الوباء "يدفع" دوتيرتي للدعوة إلى استخدام "القوّة المميتة"!

04 : 05

أمر رئيس الفيليبين رودريغو دوتيرتي قوّات الأمن بأن تُطلق النار وتقتل أي شخص، يتسبّب بـ"مشكلات" في مناطق فُرِضَت عليها إجراءات عزل بسبب تفشي فيروس "كورونا المستجدّ"، إذ يخضع قرابة نصف سكّان البلاد البالغ عددهم نحو 110 ملايين نسمة لحجر صحي، بينهم ملايين يعيشون في فقر مدقع وقد خسروا وظائفهم بسبب القيود الصارمة على التنقّل.

وقبل ساعات على توجيه دوتيرتي أوامره في خطاب مساء الأربعاء، تمّ توقيف أكثر من 20 شخصاً في حي عشوائي في العاصمة مانيلا، كانوا يحتجّون على عدم تقديم الحكومة مساعدات غذائيّة للفقراء. وقال دوتيرتي: "أوامري للشرطة والجيش وكذلك لمسؤولي القرى، هي أنّه في حال بروز مشكلات أو وضع يتقاتل فيه الناس وحياتكم مهدّدة، اطلقوا النار عليهم واقتلوهم".

وأضاف الرئيس الفيليبيني متوجّهاً "للمشاغبين": "بدلاً من أن تتسبّبوا بالمشكلات سأرسلكم إلى القبر"، مشيراً إلى أن تفشي الوباء يتفاقم بعد أكثر من أسبوعَيْن من اجراءات العزل، بحيث سجّلت البلاد 2633 إصابة و107 حالات وفاة، لكنّها بدأت أخيراً في تسريع عمليّات الفحص، ولذا يُتوقّع أن يستمرّ ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة.

واستدعت تصريحاته الأخيرة إدانة على الفور من مجموعات حقوقيّة حضّت الحكومة على توفير مواد إغاثة ضروريّة بدلاً من توجيه تهديدات عنيفة. وفي هذا الإطار، جاء في بيان لمكتب منظّمة "العفو الدوليّة" في الفيليبين: "من المثير للقلق الشديد أن الرئيس دوتيرتي وجّه بسياسة إطلاق النار بهدف القتل"، مضيفاً: "القوّة القاتلة من غير قيود يجب ألّا تُستخدم وسيلة للردّ على طوارئ مثل وباء كوفيد-19".

وكما يحدث عادةً بعد إعلان لدوتيرتي يُثير قلقاً، أوضح مسؤولون فيليبينيّون أن الرئيس عمد إلى أسلوب المبالغة لتوصيل رسالته. وأكد قائد الشرطة الوطنيّة ارتشي غامبوا أن رجال الشرطة لن يشرعوا في إطلاق النار على مثيري المشكلات وقتلهم"، لافتاً إلى أنّه "قد يكون الرئيس بالغ في التأكيد على تطبيق القانون في وقت الأزمة هذا".

ودوتيرتي الذي وصل إلى الحكم إثر فوز ساحق في انتخابات 2016، معروف بتصريحاته اللاذعة وحملته الدامية على المخدّرات والتي يؤيّدها عدد كبير من الفيليبينيين.


MISS 3