نمط رياضي غريب في الخلايا البشرية

02 : 00

بدءاً من الجسيمات التي تحمل الأكسجين في الدم وصولاً إلى الخلايا العصبية المتفرّعة التي تتحكّم بأفكارنا، يتألف الجسم البشري من مجموعة متنوّعة ومبهرة من الخلايا.

نشر باحثون من معاهد في ألمانيا، وكندا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، دراسة شاملة عن عدد الخلايا الفردية الموجودة في الأجسام النموذجية بمختلف أنواعها.

استناداً إلى تحليل شامل تضمّن أكثر من 1500 مصدر جدير بالثقة، تشمل أجسام معظم الراشدين الذكور ما مجموعه 36 تريليون خلية تقريباً، مقابل 28 تريليوناً لدى النساء. في المقابل، يقتصر هذا العدد على 17 تريليوناً لدى الأولاد في عمر العاشرة.

بالإضافة إلى عدد الخلايا الإجمالي، كشفت الدراسة معلومة أخرى مثيرة للاهتمام: عند جمع الخلايا في فئات معينة استناداً إلى حجمها، تشير كل فئة منها إلى المستوى نفسه تقريباً من كتلة الجسم.

يكتب الباحثون في تقريرهم: «تشير هذه الأنماط إلى حصول مقايضة في الجسم كله بين حجم الخلايا وعددها، وهي توحي بوجود توازن معيّن في حجم الخلايا وبغض النظر عن أنواعها».

بعبارة أخرى، يسود توازن طبيعي يجعل الجسم ينتج عدداً أقل من الخلايا الأكبر حجماً وعدداً متزايداً من الخلايا الأصغر حجماً للحفاظ على توازن مختلف الأنواع. كذلك، كان اختلاف الحجم في كل فئة من الخلايا متشابهاً بشكل عام.

إنه اكتشاف مبهر بما أن قياس حجم أصغر خلايا الجسم (مثل خلايا الدم الحمراء) وأكبرها (مثل الألياف العضلية) هو أشبه بمقارنة فأر صغير بحجم الحوت الأزرق.

يظن الباحثون أن حجم الخلايا البشرية يتماشى مع أدوارها المختلفة على أكمل وجه، وغالباً ما يشير أي خلل في هذا الحجم إلى الإصابة بالأمراض. من الضروري أن يحصل هذا النوع من تنظيم الخلايا، وتتم هذه العملية بطريقة ذكية جداً.

حاول العلماء تقدير عدد الخلايا في الجسم سابقاً ويبدو الرقم الجديد قريباً من تلك التقديرات، لكن تتميّز هذه الدراسة الجديدة من غيرها لأنها تحاول التعمّق في أحجام الخلايا النسبية أيضاً.

ستحصل الدراسات المستقبلية على فرصة لتحليل طريقة تنظيم أحجام وأعداد الخلايا البشرية التي تُحدّد هويتنا ودور هذا التنظيم في الحفاظ على صحّة الجسم ونموّه الطبيعي.

يأمل الباحثون في الاستفادة من هذه النتائج في دراسات بيولوجية مختلفة، وقد قرّروا نشر جميع البيانات التي جمعوها على المواقع الإلكترونية حديثاً لتحقيق هذه الغاية.

في النهاية، يستنتج العلماء: «تسمح بياناتنا بطرح إطار عمل كمّي شامل لخلايا الجسم البشري، وهي تسلّط الضوء على أنماط واسعة النطاق في علم الخلية».

نُشرت نتائج البحث في مجلة «بناس».


MISS 3