إكتشاف مدينة أسطورية مفقودة ابتلعها المحيط

02 : 00

حدّد علماء الآثار مكان المدينة المفقودة «رونغولت» للمرة الأولى. وفق أسطورة شائعة، يقال أن هذه المدينة، التي كانت مزدهرة سابقاً، تقع راهناً قبالة ساحل شمال ألمانيا، وقد ابتلعها بحر الشمال خلال ليلة واحدة بعد عاصفة قوية ضربت المنطقة كعقاب على خطايا سكانها. وبحسب حكايات التراث الشعبي، شملت تلك الخطايا أفعالاً مثل الإدمان على الكحول، وغياب التقوى، والتفاخر بالثروات.

تذكر القصص الشائعة أن الإسراف أدى إلى حياة غير أخلاقية وحلّت النهاية بحلول عيد الميلاد، حين حاولت عصابة من السكارى الشباب إجبار كاهن على إعطاء القربان إلى خنزير في حانة محلية.

ذهب الكاهن إلى الكنيسة وصلّى وطلب من الله معاقبة هؤلاء الشبان. ثم غادر البلدة في اليوم التالي وبدأت العاصفة القوية التي مسحت «رونغولت» عن وجه الأرض بعد فترة قصيرة. في أساطير العصور الوسطى، كان يمكن سماع صوت برج الجرس من أعماق بحر الشمال.

شكك بعض المؤرخين بوجود تلك البلدة خارج عالم الأساطير، لكن اكتشفت أبحاث جديدة بقايا هذه النسخة من «أتلانتس الشمالية» في بحر «وادن».

عثر علماء آثار من جامعة كريستيان ألبريشت في «كيل» على تلال من العصور الوسطى تمتد على 1.9 كيلومتر في محيط جزيرة تُعرَف اليوم باسم «سودفال»، بعد تحديد موقع المنطقة عبر تقنية المسح الجيوفيزيائي.

تعليقاً على البحث، يقول دينيس ويلكن، عالِم في فيزياء الأرض من جامعة «كيل»: «يتحدد موقع بقايا المستوطنات الخفية تحت مساحات الطين وتُرسَم خرائطها أولاً فوق منطقة واسعة عبر استعمال أدوات جيوفيزيائية مثل مقياس التدرج المغناطيسي، والحث الكهرومغناطيسي، وقياس الزلازل». شملت النتائج الجديدة ميناءً، وأسس كنيسة كبيرة، وأنظمة للصرف الصحي.

يذكر التقرير الصحافي في مجلة «تايمز» أن التحقيقات المرتبطة بمسطحات المد والجزر تابعت تسليط الضوء على نتائج جديدة ومثيرة للاهتمام وطرحت أفكاراً غير مسبوقة عن حياة شعب شمال الفريزيان. لكن يسابق الباحثون الزمن لأن الظروف المحيطة لا تكفّ عن استنزاف الآثار.

تقول هانا هادلر من معهد الجغرافيا في جامعة «ماينز»: «أصبحت بقايا تلك المستوطنة من القرون الوسطى متآكلة جداً ولا يمكن رصدها عموماً إلا على شكل بصمات سلبية. لهذا السبب، يجب أن نكثّف أبحاثنا في أسرع وقت».


MISS 3