في مطلع تموز تطفئ "نداء الوطن" شمعتها الرابعة. وهي مسيرة قصيرة جداً في عمر الصحف، لكنها كانت بالنسبة الى جريدتنا شديدة الكثافة، فاحتلت بسرعة استثنائية ما تستحقه من موقع بين زميلاتها وتحولت وسيلة اعلامية لا يستغنى عنها في الخبر والتحليل والموقف الواضح من القضايا الوطنية والرؤية الاقتصادية.
كان لكل عام من الأعوام الأربعة نكهة خاصة بفعل الأحداث وتنوعها. وإذ ان هاجس الجريدة الأول كان منسجماً مع شعارها "يومية سيادية مستقلة"، فإنها وجدت نفسها امام تطور غير عادي تمثل باندلاع ثورة المواطنية بعد أشهر قليلة من صدور عددها الأول. فشكلت صوتها الصارخ بلا لبس ولا مغمغة ولا "لكن". وأدركت أن معركة استعادة السيادة متلازمة مع معركة محاربة الفساد، والمعركتان طويلتان بفعل رسوخ منظومة سياسية دمرت المؤسسات وانتهكت الدستور وانتهت في عيدها الثلاثين سارقة أموال المودعين ومانعة المحاسبة ومكرسة "الإفلات من العقاب" نهجاً حتى ولو أدى ذلك الى تعطيل القضاء وحرمان أهالي ضحايا تفجير 4 آب من العدالة وراحة نفوس الأحياء والأموات.
تنظر "نداء الوطن" بارتياح كبير الى ما بلغته من متابعة جدية لدى قراء النسخة الورقية والموقع الالكتروني على السواء، وخصوصاً لدى أصحاب القرار والمؤثرين على كل الصعد السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية والرياضية. وهي إذ تستذكر بغصة مؤسسها ميشال مكتف، فإنها تؤكد استمرارها على عهدها بأن تكون صوت السيادة والحرية والاستقلال من اجل كل اللبنانيين، وصوت المسروقين والمنهوبين في مواجهة المافيا السياسية المالية المشتركة التي تشكل عماد "الدولة المارقة" التي لا تعترف بقانون ولا بحقوق ولا بقضاء ولا بمهل دستورية واستحقاقات.
هي مواجهة صعبة لا نملك فيها الا سلاح موضوعيتنا وموقفنا الحازم الى جانب حق شعبنا في دولة سيدة وحكم رشيد. وهي امتحان يخضعنا يومياً لمحكمة القراء.
