جورج بوعبدو

زافين قيومجيان: "شو قولك" منبر حرّ للنقاش

15 تموز 2023

02 : 05

من أجواء البرنامج

في كل مرة يطلّ الإعلامي زافين قيومجيان على الشاشة يعيد التأكيد على أهمية الإعلام كوسيلة لنشر المعرفة وإنتاج مساحة سليمة للحوار والتفاعل وليس للصراع والتنافر. برنامجه الأخير «شو قولك» يصب في هذا الاتجاه، فهو الأول من نوعه في الدول العربية كونه يسمح للفئة الشبابية بالتعبير عن آرائها وبعرض مواقفها وتطلعاتها أمام الرأي العام، ضمن حوار مفتوح وصريح يتناول قضايا حسّاسة في مختلف المجالات من السياسة أو الاقتصاد وصولاً إلى الثقافة والترفيه.

وفي كل حلقة، يستضيف قيومجيان ضيوفاً من مختلف الدول والخلفيات والاهتمامات، ويدعوهم للمشاركة في نقاشٍ واسع ومتعدد الأبعاد، متطرّقاً إلى مواضيع تثير جدلية واسعة في المجتمع. هدف البرنامج تبادل الخبرات والأفكار وتعزيز التواصل وتشجيع الشباب على المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل أفضل.

«نداء الوطن» التقت قيومجيان على هامش البرنامج فدار حوار مشوّق حول البرنامج ودوره في تغيير النمط السائد في المجتمع العربي.

أخبرنا عن برنامجك وعمّا يميّزه.

أطلقت مبادرة «مناظرة» برنامج «شو قولك» لتشجيع الشباب على ثقافة المناظرة وصحافة الشأن العام في الدول،

لتحرير الصحافة من محيطها التقليدي الذي يسلّط الضوء على الأمور السياسية وإعطاء فرصة أكبر للمجتمع والناس للبوح والتعبير عما يجري داخل مجتمعاتهم؛ فيتحول كل شاب أو فتاة الى صحافي في مجتمعه. انطلقت الفكرة من تونس، ثم وصلت إلى لبنان وتم اختياري لتقديم البرنامج.

بعد الإعلان عن فتح باب التسجيل تقدّم نحو 400 طلب إشتراك اختير منهم 30 مشتركاً شاباً قدموا من نوادٍ للمناظرات وجامعات وتتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً.

أما البرنامج فيقسم إلى موسمين وتبث في كل موسم 6 حلقات مباشرة على الهواء على تلفزيونات لبنانية محلية مثل «تلفزيون لبنان» و»الجديد» والـ»OTV»، وبالصوت على «راديو الشعب» و»صوت لبنان».




كيف تصف هذه التجربة؟ وما دورك المختلف في هذا البرنامج؟

بعد توقفي عن العمل في تلفزيون «المستقبل» كان لا بد لي من الرجوع إلى الشاشة بفكرة مبتكرة وفريدة من نوعها. قبلت العرض عندما عرض علي واغتنمت الفرصة، خصوصاً أنني طالما سعيت لانشاء منبر للشباب. ودوري هنا لا يشبه أدواري السابقة، فهو ثانوي بعض الشيء كوني لست من يحاور أو يسأل الأسئلة الصعبة لحلّها أو الإجابة عنها، بل تجدني بالأحرى شخصاً يسهّل عملية النقاش وضبط الإيقاع كي لا تعمّ الفوضى.

وهذا البرنامج هو الأول الذي يوحّد الإعلام اللبناني. إنها تجربة جديدة بالكامل وأود بلوغ أبعد الحدود.

حدثنا عن دور الشباب في البرنامج.

