تجهيزُ 150 مركزاً للرّعاية الأوليّة بالطّاقة الشمسيّة..

الأبيض: مُستمرّون في دعم الطّبقات الأكثر هشاشة

17 : 40

أعلنت وزارة الصحة العامة واليونيسف إنجاز مشروع تجهيز 150 مركزا للرعاية الصحية الأولية بالطاقة الشمسيّة في فترة زمنية قياسية بلغت 13 أسبوعاً بتمويلٍ من بنك التّنمية الألمانيّ وحكومة الولايات المُتّحدة الأميركيّة، وذلك بهدف مُواجهة أزمةِ التّقنين الكهربائيّ وضمان استدامة تأمين التّحصين وخدمات الرّعاية الأساسيّة.


وقد عملت الفرق الميدانيّة بالتوازي في مواقع متعددة لإنجاز الأعمال في أسرع وقتٍ ممكن مع الالتزام بضمان جودة أنظمة الطاقة الشمسية المركبة، بما في ذلك معدات الطاقة الشمسية والحماية وكذلك الملحقات والأسلاك الكهربائية.


وتمّ الإعلانُ عن إنجازِ المشروع في مؤتمر صحافيّ في المركز الصحي العام في دار الفتوى وهو واحد من مراكز الرعاية التي شملها المشروع، في حضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، وممثل مفتي الجمهوريّة مدير المركز الشّيخ محمود الخطيب وممثّل اليونيسف في لبنان إدوارد بيجبيدر والسّفير الألمانيّ في لبنان أندرياس كيندل وأعضاء مجلس العمدة في المركز الصحّيّ في دار الفتوى.


الأبيض

ونوّه الوزير الأبيض في مداخلةٍ، بسرعة، إنجاز المشروع، متوجّهاً بالشكر للحكومة الألمانيّة وبنك التنمية الألمانيّ وللحكومة الأميركيّة، ولاحظ أنّ "المشروع سيسمحُ للمراكز الّتي يشملُها بالاستفادة من الطّاقة الشمسيّة في الصيف فضلاً عن تخفيض التّكاليف والأثر البيئيّ الجيّد".


وأكّد الأبيض "أنَّ مراكزَ الرعاية الأوليّة وعددها الإجماليّ 300، تشكّل حجرَ أساسٍ في الخطة الاستراتيجيّة الّتي كانت وزارة الصّحّة العامّة قد أعلنتها في كانون الثّاني الماضي، نظراً لأهميّة دورها في تأمين الرّعاية والمعاينات للطّبقات الأكثر هشاشةً في لبنان".


ولفت إلى "أنَّ الوزارة وفي سياق دعمها لهذه الطبقات، ستطلق الشهر المقبل مشروعاً يُشكّل جزءاً من قرض البنك الدوليّ، وسيشملُ 200 ألف شخص ستوزع عليهم بطاقات صحية للاستفادة من رعاية صحية متكاملة".


وأوضح وزير الصحة العامة في هذا السياق، أنّ مراكز الرعاية الأولية ليست ملكاً للوزارة، بل تتم إدارتها من قبل شركاء مُتعدّدين من مختلف أطياف المجتمع، والشّرط الوحيد الّذي تتشدّد فيه الوزارة هو ضرورة عدم التّمييز بين الّذين يستفيدون من الخدمات الصحيّة المقدّمة في مراكز الرعاية".


أضاف: "تفشّي الكوليرا شكّل درساً بليغاً حول أنّ الصحة واحدة في البلد الواحد"، لافتاً إلى أنه من "غير الممكن واقعياً نجاح برامج تحفظُ صحّة المواطنين إذا كانوا بجوار آخرين لا يتمتّعون بالصحة".


وتابع الوزير الأبيض، مؤكّداً "أنّ لبنان يقومُ بواجبه على أكمل وجهٍ في هذا المجال، ولكن على المجتمع الدوليّ مساندته في مهمّته خصوصاً أنّه يحتاج إلى تأمين استمرارية البرامج الصحية سواء في الرعاية الأوليّة أو الاستشفاء".


الخطيب

وكان ممثّل مفتي الجمهوريّة مدير المركز الصحّيّ العام الشيخ محمود الخطيب، قد لفت إلى أنّ مشروع الطّاقة الشمسيّة "سيُقلّص النفقات على المحروقات بنسبة الثلثين".


وشكر للوزير الأبيض ما تُقدّمه وزارة الصحة العامّة من "دعم للمركز الذي يستقبل تقريباً 10 آلاف مريض شهريّاً يحصلون على أدوية أمراضٍ مُزمنة ويجرونَ فحوصات ومعاينات".


وأكّد "أنّ أبوابَ المركز مشرّعة لكلّ شرائح المجتمع في انعكاسٍ لرسالة الانفتاح الّتي تحرصُ عليها دار الفتوى في الجمهوريّة اللبنانيّة".


كيندل

بدوره، قال السّفير الألمانيّ في لبنان أندرياس كيندل: "يضمن تركيب الألواح الشمسية في مراكز الرعاية الصحية تشغيل سلسلة التبريد الأساسية للقاحات من دون استخدام مولدات ديزل مكلفة وملوثة للبيئة، فمن المهم أن يستمرَّ تقديم التحصين الروتينيّ، وفق الروزنامة الوطنيّة، إضافةً إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية الأساسيّة من دون انقطاع. أنا سعيد جداً بإمكانية ألمانيا تقديم الدعم للشعب اللبناني".


يبجبيدر

وقال ممثل "اليونيسف" في لبنان إدوارد بيجبيدر: "تكثّف اليونيسف جهودها لتحقيق نتائج أفضل للأطفال وأسرهم، ونحن فخورون اليوم بالانتهاء من تجهيز 150 مركزاً من مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة بحسب المخطط".


أضاف: "إنّ وجودَ تيّار كهربائيّ متواصل أمر بالغ الأهميّة لتمكين مراكز الرّعاية الصحيّة الأوليّة الأساسيّة من الاستمرار في تقديم الخدمات وتخزين اللقاحات والأدوية الأخرى التي تضمن حماية الأطفال والنساء والمجتمع ككل من الأمراض المهددة للحياة، بطريقةٍ سليمة وآمنة".


توسعة المشروع

وأوضح بيانٌ صادر عن اليونيسف أنّ المنظمة "تقوم حالياً بتجهيز 13 مركزَ رعايةٍ صحيّة أولية إضافيّاً بالطاقة الشمسية ليتم تسليمها في نهاية شهر حزيران، ما يرفع مجموع المراكز المستفيدة إلى 163 أي جميع مراكز الرعاية الصحية في لبنان التي يصلح تركيب طاقة شمسية فيها".


أضاف البيان: "انّ أكثر من 600 مستوصف يقدم خدمات التحصين لا يزال يعاني من الانقطاع الشديد في التيار الكهربائي. لذلك، تقوم اليونيسف حالياً بإجراء تقييم والبحث عن تمويل إضافي لتجهيز نحو 300 مستوصف، حتى "لا يبقى أي طفل من دون تحصين".


وشجع بيانُ اليونيسف الأهل ومقدمي الرعاية على متابعة مواعيد تلقيح الأطفال في الوقت المناسب وفي أقرب مركز من مراكز الرعاية المنتشرة في لبنان.

MISS 3