بارقة أمل أوروبّية في مواجهة الفيروس

أميركا تستعدّ لـ"11 أيلول صحّي"!

02 : 10

أشجار الكرز "تزرع الجمال" بمواجهة الوباء في ألمانيا (أ ف ب)

يقترب عدد الوفيات في الولايات المتحدة من العشرة آلاف حالة مع تسجيل نيويورك، "بؤرة الوباء" في البلاد، مئات الوفيات بالأمس، في وقت تستعدّ فيه المستشفيات لاستقبال مدّ جديد من المصابين، فيما ناشد حكّام ولايات عدّة البيت الأبيض لوضع "استراتيجيّة وطنيّة" موحّدة لاحتواء التفشّي السريع للفيروس القاتل.

كذلك، حذّر كبير العلماء الأميركيين العاملين في مكافحة "كوفيد-19" في الإدارة الأميركيّة أنطوني فاوتشي من "تفاقم" وشيك للوباء، وقال إنّ على الأميركيين التحضر لـ"أسبوع سيّئ". كما بدا الجرّاح جيروم آدامز أكثر تشاؤماً بقوله: "سيكون هذا أصعب أسبوع وأكثرها حزناً في حياة معظم الأميركيين"، معتبراً أن "الأمر سيكون أشبه بلحظة بيرل هاربور... بلحظة 11 أيلول، إلّا أنّه لن يكون في مكان واحد!".

وبينما رفضت الحكومة الفدراليّة فرض اجراءات عزل على المستوى الوطني تاركةً الخيار لحكام الولايات، حذّر حكام بعض الولايات من عدم وضع إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب خطّة موحّدة لمواجهة الوباء في الولايات المتحدة التي سجّلت أكثر من 330 ألف إصابة، في حين حذّر ترامب بدوره من أن البلاد تدخل "مرحلة ستكون مروّعة فعلاً" مع "أرقام سيّئة جدّاً". وقال في هذا الإطار: "سيكون أصعب أسبوع على الأرجح وسيموت كثيرون!".

لكنّه شدّد في الوقت عينه على أنّه لا يُمكن لأكبر قوّة اقتصاديّة في العالم أن تبقى في حالة إغلاق إلى ما لا نهاية. وفيما وصف ترامب مدينة نيويورك بأنّها "الأكثر سخونة من بين المناطق الساخنة"، أكد نشر نحو 1000 جندي، معظمهم أطباء وممرّضون، لمساعدتها.

ومع تأكيد إصابة أكثر من 1.2 مليون شخص حول العالم، يضغط الفيروس بشكل هائل على خدمات الرعاية الصحّية في الدول الغنيّة والفقيرة على حدّ سواء، فيما دعا البابا فرنسيس الناس إلى الشجاعة لمواجهة الفيروس الخطر. وظهرت بوادر أمل مشجّعة من إيطاليا وإسبانيا، البلدَيْن الأكثر تأثّراً بـ"كوفيد-19"، في معركتهما ضدّ الوباء الذي يجتاح العالم، إذ سجّلت إيطاليا أقلّ حصيلة يوميّة للوفيات منذ أسبوعَيْن، في مؤشّر محتمل على أن الموجة تنحسر في أسوأ كارثة تعصف بالبلاد منذ الحرب العالميّة الثانية.

وفي إسبانيا أيضاً، أشار مسؤولون إلى أن عدد الوفيات تراجع لليوم الثالث توالياً، في حين حضّ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الاتحاد الأوروبي على إصدار "سندات كورونا"، لدرء التداعيات الاقتصاديّة المدمّرة للوباء. وكذلك فرنسا سجّلت حصيلة الوفيات اليوميّة الأدنى خلال أسبوع بالأمس، بينما سجّلت ألمانيا ثالث انخفاض يومي توالياً بعدد الإصابات، في وقت وصل عدّاد المتعافين حول العالم إلى أكثر من 260 ألفاً.

في الأثناء، توجّهت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بالشكر للطواقم الطبّية التي تتولّى التصدّي للفيروس، داعيةً إلى توحيد الجهود من أجل تخطّي الأزمة، ومتعهدّةً "النجاح" في هذه المهمّة. وفي خطاب متلفز نادر لها، استندت الملكة البالغة 93 عاماً إلى تجربتها إبّان الحرب العالميّة الثانية حين توجّهت إلى الأشخاص الذين اضطرّوا للانفصال عن عائلاتهم وأصدقائهم بالقول: "سنلتقي مجدّداً"، بينما اقتربت المملكة المتحدة من عتبة الـ5000 حالة وفاة، فيما سجّلت نحو 48000 إصابة مؤكدة. في الغضون، أُدخل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في وقت متأخّر أمس المستشفى لإجراء فحوص، وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة، وذلك بعد 10 أيّام من إصابته بالفيروس.

عربيّاً، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حكومة بلاده إلى التحضير لمرحلة ما بعد أزمة فيروس "كورونا المستجدّ" و"دراسة إمكانيّة التدرّج في استئناف عمل القطاعات الإنتاجيّة" و"المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة"، بعد نحو ثلاثة أسابيع من وقف عمل المؤسّسات والدوائر والمدارس في عموم البلاد، فيما أكد وزير الصحّة الأردني سعد جابر خلال ايجاز صحافي "تسجيل 22 إصابة جديدة" بالفيروس، ليرتفع اجمالي عدد الإصابات إلى 345 إصابة و5 وفيات.

وكان لافتاً بالأمس، فرض حجر على نحو 20 ألف شخص شاركوا في تجمّع حاشد لحركة إسلاميّة أصوليّة في لاهور رغم تفشّي الوباء، وفق ما أعلنت السلطات الباكستانيّة التي تُواصل البحث عن عشرات آلاف آخرين كانوا في التجمّع. وفي الهند كذلك، باشرت السلطات البحث عن آلاف المشاركين في تجمّع لجماعة التبليغ في نيودلهي، حيث يقع مقرّ هذه الطائفة، بعد وفاة 10 هنود منتمين إليها جرّاء إصابتهم بـ"كوفيد-19". علماً أن باكستان والهند سجّلتا توالياً 47 وفاة و3157 إصابة، و99 وفاة و3588 إصابة.


MISS 3