جورج الهاني

إتحادُ كرة القدم بين سندان الإستقالة ومطرقة التغيير

10 تموز 2023

02 : 01

منتخب لبنان لكرة القدم للرجال

لا شكّ أنّ النتائج الأخيرة للمنتخبات الوطنية لكرة القدم في البطولات الخارجية الرسمية والودّية التي شاركت فيها مخيّبة جداً ولا تدعو الى التفاؤل بإمكانية أن يحقّق لبنان في الإستحقاقات الكبرى الداهمة أيّ إنجازات تُذكر، وذلك في ظلّ إخفاق لاعبيه المتواصل وفشلهم في تحمّل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، علماً أنّ إتحاد اللعبة لم يقصّر عليهم بشيء، بل سعى بإستمرار الى توفير كافة عوامل الإستقرار وظروف النجاح في مهامه، من مباريات ودّية تحضيرية مع منتخبات من مختلف المستويات الفنّية، الى إقامة المعسكرات الداخلية والخارجية، وتسهيل كلّ أمورهم ومتطلباتهم لكي يعطوا أقصى ما عندهم من طاقات وقدرات على أرض الملعب، لكنّ الرياح جرت بما لا تشتهي السفينة الإتحادية التي غرقت في وحول الفشل والإحباط، فكان لا بدّ من تحمّل تبعات هذا التدهور الفنّي المخيف الذي حصل.

إستقال مدير المنتخبات الوطنية في إتحاد كرة القدم مازن قبيسي من منصبه، لكن هل هذه الخطوة تكفي؟ بعضُ من في الوسط الرياضي يطالب بإستقالة الإتحاد برمّته والذهاب الى إنتخابات جديدة، لكنّ هذا الفريق معروفٌ تماماً بنواياه الخفية وبميوله العلنية والجميع يعلم من يقف خلفه و»يدفشه» الى مواقف حادّة كهذه، فيما يطالب البعض الآخر الأكثر واقعية ورويّة بنفضة داخلية فورية تطال الرؤية والنهج والذهنية التي يسير بها الإتحاد، وهي عوامل أظهرت عقمها التامّ، ولا بدّ بالتالي من إجراء تغيير جذريّ وعميق مطلوب بإلحاح للخروج سريعاً من هذه الكبوة والانطلاق بمرحلة جديدة مشرقة تحمل بصيصاً من الأمل، خصوصاً أنّ منتخب الرجال تنتظره نهائيات بطولة آسيا في مستهلّ العام المقبل في قطر، وهي بطولة صعبة وقاسية لا ترحم، كما أنها لن ترحم إتحاد اللعبة هذه المرّة في حال جاءت النتائج سيّئة وبعيدة من تطلعات اللبنانيين، لأنه «ليس في كلّ مرّة تسلم الجرّة»...


MISS 3