جنى جبّور

زافين قيومجيان: أعود بـ"نفس جديد" لأحاكي العقول وليس الغرائز

27 أيار 2021

02 : 00

يعود الاعلامي زافين قيومجيان الى البرامج السياسية بعد غياب دام لنحو 20 عاماً، مطلقاً برنامجه "نفس جديد" بصيغة الأونلاين بعدما سئم لعبة "الرايتينع" على الشاشات المحلية، ورغبةً منه بمعالجة المواضيع برؤية جديدة تسهم في بناء "لبنان الحلم".

تُقدّم اليوم "بونجورين مع زافين" عبر أثير "صوت كل لبنان" (93.3). هل أعجبتك التجربة الاذاعية؟

بدأت فكرة هذا البرنامج الصباحي بعد انفجار المرفأ. كان من المفترض أن يستمر لمدّة شهر فقط، الّا أنني استمتعت كثيراً بالتجربة ولم "أشبع" منها بعد، فقررت الاستمرار وأرافق المستمعين من الاثنين حتّى الخميس، لأزوّدهم بجرعات من الأمل والتفاؤل من الساعة التاسعة إلا ربعاً وحتى الساعة العاشرة والعشر دقائق صباحاً.

لماذا غبت عن الشاشة؟

خضت تجربة بسيطة على شاشة الـ"MTV" ولكن مشاكل الانتاج وأزمة "كورونا" والأوضاع غير المستقرة في البلاد، حالت دون سير آلية العمل كما يجب. في المقابل، تلقيت الكثير من العروض على الشاشات المحلية لكنني رفضتها جميعاً لأنني غير مستعد حالياً لتقديم برامج ترفيهية فنية، بل أرغب بتقديم تلك السياسية الاجتماعية التي تحاكي ما نعيشه حالياً في لبنان. بالاضافة الى ذلك، سئمت لعبة "الرايتينع"، هذا السيف المصلت على رأس جميع الشاشات. وأعتبر اني تخطيت هذه المرحلة محققاً نسبة مشاهدة عالية، لذلك أرفض اليوم تقديم المواضيع التي لا ترضيني ولا تلبّي طموحي الاعلامي.

ولكنك تعود اليوم بـ"نفس جديد" عبر "اليوتيوب". ما الذي دفعك الى قبول هذا العرض؟

تلقيت عرضاً من DRI "المنظمة الدولية للتقرير عن الديموقراطية" في لبنان (مقرّها الرئيسي في برلين) والتي تعنى بتعزيز المشاركة السياسية، ومساءلة الهيئات الحكومية وتطوير المؤسسات الديموقراطية في أرجاء العالم كلّه، وكنت اريد الابتعاد عن القنوات المحلية للأسباب التي ذكرتها آنفاً ورأيت أنه يمكنني تحقيق أهدافي من خلال هذه التجربة. أمّا اسم البرنامج فيعود لأنه "نفس جديد" وفكرة حديثة مختلفة عن البرامج الحوارية السائدة في اكثر من دولة.



أخبرنا قليلاً عن الـ"Format".

ينطلق البرنامج في الاول من حزيران ويمتد الموسم الأول على مدار 15 حلقة اسبوعية لمدّة 30 دقيقة. يتوجه البرنامج الى عقل وقلب المشاهد بعيداً من الغرائز ويهدف الى بناء حوار بنّاء وليس لتحقيق "نسبة مشاهدة". ويسعى أيضاً لاطلاق جيل جديد من الوجوه التي تعمل بالشأن العام. وأستقبل في كل حلقة ضيفاً أو اثنين، قد يكون بعضهم من الوجوه الجديدة والبعض الآخر من تلك المخضرمة ولكن من خارج الاصطفافات السياسية. وفي التوازي، انطلقت ورشة تدريبية خاصة بالبرنامج لتحضير الشباب على الحوار والصحافة الاستقصائية، والذين سيساعدونني بدورهم على اعداد البرنامج. كما ستكون هناك "حلقة ما بعد الحلقة" حيث سيهتم هؤلاء بمناقشة ما جاء خلال الـ30 دقيقة.

لماذا هذه الحماسة تجاهه؟

أولاً، لأنني أرغب كثيراً بتقديم برنامج كهذا. كذلك، يجب أن يبني أحد ساحة تجمع بين كل اللبنانيين، بدل تعزيز الخلافات بينهم. ثانياً، لانه يتناول القضايا السياسية بعيداً عن الزواريب الضيقة ويعالج ملفات الفساد ويطرح الحلول الاصلاحية التي يمكن ان تسهم في تحويل لبنان الى الوطن الحلم.

