"الغرافيتي" لكسر عزلة المسنّين

09 : 07

هكذا يحارب الضجر

في قرية روان شياو الرابضة على سفح الجبال في وسط تايوان بات الشيوخ يشكلون السواد الأعظم من السكان...غير أن الفنان وو تسون-شيين يحاول إضفاء نفحة شبابية على المنطقة من خلال رسم جداريات ملونة على المنازل. يغمس الفنان ريشته في علبة طلاء ليضع طبقات جديدة من اللون على لوحة زاهية لقرويين يعتمرون قبعات تقليدية من خشب الخيزران. خلفه يجتاز قروي مسن بصعوبة الطريق متّكئا على عصاه في الشارع المزدان بالجداريات الملونة. يقول الفنان البالغ 55 عاماً: "القرية هذه تعجّ بالمسنين". نزح غالبية الشباب بينهم أبناؤه، إلى المدينة وبات السكان الأكبر سناً يشعرون بالوحدة. عمل الرجل سابقاً حارساً للسجون وبستانيّا، وبات مستشاراً فنياً لأحد المتنزهات العلمية، وهو يمارس هواية الرسم هذه للمتعة الشخصية منذ العام 2007.

تستقطب جدارياته زواراً من الشباب إلى روان شياو حيث يتهافتون على التقاط صور سيلفي إلى جانب هذه الأعمال الفنية. هذه الرسوم تستقطب السياح، وفق وو "تراجعت حدّة الضجر لدى المسنين. هذا أكبر نجاح لي"، يؤكد بابتسامة.

ولم يكن سهلاً إقناع القرويين بتحويل واجهات منازلهم إلى لوحات فنية. يعلّق فان أي-هسيو قائلاً: "الناس محافظون بعض الشيء هنا. لكنهم أدركوا أن (جداريات وو) تستقطب الزوار". المشاهد القروية ورموز حسن الطالع التقليدية من المواضيع المفضلة عند الفنان. كذلك تحمل أعماله رسائل اجتماعية يتطرّق عبرها مثلاً إلى مسألة فقدان الثقافة المحلية لدى الأجيال الشابة بفعل غزو التقنيات الحديثة.

MISS 3