يكون الشباب الضيوف الرئيسيين في البرنامج خلافاً لما يحصل في البرامج الحوارية الاعتيادية التي غالباً ما نرى الشباب فيها على مقاعد الاحتياط ضمن الديكور أو الكومبارس، لتقتصر مشاركتهم على المداخلات السخيفة وإثارة بعض النعرات المؤدية إلى الاستنفار والخلافات. أما هنا فالموضوع مختلف، فبدل أن يكون دور الشاب ثانوياً، يصبح اللاعب الرئيس بحيث يفصح عن أفكاره وآرائه ويطلق العَنان لمواضيع بحث فيها ودعّمها بالحجج والبراهين لمناقشتها لاحقاً ضمن الحلقة بكل حريّة وديموقراطية وشفافية. والجدير بالذكر أنّ المشتركين الشباب يخضعون لدورة تدريبية قبل الظهور على الهواء، وبالتالي فإنهم يقسمون إلى فريقين، باستطاعة كل فريق إستضافة ضيف هو يحدده، ويمكن أن يكون إما نائباً أو محللاً سياسياً أو وزيراً أو أستاذاً أكاديمياً أو ناشطاً إلخ... بشرط أن يكون الضيف من غير جيل الشباب وأكبر منهم سناً.





وأين تختلف الحوارات عما هو سائد في البرامج السياسية الأخرى؟

الهدف الأساسي للبرنامج هو تشجيع الأفراد على المناظرة وتمكينهم من خوض حوارات مبنية على أسس دولية. ليس الأمر سطحياً أو مبتذلاً، فالحوارات مبنية على منطق مدعّم بالحجج والتوقعات وكيفية الرد على الفريق الآخر، أما القراءة والبحث المسبق والتدريبات فأثبتت فعاليتها في بناء لغة حوار خالية من الابتذال على نقيض ما نشهده في البرامج السياسية التي لا تمت للحوار الواعي بصلة، والتي بغالبيتها مبنية على التهديد والاستفزاز والكلام النابي.

بعد مرور الموسم الأول وبروز الشباب في مركز القرار وإدارة الدفّة. كيف تصف وقع البرنامج على الشباب الذين يشاركون في برامج حوارية سياسية؟

لقد ساهم هذا البرنامج في إعادة التوازن إلى الساحة الحوارية وأتاح الفرصة أمام الشباب للتعبير عن آرائهم، مبرهنين بذلك رؤيتهم في التحاور الواعي والهادف. هذا كله لا ينفي وجود برامج أخرى هادفة سياسية أو ثقافية، ولا ينفي مشاركة الشباب في البرامج الأخرى كمحاورين ثانويين، ولكن أصبح في مقدور الشباب الانخراط في الحوارات بشكل أوسع وأعمق لما اكتسبوه من أساليب ومهارات تساعدهم في المناظرات أينما حلّوا.

ما أبرز المواضيع التي تناولها البرنامج في موسمه الأول؟ وماذا عن الموسم الثاني؟

تميّز هذا الموسم بمواضيعه التي طالت جوانب مختلفة من مجتمعنا، فدار معظمها على الأحوال الشخصية والفيدرالية والسياحة والتوريث السياسي. فالأفكار في معظمها كانت استثنائية ولم تناقش سابقاً على الملأ أو عبر البثّ المباشر ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أمر لافت جداً في مجتمعنا أي أن يتولّى الشباب زمام الأمور والإفصاح عمّا يجول في أذهانهم. إختلفت الأمور اليوم ولا بد من التغيير وأنا متحمس للموسم الثاني وما يخبّئه من أفكار مبتكرة وعصرية.

كيف كان رد الفعل على البرنامج عموماً؟

هذا ليس برنامجاً تقليدياً لذا فان تعامل المجتمع معه مختلف تماماً لكونه يناقش أفكاراً لتقريب وجهات النظر وتصويب الأهداف نحو التغيير. ربّما أحبه البعض وكرهه البعض الآخر، وهذا طبيعي، فالبرنامج بطبيعته ليس ترفيهياً كي تحبه أو تكرهه.

كلّ ما في الأمر هو مناقشة قضية معينة من وجهة نظر مختلفة، والذي لا يهوى هذا النوع من البرامج لا يبحث عنه أساساً.

ما هي رسالتك للإعلام اللبناني؟

أدعو الإعلام اللبناني إلى التوحد لإتمام هذه الفكرة الفريدة من نوعها، كما أحضه على دعم كل الأفكار الهادفة إلى إبراز مواقف الشباب وتطلعاتهم. يتجدد اللقاء في الموسم الثاني من البرنامج في تشرين الثاني هذا العام. أما النقاش الشبابي فمستمر على صفحة «مناظرة» عبر فايسبوك.


MISS 3