لم تقدم منذ سنوات عدّة برامج سياسية. فكيف سيكون أداؤك؟

أول برنامج سياسي قدمته كان "5 على 7" على شاشة تلفزيون لبنان. وأعود اليوم بعد غياب أكثر من 20 عاماً عن هذا النوع من البرامج. وأتعهد ألا أكون محامي الشيطان ولن أسعى الى اخراج الأسوأ من ضيفي ولن أنبش الأحقاد. سأبتعد عن الاستفزاز وعن الفضائح والمشاكل التي تدور على الهواء. سأطرح الأسئلة التي أهتم شخصياً بمعرفة اجوبتها. سأدخل بعمق المواضيع سعياً وراء الحلول التي يمكن أن تكون انطلاقة لرؤية جديدة. وأهدف الى تقريب وجهات النظر وتعزيز القواسم المشتركة بين جميع الأطراف اللبنانية بدل تأجيج الصراعات الهامشية.



لمــاذا اختـــرت العـــــودة مــــــن بـــــــاب "الأونلاين"؟

أحب خوض التجارب الجديدة دائماً. وكنت من الاوائل الذين بنوا الجسور بين الاعلام التقليدي والافتراضي من خلال اول برنامج اونلاين "سيرة وانفتحت" على شاشة المستقبل في العام 2001. من ثمّ انطلقت الى اليوتيوب، لأقرر بعدها محاربة "الأونلاين" إذ شعرت أنه يؤثر على وهج التلفزيون، ولكني خسرت هذه المعركة وغبت لسنتين عن الشاشة الافتراضية وظهرت وجوه جديدة فيها. وأعتبر برنامج "نفس جديد" عودتي الى التلفزيون من باب الاونلاين. ورأيت أنّها الطريقة الافضل لاعادة ادخال الصورة الى عملي.

بين التلفزيون والإذاعة والأونلاين... أين ترى نفسك؟

بيتي الاساسي هو التلفزيون... فأنا "رجل التلفزيون".

ما رأيك بما حصل خلال مقابلة وزير الخارجية المستقيل شربل وهبة مع الاعلامية ليال اختيار عبر قناة "الحرة"؟

كانت الحلقة بمثابة "حفلة غباء". ووقع وهبة الذي يمثل رأس الديبلوماسية اللبنانية بخطأ جسيم مظهراً "قلة ديبلوماسية" في طريقة التعاطي. ولو عاد الأمر لي، ما كنت لأبث حلقة كهذه لا سيما أنها مسجلة لأنّ قيمي الاعلامية لا تسمح ببناء حلقة كاملة مبنية على لحظة غضب. كما أنّي لا أحبذ استقبال هذا النوع من الضيوف وأرى أنّ مكانه الأنسب "في البيت عم بأرغل". وكان من الممكن مثلاً استعمال "خطأ" الوزير كمقطع ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي للاحتفال "برجل ساقط"، لا عرض حلقة لا تليق ببرنامج حواري محترم على الهواء.

تعالج في برنامجك الجديد الكثير من المواضيع، قد تكون "جريمــــة المرفأ" والثورة منها. ما رأيــــــــــــــــك بهذين الموضوعين؟

نعيش بـ"عصفورية كبيرة" والكل يسعى الى الشعبوية بدل تحمل مسؤوليته. أنا شخصياً تضررت من انفجار المرفأ وكان من الأحداث المفصلية في حياتي. وما زال هذا الجرح مفتوحاً لدى جميع اللبنانيين ويجب ان نستمر برفع صوتنا عالياً للوصول الى الحقيقة. أمّا بالنسبة للثورة فأنا لم أشارك فيها ولكنني كنت من أشد مؤيديها. وعلينا الاعتراف بأنها كانت "محاولة" ثورة انتهت بالفشل. من هنا، على الثوار الانتقال الى مرحلة "ما بعد الثورة" والتعلم من أخطائهم ومنع المنظومة الحاكمة من استغلالهم.

كنت في أرمينيا في الأيام القليلة الماضية. ألا تخاف من السفر خلال "الكورونا"؟

ألتزم بكل اجراءات الوقاية ومعايير السلامة خلال نشاطاتي وعملي بعيداً من "السرسبة". الحمد لله انني لم اصب بالجائحة، كذلك حصلت على أول جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، وعلى الاثر بات اصدقائي ينادونني بـ"أسترازفينيكا".


MISS 3