09 : 28

الثقافة والمعرفة الرياضية الواسعة والطموحات الكبيرة قادت طوني طرّاف الى مهام ومسؤوليات إدارية متعدّدة، حيث هو حالياً مسؤول العلاقات الدولية والدورات في اللجنة الأولمبية اللبنانية بالإضافة الى مهمته كمحاضر في اللجنة الاولمبية الدولية المتخصّصة في ادارة ورش العمل التي تعتني باللاعب وترشده الى الطريق الصحيح بعد اعتزاله. "نداء الوطن" إلتقت طرّاف الذي كان يتحضّر لتحدٍّ جديد في أولمبياد طوكيو الصيف المقبل قبل أن يُتخذ القرار النهائي بإرجائه.

طرّاف تحدث بداية عن عمله في اللجنة الاولمبية الدولية والهدف الأساسي الذي يسعى اليه، فقال لصحيفتنا: "أنا واحدٌ من أصل 35 محاضراً دولياً يعملون في ورش عمل حول العالم، ومسؤوليتي تنحصر تقريباً في منطقة الشرق الاوسط، وبرنامجي الرئيسيّ يهدف الى تمكين اللاعب المحترف أن يستمرّ في العطاء بعد إعتزاله، وان نقول له ونقنعه بأنّ لا شيء ينتهي مع هذا القرار الصعب الذي اتّخذه، وانّ بأمكانه الاستمرار في حياة رياضية جديدة طبيعية وناجحة".

أضاف: "كما انّ مهمتي هي تطوير قدرات هذا اللاعب بحسب خبرته الطويلة في الملاعب، ومساعدته على اتخاذ الخطوات المناسبة وأكتشاف قدراته وإمكاناته، فالأولمبية الدولية حريصة جداً على إنسانية اللاعب المعتزل كونها لا تنظر اليه كسلعة تجارية لا سمح الله، بل بالعكس تعتبره كنزاً غنياً ومفيداً للمجتمع الرياضي يجب المحافظة عليه وإبقاؤه في الاجواء والسعي الحثيث لخلق فرص عمل جدّية له ليكون في المستقبل مدرّباً أو إدارياً او محاضراً كلّ بحسب كفاءته وجدارته، والإستفادة من خبرته والطاقات التي يتمتّع بها". وتابع: "مهمّتنا أيضاً مساعدة اللاعبين لتخطي أية ازمة نفسية أو مادية قد يواجهونها بعد الاعتزال، وهذه المبادرة صادرة عن لجنة الرياضيين في اللجنة الأولمبية الدولية بالتعاون مع مجموعة "أديكو". وأشار الى أنه ألقى محاضرات عدة في هذا السياق أهمّها في مصر وقطر حيث لقيَ ترحيباً حارّاً من قبل القيّمين على اللجنة الاولمبية في هذين البلدين، كما سبق له ان أجرى ورشة عمل في لبنان العام 2018 وحضرها 30 لاعباً ولاعبة من المحترفين.

تأجيل أولمبياد طوكيو ضربة كبيرة

وحول تأجيل اولمبياد طوكيو 2020 والخسائر التي ستتكبدها اللجنة الاولمبية الدولية من جرّاء إنتشار وباء "كورونا" أجاب طرّاف: "بالطبع ستقع خسائر بملايين الدولارات، من تعاقدات مع لاعبين ومدرّبين وحجوزات سفر وفنادق وإقامة، بالاضافة طبعاً الى القرية الاولمبية وتكلفة بنائها لاستقبال هذا الحدث الدوليّ البارز، من دون أن ننسى تكاليف العاملين وغيرهم، لكنّ الأولوية بالنسبة الى اللجنة الاولمبية الدولية هي سلامة المشاركين وصحّتهم قبل أيّ شيء آخر، وقبل الكسب المادّي، على رغم انّ قرار التأجيل جاء متاخراً". وعن تحديد موعد جديد لأولمبياد طوكيو أوضح أن لا تاريخ رسمياً محدّداً حتى الآن، معرباً عن إعتقاده بأنها ستقام قبل صيف العام 2021.

وما هو الجديد والمستحدث من قِبل اللجنة الاولمبية الدولية الذي كنا سنراه خلال أولمبياد 2020، أشار طرّاف الى أنّ اللجنة وضعت روزنامة عصرية وبرامج حديثة ومعدّلة نسبياً لهذا الحدث، بحيث تأتي في أولوياتها الأمور الانسانية والحياتية، لذا ستعتمد لأول مرة نمطاً جديداً يخلق المساواة بين الرجل والمرأة ويتمثل بحمل علمَين أولمبيَين لرجل وامرأة يسيران قرب بعضهما في الإستعراض، كما انّ السباقات سيكون عددها مناصفة بين الرجال والسيّدات. وختم: "الأمر البارز أيضاً هو إعطاء فرصة للاعبين اللاجئين من بلادهم للمشاركة في الالعاب الفردية، والهدف منها ايصال رسالة سلام الى العالم بأسره، فالاولمبية الدولية تلعب دوراً اساسياً وجوهرياً في تقريب المسافات بين الشعوب والبلدان، كما حصل في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية 2018 عندما سارت بعثتا الكوريتَين الجنوبية والشمالية جنباً الى جنب تحت علم واحد.


MISS 3