"حرب كمّامات"... الصين تُصدّر 4 مليارات والطلبيّات تتواصل

02 : 20

فرنسا قدّمت طلبيّات على كمّية تصل إلى حوالى مليارَيْ كمّامة (أ ف ب)

"مصائب قوم عند قوم فوائد"، جملة تختصر علاقة بكين اليوم مع بقيّة العواصم مع انحسار وباء "كوفيد- 19" في الصين وانتشاره واسع النطاق حول العالم، حيث بات "التنين الأصفر" المصدّر الأساسي للمستلزمات الطبّية والاستشفائيّة لتلبية حاجات عالميّة طارئة، إذ أعلنت السلطات الشيوعيّة في بكين أن البلاد باعت منذ بداية آذار نحو أربعة مليارات قناع لدول أجنبيّة تتصدّى للفيروس القاتل، مع سعيها إلى تبديد المخاوف حيال نوعيّة صادراتها التي تُطرح حولها علامات استفهام عدّة.

وعلى الرغم من تراجع عدد الاصابات على أراضيها، شجّعت بكين المصانع على زيادة انتاجها من المستلزمات الطبّية بشكل هائل في وقت تُواجه فيه دول أخرى نقصاً ملحوظاً، بينما أودى الوباء بأكثر من 68 ألف شخص حول العالم. وأوضحت المسؤولة في دوائر الجمارك جين هاي أنّه منذ بداية آذار، صدّرت الصين إلى أكثر من 50 بلداً 3.86 مليارات قناع و37.5 مليون بزة واقية و16 ألف جهاز تنفّس اصطناعي و2.84 مليون جهاز لكشف الاصابات بـ"كورونا المستجدّ"، فيما قُدّرت قيمة هذه الصادرات بـ1.33 مليار يورو.

لكن الكثير من الدول شكت من نوعيّة المعدّات الطبّية الصينيّة. وفي هذا السياق، أعلنت هولندا في 28 آذار أنّها أعادت 600 ألف قناع ضمن شحنة تضمّ 1.3 مليون وصلت من الصين لأنّها لم تستوفِ معايير النوعيّة. كما أعادت إسبانيا نهاية آذار آلافاً من أجهزة الفحص غير الصالحة، بعدما وصلتها من شركة صينيّة لم تحصل على التراخيص المطلوبة. كذلك حذت دول عدّة حذوهما.

ومن بين أكبر المستوردين، فرنسا التي قدّمت طلبيّات لدى مصنّعين صينيين على كمّية تصل إلى حوالى مليارَيْ كمامة، ضمن جهودها المتواصلة للتزوّد بمعدّات الحماية هذه. وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران خلال مقابلة أجرتها معه نشرة "بروت" الإلكترونيّة: "بالنسبة إلى الكمامات التي طلبناها في الصين، صرنا قريبين من مليارَيْن، ونُواصل تقديم الطلبيّات"، موضحاً أن "طلبيّات الكمامات التي قدّمناها أكبر بكثير مما نتلقاه"، ومشيراً في هذا الصدد إلى أن هذه المعدّات تشهد "منافسة عالميّة" للحصول عليها، في ما بات يُعرف بـ"حرب الكمامات" العالميّة.

وفي السياق، نفت واشنطن بشكل قاطع الأسبوع الماضي شراء كمامات من الصين كانت مخصّصة لفرنسا، وذلك ردّاً على اتهامات وجّهها إليها مسؤولون فرنسيّون. وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركيّة لوكالة "فرانس برس" أن "حكومة الولايات المتحدة لم تشترِ أي كمامة كان يُفترض أن تُسلّمها الصين إلى فرنسا"، مشدّداً على أن "المعلومات التي تقول عكس ذلك خاطئة تماماً".

وكانت رئيسة إقليم إيل دو فرانس فاليري بيكريس قد أكدت خسارة شحنة كمامات صينيّة لصالح الأميركيين الذين "عرضوا سعراً أعلى" للحصول عليها، في حين لم توضح المسؤولة الجهة الفرنسيّة، سواء كانت خاصة أو عموميّة، التي قامت بطلب الشراء. وقبل ذلك، دان رئيسا إقليمَيْن فرنسيَيْن آخرَيْن ممارسات مشابهة قامت بها جهات أميركيّة، من دون أن يُقدّما تفاصيل أخرى عن هويّتها. وقال رئيس منطقة غراند ايست جان روتنر: "على مدرج المطار، يُخرج الأميركيّون المال ويدفعون ثلاثة أو أربعة أضعاف سعر الطلبيّات التي قمنا بها".


MISS 3