سيلفانا أبي رميا

"نوع جديد"... تحفة فنية مُنتظرة

هاني العمري: لن أعتزل الفن وقد أمثّل مع ماغي بو غصن

22 حزيران 2023

02 : 01

في ظل المنافسة القوية والشرسة التي تشهدها الساحة الفنية وكثرة الألوان فيها، يبقى هاني العمري فارساً تقليدياً يعرف كيف ينسج أغنيات تدخل قلب الجمهور ولا تغادره من خلال صوته والألحان المختارة التي ترفعه إلى مراتب التميّز وسجلات التاريخ. اليوم، وبشكلٍ حصريّ، قرّر العمري، هو الذي قصّر في حقّه الإعلام وأنصفه جمهوره الضخم، تخصيص «نداء الوطن» بمقابلةٍ أفصح فيها عن عمله المقبل الذي سيبصر النور يوم الثلثاء 27 حزيران الجاري وعن تفاصيله التي يرويها للمرة الأولى.

ماذا ينتظر جمهورك الثلثاء المقبل؟

في 27 حزيران، أطلق بالتعاون مع شركة «وتري» أغنيتي الجديدة «نوع جديد»، من كلمات منصور خليل، ألحان علي الخطيب وتوزيع وماستيرينغ مارسيلينو. مع الإشارة الى أن الأغنية كانت ستحمل اسم «ما بتنوَصَف» إلا أننا وبعدما قمنا بتسجيلها وغنائها مراراً لاحظنا أنّ عبارة «نوع جديد» كانت طاغية على مقاطعها وتتلاءم أكثر مع معانيها فبدّلنا العنوان.

ما الذي يميّز «نوع جديد»؟

في كل مرّة أُصدر فيها عملاً جديداً أحرص على تقديم لون جديد ومميز، وعلى تسجيل الأغنية ودراستها والإستماع إليها مراراً قبل إطلاقها. لن تصدّقوا الكم الهائل من الأغاني التي اشتريتها وسجّلتها من دون أن أطلقها لأنها لا تشبهني.

«نوع جديد» أغنية مميزة في إيقاعها وطريقة توزيعها، وفيها أصرّ مارسيلينو على تنفيذ إبداع جديد وغير مسبوق. أمّا ألحانها فتجمع بين الحنان والرقص والفرح بتناغم رهيب. وتقول كلماتها:

«ما بتِنوَصَف وما بتِنْكَتب بِحْروف، ومن بعدها عيني غيرها ما بِتْشوف/ كأنها جايي من الفضا مخلوقة ما بتِشبه حدا/ جيبولي ناس تفاوضها عقلي رهينة والقلب مخطوف/ جمالا نوع جديد وحلاها منّو عادي/ شاغل ألله فيها عالأكيد حتى يزيد معيار الحلا زيادي/ ويلّي بدّو أجمل منّها يبقى يبرم عالفاضي».

منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها هذا الكلام وغنّاه لي علي الخطيب بصوته، شعرت أن هذا العمل خُلق لي، فحسمت الأمر سريعاً... هذه أول مرّة أشتري فيها أغنية بهذه السرعة طوال مسيرتي الفنية.

ماذا عن الفيديو كليب؟

هو من توقيع المبدعة والمميزة التي أعشق العمل معها رندلى قديح، واستطاعت مع فريق العمل إنجاز كليب رائع. تمّ التصوير في عاليه بدعم من رئيس بلديتها وجدي مراد مشكوراً، وبالتحديد في منطقة اسمها حرش تابت على مساحة 40 ألف متر مربع، حيث صوّرنا المشاهد داخل بيوتها العتيقة التي تعود لمئات السنين، وفيه أظهر تائهاً أبحث عن المرأة التي أحبّ. سأترك بقية التفاصيل لي لتشويق الجمهور.

متى كان آخر عمل لك؟

أطلقت منذ حوالى الأربعة أشهر أغنية «عندي مشاعر» وترافقت مع فيديو كليب مميز من إخراج حبيب درغام، تمّ تصوير مشاهده في الـCentro Mall في الجناح بيروت، وفيه مثّلت ورقصت مع غابرييلا المر، وحصدت نجاحاً كبيراً الحمدالله.

ما اللون الغنائي الأحبّ الى قلبك؟

أنا أعشق الغناء بكل ألوانه، وغنّيتها جميعها. لكنني أحرص دائماً على طريقة التوزيع وطبقات الصوت الأهم بالنسبة إليّ. فليس لكل فنان لون يناسبه، بل طريقة توزيع وغناء تساهم في إنجاح العمل.

هل تتدخّل في تفاصيل أعمالك؟

أنا شخص دقيق في ما يتعلّق بالتفاصيل، أعشق التدخّل في الشاردة والواردة لأنني أحبّ فنّي ولا أضعه على المسار التجاري فحسب. لذلك أشرف على الإختيار والتنفيذ شخصياً. في النهاية، تمثل أعمالي صورتي الشخصية التي تزرع الفرحة في قلوب الناس.

