لا يمرّ يوم من دون أن يسجل ليبرون جيمس على "إنستغرام" كيف يمضي عزله التام عبر مقاطع الفيديو التي ينشرها، والتي تتعلّق بحصصه التدريبية لتقوية العضلات والركض، مؤكداً سمعته كلاعب محترف يخضع لتدريبات شاقة على رغم تقدمه في السن.
وردّاً على الذين يعتقدون أن إيقاف المنافسات يسمح له، وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، بادخار قوته، يقول نجم لوس أنجليس لايكرز: "عامل الراحة مبالغ فيه، خصوصاً عندما تكون في قمة مستواك"، مضيفاً: "عندما توقفنا عن اللعب، سألني جسدي: ما الذي تفعله؟ نحن في 13 آذار، أنت تستعد للأدوار الاقصائية. لماذا تتوقف الآن؟ ".
وإذا كان جيمس يضاعف مجهوداته، فذلك لأن لديه أيضاً الوسائل، حيث تتوفر له صالة للألعاب الرياضية، اضافة الى ملعب لكرة السلة في المنزل.
وذكّر اللاعب الإسباني السابق خوسيه كالديرون، مستشار مديرة رابطة اللاعبين ميتشيل روبرتس، في تصريح بأن "هذا ليس هو الحال بالنسبة لجزء كبير من اللاعبين في الدوري. الكثير منهم يعيشون في شقق، من دون مرافق لممارسة الرياضة".
ويقول المدرب الفرنسي السابق جاك مونكلار في هذا الصدد: "يمكننا العمل على تحسين المهارة، وحتى اللعب بالكرة، في شقة. لكن المشكلة الكبرى هي استحالة القيام بالرميات. اللاعبون في هذا المستوى يتمتعون بدقة عالية في الرميات ويواجهون خطر فقدانها عند استئناف اللعب".
وبسبب الحجر الصحي، ترسل الأجهزة الفنية للأندية مذكرات للاعبين، لمرافقتهم في التدريبات البدنية التي يتعيّن عليهم القيام بها.
بالنسبة لمونكلار، فإنه لا يجب تجاهل مسألة أخرى هي الانضباط، ويقول في هذا الصدد: "النوم في الوقت المناسب، تناول الطعام بشكل صحيح، تفادي الزيادة في الوزن. كل هذا عمل غير مرئي، ولكنه مهم".
اختصار البطولة
بدا لاعب أورلاندو ماجيك الفرنسي الدولي إيفان فورنييه متشائماً في إحدى تغريداته الأخيرة بشأن إمكانية استئناف الموسم هذا الصيف. وكانت حجته أنه "تفصلنا ثلاثة أشهر عن شهر تموز. سنحتاج إلى شهر على الأقل من أجل استئناف التدريبات الجماعية والاستعداد البدني، وإلا سنكون عرضة لإصابات كثيرة". لذلك، يتفق جميع اللاعبين في الدوري الاميركي للمحترفين على الحاجة إلى الحصول على الوقت الكافي للوصول الى الجاهزية البدنية يوم العودة إلى اللعب.
ويعتبر ليبرون جيمس، المرشح إلى التتويج باللقب مع فريقه لوس أنجليس لايكرز، أن "معسكراً تدريبياً لمدة تتراوح بين عشرة أيام و15 يوماً، مع اختصار المباريات المتبقية من الموسم المنتظم إلى خمس أو عشر مباريات، سيكون كافياً ليكون اللاعبون جاهزين للأدوار الإقصائية".
ويقول خوسيه كالديرون: "ما هو واضح، هو أنه لا يمكن العودة إلى اللعب على الفور، بسبب خطر التعرض للإصابة. لن يكون بإمكان الجميع الحفاظ على لياقاتهم البدنية في فترة العزل الصحي بنفس الطريقة، وبالتالي فإنه من أجل أن يكون الجميع في نفس المستوى البدني، يجب أن يمنح الجميع وقتاً لاستعادة اللياقة البدنية".
ويضيف مونكلار أن هناك مشكلة أخرى يجب إدارتها هي "الخطط الجماعية والهجومية والدفاعية التي يعمل عليها المدربون منذ نهاية أيلول الماضي"، مشيراً الى أن "تلك الأمور تسير بسرعة، يتم نسيانها بسرعة. إنها مشكلة تتعلّق بشكل خاص في رياضة كرة السلة، مثل الافتقار إلى الإيقاع وفقدانه".
ويقلق العزل الصحي رابطة الدوري الأميركي للمحترفين التي تتابع عن كثب آثار التباعد الاجتماعي على معنويات اللاعبين. ولذلك، يقول ويليام بارهام، المسؤول عن المسائل الصحية والذهنية في رابطة اللاعبين، انه وفريقه يتواصلان يومياً مع اللاعبين عبر الهاتف أو عبر الرسائل النصية.
ويشدد مونكلار على أن "المعنويات مهمة جداً في كرة السلة وخصوصاً اللعب على أعلى مستوى، مثلما هو الأمر في الدوري الأميركي للمحترفين. يستطيع أغلب اللاعبين التأقلم من الناحية الفردية، ولكن المشكلة هي على المستوى الجماعي حيث سيكون الأمر صعباً".
وللحفاظ على الحد الأقصى من التماسك، كان لوس أنجليس كليبرز أول من استخدم تطبيق "زوم" للتواصل عبر الفيديو، والذي يسمح بالتدريب "بطريقة جماعية"، قبل أن يحذو حذوه بوسطن سلتيكس ولوس أنجليس لايكرز.
وأشاد جيمس بالتواصل عبر الفيديو مؤكداً تصميمه على ضرورة "فعل كل ما في وسعنا لإعداد أنفسنا ذهنياً وبدنياً لكل ما يمكن أن يحدث لاحقاً".
