هيدا رأيي

"نداء الوطن" إليها أعودُ...

09 : 30

سنواتٌ طويلة مرّت بين آخر خبر وأول مقال. تغيّر الزمانُ والمكان ولم يتغيّر الشغفُ بهذه الجريدة لانها كانت بوابة إنطلاقٍ لكثير من الإعلاميين في رحاب الصحافة اللبنانية والعربية. كانت مدرسة تجمعُ طلابَ العشق للقلم والحد، وباتت اليوم منبراً للحرّية والثورة والوطن.

أذكرُ عندما غادرتُ "نداء الوطن" الى قطر لخوض تجربة صحافية جديدة كانت تعني الكثير، لأنّ الصحيفة التي عملتُ فيها هناك حملت إسم "الوطن"، وقد كتبتُ في مقالتي الإفتتاحية في شهر آب 1995 أنني قادمٌ من صحيفة كبيرة وسأعودُ إليها يوماً ما، إلا أنني صُدمتُ بعدما قرأتُ أنها أقفلت، لكنّ الأمل عاد مع عودتها اليوم بالحلّة الجميلة المتجدّدة.

وآسف في أول كلمة لي الآن في الصفحة الرياضية بعد غيابٍ طويل، لأنّ بلدنا يمرّ حالياً في أزمة ما بعدها أزمة: إنهيارٌ إقتصادي وماليّ، وخوفٌ وقلقٌ على الصحّة، وملاعب وصروح مقفلة، وإتحادات رياضيّة في حال غيبوبة تامّة، وأندية غائبة عن السمع وهاربة من دفع رواتب لاعبيها.





طبعاً ليس لبنان وحده في خضمّ هذه الأزمة، لكنّه وحده من يشهد على قتل طموح جيلٍ جديد بفعل "التطنيش" والإهمال السائدَين، وحتى وزارة الشباب والرياضة لم تكلف نفسها دعوة إتحاداتها، ولو عن بُعد، من أجل إيجاد حلول مرضية لكلّ أسرة الرياضة اللبنانية، وقد إكتفت فقط بفيديو "خليك بالبيت".

نحن بحاجة لاستراتيجية جديدة للرياضة اللبنانية في مرحلة ما بعد "كورونا"، لأنّ استمرار الحال على ما هي عليه اليوم يعني باختصار مزيداً من الموت السريريّ نتيجة تسلّط البعض وإختفاء جيلٍ بعد جيل. ليس المالُ وحده يشرّعُ أبواب الملاعب، ولا بيانات الدعم والمساندة تعيدنا الى أيام جميلة حملت إنجازاتٍ كبيرة بأقلّ الإمكانيات، بل كلّ ما نحتاجه هو فكرٌ ونهجٌ جديدان وبرامج مدروسة وأفعالٌ لا أقوال.

يا سادة، إنّ الرياضة ليست باباً أو منبراً للوصول الى موقع ما أو لحصد شعبية زائفة، بل هي متنفّسٌ للحرية والتحدّي والمنافسة الشريفة، وساحة للمواهب، ومضمار وميدان الابطال وحلبة السرعة والتفوق، فاستفيدوا من هذه الازمة بالعمل على إطلاق إستراتيجية حديثة وعصرية من أجل رياضة لبنانية جديدة مشرقة.


*عامر شميطلّي

رئيس تحرير موقع "اللاعب العربي"


MISS 3