أين كنت يوم دخلت عالم الغناء؟

كنت أرتّل في جوقة مدرسة «المون لاسال» عندما كنت في الصف الثانوي الأخير، وعَشق الجميع صوتي. كان لي حينها صديق يدعى أسعد نهرا كتب لي أغنية جميلة جداً تقول: «عطشان لحبّك عطشان حنّي عالقلب رويني»... أخذتها ولحّنتها في الصف وسجّلتها وأطلقتها ولاقت صدىً غير متوقّع.

بعدها، قررت دخول عالم الغناء وكنت قد أصبحت حينها على مقاعد «الجامعة اللبنانية» أدرس التمثيل والإخراج، وساعدني تخصّصي هذا في مسيرتي الفنية من ناحية الوقوف على المسرح وطريقة التنفس والإلقاء. وهكذا أطلقت أغنيتي الأولى «مشتاق أضمّك» للبنان حمود وانطلقت في عالم الفن.

ما رصيدك الغنائي اليوم؟

في رصيدي ما يفوق الـ100 أغنية بالإضافة الى الأعمال الطربية كألبوم «هاني العمري يغني الطرب» العام 2002 وثلاثين Hit.

هل تتداخل مسؤولياتك الموسيقية مع مسؤولياتك كرب عائلة؟

أبداً، نجحت في تقسيم وقتي ومسؤولياتي، وتمكّنت بعد جهد وتجارب من إعطاء كلٍّ حقه، فيوم العائلة للعائلة ويوم العمل للعمل.

ما حلمك الفني؟

أن أتمكّن من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس حول العالم. أحلم بمسرح وطنيّ نعتلي خشبته بفخر ونعيد الزمن الجميل الذي فقده الوسط الفني والثقافي في لبنان. وهنا أتذكّر أستاذي ومعلّمي الراحل الأستاذ الياس الرحباني الذي كان يقول لي: «في أي بلد تزوره إسأل عن فنه ومسرحه وليس عن رئيسه أو سياسته»، وهو ما أفقدونا إياه في بلدنا للأسف. خسرنا ثقافتنا وفنّنا وبتنا بلا مرجع أو حضارة.

ماذا عن نشاطاتك لصيف 2023؟

صيف هذا العام حافل بالحفلات والأفراح التي سأقضيها ما بين لبنان والأردن والسعودية وسوريا التي سيكون لي فيها محطات كثيرة أهمها ليلة عيد السيدة العذراء.

ما الذي يدفعك لاعتزال الفن؟


أؤمن أن الفنان الناجح يرفض ترك الفن مهما كانت الظروف. لا أفكر بالاعتزال أبداً فالموسيقى والفن ملاذي والأوكسيجين الذي أتنفّسه، ومن خلالهما أنحو يومياً نحو هدف جديد.

ما رأيك بالساحة الفنية اليوم؟

إنها مليئة بالألوان التي تتخابط بين بعضها البعض، ويحاول كل شخص فيها فرض نفسه. ومهما كثرت المنافسات، لا يستمرّ للنهاية سوى العمل الناجح والمتقن لحناً وكلمةً وغناءً.

من مثالك الفني الأعلى؟

أُدين للعمالقة الذين تعلّمت منهم الكثير أمثال نصري شمس الدين ووديع الصافي وجوزيف ناصيف والياس الرحباني وملحم بركات... إنهم مثالي الأعلى وأصحاب الفن الراقي والزمن الذي لم ولن يتكرّر. وهنا أستذكر حادثة حصلت معي، حين دخلت إلى الاستوديو في أحد الأيام فوجدت الراحل ملحم بركات جالساً مع نزار فرنسيس يحاولان إحصاء الألحان التي باتت في رصيد بركات، وبعد ساعات وصلا للـ2800 من دون أن ينهيا التعداد... هذا الرقم يخبرنا كم كان هؤلاء مبدعين وتمكنوا من حجز مكان لهم في الصدارة وتحوّلوا لمثال أعلى عن جدارة.

ما الأغنية الأنجح في مسيرتك الفنية؟

من دون مبالغة، أعتقد أن أغنياتي كلها نجحت على طريقتها الخاصة وفي زمنها، بدءاً من «مشتاق أضمّك»، «سهران وناطر عينيكي»، «عجبتيني كتير»، «كل ما طل الصبح عليي»، «واحشني كلامه يا هوا»، «بغازلها وبسهّرها» و»من بعد طول السنين». كلها أغاني أشكر الرب عليها وأؤمن أنها لن تموت. كما أشكره على صوتي الذي ساعدني كثيراً وميّزني في مسيرتي الطويلة.

هل ممكن أن تدخل عالم التمثيل؟

بصراحة لم أدرس الموضوع أبداً على الرغم من أنه تم عرض دور تمثيلي عليّ منذ بضع سنوات. في النهاية، أنا خرّيج تمثيل وإخراج وعايشت في الجامعة كل من وديع بو سكاف وماغي بوغصن وغيرهما، ولا أعتقد أنني سأرفض دوراً تمثيلياً يجمعني بالممثلة بو غصن الأخت والزميلة التي أحيّي نجاحاتها المستمرة.


MISS 3