جنى جبّور

إبراهيم سماحة: شاشة واحدة تجمع جمهورنا

23 أيار 2024

02 : 05

عندما تتناغم أضواء الشاشات مع سحر الطبيعة راويةً قصصاً مميزة، مصطحبةً ايانا في رحلة سينمائية فريدة في الهواء الطلق، يكون مهرجان «كابريوليه للأفلام القصيرة» قد انطلق. هذه الفكرة المميزة التي بدأت عام 2009 بنسختها الاولى على درج «مار نقولا» في الجميزة تعود في دورتها الـ16 هذا العام من 7 الى 9 حزيران المقبل، باسطةً شاشاتها في 9 مناطق مختلفة خارج العاصمة جامعةً جمهوراً واسعاً حول شاشة واحدة. عن تطور هذه النسخة وموضوعها يتحدث مؤسس المهرجان إبراهيم سماحة لـ»نداء الوطن».



هل يزيد عبق المسؤولية مع التقدم من نسخة إلى أخرى؟


تحول هدفنا من تنظيم هذا المهرجان الى هوية نعتز بها؛ هوية تسارع دقات قلوبنا، ونصر على جعلها محطة سنوية ثابتة. هنا تكمن قوتنا وتصميمنا على الاستمرار للمحافظة عليها، فغياب هذا الحدث البارز الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من المشهد الثقافي في بيروت عن الساحة يؤثر بنا على صعيد شخصي. عبق المسؤولية يتزايد من نسخة الى اخرى، وهذا امر طبيعي لأشخاص يجعلون من المصداقية اولوية، ولا سيما مع اصرارنا على المحافظة على نوعية الأفلام وكيفية اختيارها وفعاليات النشاطات والجهات المتعاونة معنا.

حول أي موضوع تدور أفلام هذه النسخة؟

كما جرت العادة، نختار موضوعاً معيناً ليتمحور حوله المهرجان سنوياً، بحسب الحاجة أو الفكرة الأكثر تناقلاً عالمياً، في الشرق وفي لبنان خصوصاً. وفي حين تمحورت نسخة السنة الماضية حول «البيت» (Home)، نعود هذه السنة مع «الآخر» لتبادل وجهات النظر على أكثر من صعيد من خلال الأفلام المشاركة من دول مختلفة ومعالجته مع جمهورنا.

لا تشبه هذه الدورة سابقاتها، فقد تطورت بشكل ملحوظ خارج العاصمة. أخبرنا أكثر عن هذه الخطوة؟

تتميز هذه النسخة بتنظيمها في 10 مناطق في الوقت نفسه (بيروت، جبيل، جونيه، زحلة، بعلبك، المينا (طرابلس)، دير القمر، بتلون (الشوف)، الخنشارة وإهدن)، ومشاركة مجتمعات مختلقة بمعالجة موضوع «الآخر»، ومناقشته من خلال السينما وتعزيز السياحة من خلال الثقافة المجانية المتاحة للجميع عبر «كابريوليه»، عاكسين بذلك روح المهرجان الرائعة فاسحين للجميع فرصة المشاركة في تجربة سينمائية مميزة... باختصار ستجمع شاشة واحدة جمهورنا الكبير.

ماذا عن البرنامج والأفلام المشاركة؟

استلمت لجنة «كابريوليه» هذا العام نحو 3500 فيلم تم اختيار 37 منها (غالبيتها تعرض للمرة الأولى) لعرضها (7-8-9 حزيران) أمام الجمهور خلال الأيام الثلاثة. مع الاشارة الى أنّ المهرجان بات يصدّر الإبداع اللبناني من خلال اتفاقيات تعاون مع مهرجانات عالمية لعرض الأفلام اللبنانية والعكس صحيح.

وفي السابع من حزيران في تمام الساعة «8 مش ع اللبناني» يفتتح المهرجان من دون اي مظاهر رسمية من سجادة حمراء وغيرها في كل المناطق المشاركة، بالفيلم الباكستانيOn The Mountain، الذي يتمحور بشكل ممتاز حول «الآخر» وتصرفه داخل المجتمع والثقافة الباكستانية، لتكر سبحة الأفلام بعدها حتّى الساعة الحادية عشر ليلاً.

بدأ عدد من المهرجانات الاعتذار عن تنظيم نشاطاتها وسط الظروف الأمنية الراهنة. هل واجهتم هذه المعضلة؟

لكل المهرجانات ظروفها، ولكن بعضاً منها يخلق ظروفه بنفسه مقرراً مصيره. نحن هكذا في «كابريوليه» لم تمنعنا الجائحة من تنظيم الحدث حضورياً ولا حتّى تفجير المرفأ. ونعود هنا الى بداية حديثنا وأهمية المحافظة على»هويتنا» التي تفرض علينا ذلك وتمنعنا من الغاء نشاطنا تحت اي ظرف، حتّى في حال اندلعت الحرب في وطننا الحبيب - لا سمح الله - سنخلق طريقة للاستمرار.

لماذا اخترتم كارمن بصيبص عرابة المهرجان هذه السنة؟

كما في كل نسخة، يتم اختيار «عرّاب» من الأسماء المرموقة في عالم السينما والإخراج لمرافقة المهرجان وشكرهم على جهودهم. وضمّت عائلة «كابروليه» حتّى الآن كوكبة من الأسماء من جوليا قصار، ريتا حايك، رودريغ سليمان، ندى أبو فرحات، بديع أبو شقرا، جورج خباز، نادين لبكي، غبريال يمين، عادل كرم... واخترنا هذه السنة الممثلة كارمن بصيبص لتكون عرّابة المهرجان وفرداً جديداً من عائلتنا التي تتوسع شيئاً فشيئاً.




ملصق المهرجان



كلمة أخيرة تدعون من خلالها عشاق الفن السابع للإنضمام إلى مهرجانكم.

أولاً، لا بدّ من شكر «نداء الوطن» على جهودها في نشر الثقافة وتغطية نشاطاتنا سنوياً والترويج للثقافة من خلال السينما. دعمكم يعني لنا الكثير فمن دون الصحافة الصادقة لا يمكن ان تثمر جهودنا. ثانياً، ادعو الجميع للانضمام الينا، والاستمتاع بالسينما في الهواء الطلق، لا سيما أنّ المهرجان يوفر الى جانب العروض السينمائية فرصة للتواصل والتفاعل بين الممثلين والمخرجين ومحبي السينما. كما أنّ المكان مفتوح أمام جميع الناس الذين لا يتسنى لهم دخول السينما، ليتعرفوا على الأفلام القصيرة واكتشاف مواهب صاعدة وخبرات نسلّط الضوء عليها في المهرجان الذي يعكس صورة بيروت الحقيقية.