لم يتوقف «كابريوليه» عن تنظيم فعالياته حتّى في أحلك الظروف؛ لا جريمة المرفأ أو «كورونا» أو الأوضاع المهترئة في البلاد فرملته أو أرغمته على الانتقال الى الصيغة الافتراضية. وليس هذا فحسب، بل حتّى خلال الجائحة رفع عدد شاشاته من 4 الى 7 على طول درج مار نقولا ليستمتع المشاهدون من مختلف الأعمار بمتابعة الأفلام اللبنانية كما العالمية في الهواء الطلق. أمّا ما يميز نسخة 2023، فيؤكد مؤسس المهرجان إبراهيم سماحة في حديثه لـ»نداء الوطن» أنّ «استمرار فعاليات «كابريوليه» طوال 15 عاماً هو الأمر المميز بحد ذاته، إصراراً منّا على أن يبقى المهرجان لقاءً سنوياً بين محبي السينما وصنّاعه، لتبادل وجهات النظر حول واقع هذه الصناعة ومستقبلها أيضاً».
عادل كرم نجم المهرجان
في الإعلان الدعائي الذي انطلق قبل أيام للدعوة إلى المهرجان، يظهر مقدم البرنامج والممثل عادل كرم وهو يجلس على كرسي في شارع الجمّيزة، في إشارة إلى شعار هذا العام Home، قائلًا: «الحياة قصيرة لنحضر أفلاماً طويلة، Cabriolet Film Festival بيت الأفلام القصيرة، بنسخته الـ15 في 2، 3، 4 حزيران على درج مار نقولا بالجميزة. الساعة 8 مش ع اللبناني».
لماذا اختير Home ليكون موضوع هذه النسخة؟ يجيب سماحة قائلاً: «مثلما جرت العادة، نحدّد سنوياً الموضوع الأكثر تداولاً في العالم لنختار على أساسه الأفلام التي ستشارك في المهرجان. ولأن كل وقت لديه ظروفه الخاصة، فكلمة Home يختلف معناها من شخص الى آخر، ولا سيما مع تطوّر العالم الافتراضي عالمياً، وهاجس اللبنانيين حالياً ازاء وضع البلاد وصعوبة تحديد ما اذا كان لبنان وطنهم و»بيتهم» الذي يريدون البقاء فيه أو مغادرته». أمّا عن سبب اختيار كرم ليكون نجم المهرجان فيشير الى أنّ «وفق تقليدنا في «كابريوليه»، نختار في كل نسخة مخرجاً أو ممثلاً تحمل الدورة اسمه. وهذه السنة نكرّم عادل على مسيرته في التمثيل والسينما، ونشكره على عطائه المستمر في السينما والمسرح».
فعاليات الحدث
أكثر من 3060 فيلماً من مختلف أنحاء العالم قدّمت للمشاركة في الحدث، واختير 47 منها فحسب من لبنان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وأميركا وغيرها، ويشير سماحة الى أنّ «أقصر فيلم مدّته 3 دقائق فيما الأطول يصل الى 20 دقيقة». ويتابع: «نبدأ مساء اليوم في تمام الثامنة مساءً «مش ع اللبناني» بعرض أول الأفلام، وسنتوقف عند التاسعة والربع مع فاصل يحييه مازن كيوان بعرض تانغو، نكمل بعدها العرض حتى الساعة 11 ليلاً.
غداً، نبدأ عند السابعة مساءً مع عرض موسيقي يحييه فنانون شباب سيعزفون موسيقى كلاسيكية، لننطلق بعرض الأفلام مجدداً عند الثامنة، على أن نختتم فعاليات المهرجان الأحد من الثامنة حتّى الحادية عشرة إلا ربعاً.
لا ينكر سماحة صعوبة تنظيم النشاطات الثقافية ولا يقتصر هذا الموضوع على وضع البلاد الراهن، «بل لأنه لطالما اعتقد الناس أنّها أمور ترفيهية فحسب، بينما هي هَوية في الحقيقة، وبالتالي هي حاجة، ما يحفزنا على تخطي كل أنواع الصعوبات»، على حدّ قوله. وختم حديثه متوجهاً الى قرّاء «نداء الوطن» قائلاً: «أمر عظيم أنه ما زال هناك اناس تقرأ! «كونوا كتار»... نحن في انتظاركم الليلة».
يطفئ مهرجان «كابريوليه للأفلام القصيرة» شمعته الخامسة عشرة اليوم على درج مار نقولا في الجميزة، ويستمر حتّى الأحد 4 الجاري، حيث سيفترش متذوقو الفن السابع درج الفن ليتابعوا أفلاماً قصيرة من لبنان والعالم. ولعل هذا المشهد الذي يتكرّر سنوياً منذ 2009، أجمل ما يميز الحدث، ويؤكد أن العاصمة ما زالت تنبض بالحياة... وستبقى.
