إختراق الخلايا البشرية لإنتاج الأنسولين وعكس مسار السكري

02 : 00

غيّر العلماء طريقة استعمال خلايا المعدة البشرية واستخدموها كأنسجة لإفراز الأنسولين رداً على ارتفاع مستويات سكر الدم. ينذر هذا الإنجاز بابتكار طريقة فاعلة للتحكم بأمراض مثل النوع الأول من السكري.

أشرف باحثون من "مركز ويل كورنيل الطبي" في الولايات المتحدة على هذه التجربة، واكتشفوا أن زراعة خلايا إفراز الأنسولين في المعدة تعكس مسار السكري لدى الفئران.

يحاول العلماء تحقيق هذا النوع من الإنجازات منذ سنوات لكنهم فشلوا في مساعيهم. قام الباحثون في التجربة الجديدة بتنشيط ثلاثة بروتينات محددة في الخلايا التي تسيطر على التعبير الجيني، وفق ترتيب محدد، لتعديل خلايا إفراز الأنسولين في المعدة.

كانت عملية إعادة البرمجة فاعلة جداً، فأصبحت الخلايا حساسة تجاه الغلوكوز عند زرعها على شكل عناقيد صغيرة اسمها العضيات. ثم أعطت آثاراً طويلة الأمد لدى الفئران المصابة بالسكري.

لا يُعتبر استعمال خلايا المعدة في هذه العملية بالغ التعقيد، فهو يتطلب بضعة أيام وتكشف اختبارات الباحثين أن العضيات الجديدة قد تصمد لأشهر عدة بعد زراعتها.

يكتب العلماء في تقريرهم: "أبدت العضيات المنبثقة من خلايا إفراز الأنسولين في المعدة استجابة معينة تجاه الغلوكوز بعد عشرة أيام على تلك العملية، وقد بقيت مستقرة عند زراعتها طوال فترة مراقبتها (ستة أشهر) وأفرزت الأنسولين البشري وعكست مسار السكري لدى الفئران".

يُعتبر هرمون الأنسولين أساسياً لتنظيم غلوكوز الدم، لذا يجازف الناس بمواجهة مضاعفات صحية متنوعة إذا لم تكن كمياته كافية. يصاب ملايين الناس حول العالم بمرض السكري، ويستعمل معظمهم حقن الأنسولين لإبقاء مستويات الغلوكوز تحت السيطرة.

لا يزال الوقت مبكراً للتأكيد على فاعلية المقاربة الجديدة، لكنها قد تسمح للجسم بالحفاظ على مستويات الأنسولين بطرق أكثر طبيعية. لاحظ الباحثون اختلافات عدة بين الأنسجة في معدة البشر والفئران ولا بد من معالجة هذه النقطة في الدراسات المستقبلية، ويُفترض أن تصبح خلايا إفراز الأنسولين في المعدة أقل عرضة لهجوم جهاز المناعة أيضاً.

مع ذلك، تبدو المؤشرات الأولية واعدة. يضاف هذا البحث إلى الطرق التي يبحث عنها العلماء لمعالجة السكري، بما في ذلك تحسين الحمية الغذائية وتعديل طريقة ضخ الأنسولين في الجسم.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "ناتشر سيل بيولوجي".


MISS 3