حضر الإحتفال ممثل عن قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس اللجنة المحامي سايد فياض وفعاليات سياسية وإجتماعية وعسكرية وفنية. وبعد القاء الكلمات وعرض تفاصيل إنجاز المشروع، كان الحضور على موعد مع مفاجأة تنطق حياةً وموسيقى، حيث أطلق الفنان الشاب زاف Zef أغنيةً خصّصها للحدث وحملت عنوان "ولاد البحر".
ولعلّ ما يميّز هذا العمل هو أنّ المغني والمؤلف والملحن الشاب، الذي هو غطّاس حرّ أيضاً، قام بعد كتابة العمل وتلحينه بالغطس مع شخصين من فرقته هما جهاد البستاني وغي الرامي، وسجّلوا كليباً خاصاً بالأغنية على عمق 20 متراً من دون أوكسيجين بمساعدة فرقة Scuba Divers. ويُظهر الفيديو زوايا المتحف البحري ومكنوناته بطريقة مبتكرة ومميزة على وقع موسيقى أخّاذة.
أما المتحف فقد انطلق العمل به منذ نحو الخمسة أشهر على عمق 20 متراً، ويبعد 600 متر عن شاطئ البترون، ويضمّ آليات عسكرية خارج الخدمة بينها طوافة استُقدمت من رياق ودبابة وطراد بحري وناقلة جند وباص للجيش وسيارتان عسكريتان رباعيّتَا الدفع، وضعت جميعها في النقاط التي حدّدتها مصلحة الجيوفيزياء في الجيش.
وفي حديث لـ"نداء الوطن" قال فياض إنّ "هذا المشروع بدأ من فكرة طرحها زميلنا في اللجنة جميل حداد، فزرنا على اثرها قائد الجيش لإطلاعه عليها. بعدها، بدأ التعاون بيننا وباشرنا العمل على تنفيذ متحف بحري يشكّل حكاية بطلها الجيش اللبناني".
وأوضح أنه "تمّ إدراج موقع المتحف على الخارطة العالمية بحيث أن أي سفينة أو مركبة بحرية تمرّ في بحرنا ستكون على علم بوجود الآليات تحت الماء"، مضيفاً أنّ "الآليات الموضوعة مجرّد هياكل حديدية وهي غير مضرّة بالبيئة البحرية، فقد افرغت من المحروقات والزيوت وأزيلت اطاراتها ومحركاتها وتم تنظيفها من قبل الجيش قبل تغطيسها في البحر".
المتحف المموّل من لجنة المهرجانات مجاني بالكامل، ومفتوح أمام الغطاسين ونوادي الغطس وكل شخص مغامر مجهّز بالمعدات يمكنه الوصول إلى هذا العمق. وأشار فياض الى أنّه "يمكن لمن يرغب باستكشاف المكان بطريقة إحترافية وآمنة أن يستعين بالناديين الموجودين في المدينة، أولهما في ميناء "سان ستيفانو" والثاني في ميناء البترون".
أمّا عن الهدف الكامن وراء انشاء المتحف فهو تكريم الجيش اللبناني ودعم الثروة السمكية من خلال هذا الريف الإصطناعي، كما وتشجيع رياضة الغطس التي تشتهر فيها البترون. وشكر فياض الجيش على تعاونه و"شركة مارون شماس" التي ساعدت بتكاليف العبّارة التي حضرت من بيروت إلى البترون لإنزال الآليات العسكرية، وختم قائلاً: "نأمل أن يتمكن المشروع الجديد الذي احتضنته هذه المدينة العريقة من تعزيز السياحة وتنشيط الحركة الإقتصادية في البترون والمنطقة، وجذب أكبر عدد ممكن من السياح وهواة الغطس لممارسة هواياتهم والتعرّف على بعض العتاد العسكري الذي كان يستعمله الجيش اللبناني".
وبعد المتحف المائي، تستكمل مهرجانات البترون فعالياتها لهذا العام حيث سيكون الجمهور على موعد مع حفلة تحييها فرقة "أدونيس" يوم 30 حزيران الجاري، وأخرى للفنان سيلاوي في الأول من تموز المقبل، فيما ستشهد كاتدرائية القديس أسطفان العرض الغنائي "جايي الإيام" للممثل جورج خباز في 22 و23 من الشهر ذاته، وفعالية "روح البترون" يومَي 28 و29 منه.
ويتخلّل برنامج هذا العام مسابقة تصوير أطلقتها اللجنة وهي مفتوحة لكل من يريد المشاركة بالتقاط صورة من اختياره تعبّر عن البترون، فيما ستعلن النتائج يوم 13 آب المقبل. وتختم فعاليات 2023 مع "مهرجان البحر المتوسط للأفلام القصيرة" الذي ينظم من 7 حتى 10 أيلول المقبل.
