في لحظات الحجْر...الكتب تسافر بك حول العالم!

08 : 00

لجأت الكاتبة جوردن كيسنر، بعد إلغاء جولة ترويج كتابها الجديد، إلى الكتب التي تعطيها شعوراً بقيمة الأماكن، وهي توصي في ما يلي بثمانية كتب قادرة على اصطحاب القراء إلى وجهات مميزة...


في بداية شهر آذار، اختبرتُ سعادة جديدة: نشرتُ كتابي الأولThin Places: Essays from In Between (أماكن رقيقة: مقالات من هنا وهناك)، وهو عبارة عن مجموعة مقالات تحلل ما يقوم به الأميركيون لإعطاء معنى لحياتهم وما يفعلونه حين تبدأ أنظمة ابتكار المعاني بالانهيار.

احتاج هذا الكتاب إلى سبع سنوات من التحضير. أثناء كتابته، سافرتُ إلى أماكن كثيرة من الولايات المتحدة، فقصدتُ مستعمرة "شايكر" في "ماين"، وسافرتُ إلى "لاريدو" لحضور حفل المبتدئات حيث ترتدي الفتيات أزياءً خاصة تكريماً لجورج ومارثا واشنطن، وزرتُ وحدات التشريح في "كليفلاند"، وتوجهتُ إلى صحراء في كاليفورنيا. لكنّ أهم ما فعلته هو أنني جلستُ وحدي في غرفتي ولم أتوقف عن الكتابة.



لا شك في أن تجربة تأليف الكتب تمرين انفرادي وثابت. يبرع البعض في هذا العمل بالفطرة. لكنّ موهبتي ليست فطرية: أنا أحب الحركة والمغامرات والتعاون مع الآخرين. أحب في عملي الجزء الذي يجعلني أتعرف على أشخاص جدد وأماكن مميزة. اكتشفتُ أن تأليف الكتب ممتع على مستويات عدة لكنه نشاط انعزالي أيضاً.

كنت أتطلع إلى المرحلة اللاحقة من هذه التجربة، أي السفر والتواصل مع الناس خلال جولة ترويج الكتاب. كان يُفترض أن تبدأ مرحلة الخروج من العزلة والتنقل بين الطائرات والقطارات، فأعيش استراحة قصيرة ومفعمة بالحركة والناس والأحاديث والعناق والتبادلات. حين يصدر أي كتاب، من واجب الكاتب أن يختلط مع الناس ويعيش وسط العالم لفترة قبل أن يعود إلى مكتبه الهادئ. لكن أصبحت هذه التجربة كلها مستحيلة الآن.

تصبح التحديات والمخاوف التي يعيشها الكتّاب حين ينقلون مؤلفاتهم إلى العالم سخيفة أمام تداعيات تفشي وباء عالمي. في ظروف مماثلة، من الطبيعي أن تتلاشى أي خيبة أمل مهنية أمام مشاعر القلق على صحة وسلامة أحبائنا. لكن فيما يحرص الكتّاب على الاطمئنان على أقاربهم الأكبر سناً وشراء الحاجيات لجيرانهم من أصحاب المناعة الضعيفة، لا مفر من أن يتخبطوا بعد إلغاء جولات ترويج كتبهم ويشعروا بالحزن لأن الكتاب الذي عملوا عليه بجهد قد لا يجد من يقرأه في هذه الظروف. تكثر الشكوك بشأن مستقبل هذا القطاع وجميع المجالات الأخرى. أغرب ما في الأمر في حالتي هو أن أجد نفسي في المنزل وأتنقل في المساحة نفسها طوال الوقت وأن ينضم كل من أعرفه إلى هذا الوضع الانعزالي الآن.


من الغريب أن نضطر للجلوس في المساحات الداخلية خلال فصل الربيع لأن هذا الموسم يكون في الظروف العادية مرادفاً للازدهار والانفتاح والخروج من السبات الشتوي والتجمع مع الآخرين وحضور المهرجانات والاحتفال والتخرج. إنه موسم فتح النوافذ والخروج من المنازل وإعادة الانخراط في العالم والاستمتاع بعطلة الربيع والتخطيط لرحلات السفر الصيفية. يبدو وكأننا نعيش مرحلة غير طبيعية تجبرنا على البقاء في الداخل وتقليص نطاق تحركاتنا وحصرها بمنازلنا والاكتفاء بالذهاب إلى متاجر البقالة أو الصيدليات.

منذ أيام قليلة، كنت أجلس وراء طاولة بالقرب من نافذة وأنظر إلى صف من براعم زهرة الفاوانيا التي تنبت ببطء من الأرض الفارغة. كنت أتصفح الكتب حين أعدتُ اكتشاف هذا المقطع من كتابA Tree Grows in Brooklyn (شجرة تنمو في بروكلين). إنها رواية بيتي سميث من العام 1943، وهي تروي قصة فتاة تكبر في "ويليامزبرغ" خلال أول عقدين من القرن العشرين:

"منذ ذلك الحين، أصبح عالمها محصوراً بالقراءة. هي لن تشعر بالوحدة مجدداً، ولن تشتاق مطلقاً إلى غياب الأصدقاء المقرّبين. أصبحت الكتب صديقتها وكانت تجد في كل مرة كتاباً يناسب مزاجها. الشِعْر كي تستمتع برفقة هادئة، والمغامرة حين تتعب من ساعات الهدوء، وقصص الحب حين أصبحت في سن المراهقة وأرادت أن تشعر بقربها من شخصٍ تستطيع أن تقرأ سيرته. في ذلك اليوم، عندما اكتشفت للمرة الأولى أنها تستطيع القراءة، تعهدت بقراءة كتاب كامل يومياً طوال حياتها".

هذا المقطع يذكّرني بالسبب الذي دفعني إلى القراءة في طفولتي: كانت معظم فترات الطفولة مضجرة، فكنت أستلقي على معدتي فوق سجادة وأتمنى أن أشاهد أجزاءً إضافية من العالم الشاسع الذي يحيط بي حين كنت في السابعة من عمري. لقد أغرمتُ بالكتب لأنها كانت بمثابة جواز سفر لي إلى أماكن أخرى وأنماط حياة مختلفة. كانت الكتب مرادفة للسفر. في أي كتاب، يمكنني أن أذهب إلى أي مكان وأتقمص أي شخصية. لم أقرأ لهذا السبب منذ وقت طويل، لكني أعتبره حافزاً تشجيعياً اليوم.

بغض النظر عن مدة العزل في الوقت الراهن، أنا موجودة في منزلي مع خمسة أفراد آخرين وكلب. تنتشر الخنافس في المنزل. بسبب جمودنا، أصبحت حركتها ووتيرة تكاثرها أكثر وضوحاً نتيجة رفرفة أجنحتها. لم يمر أسبوع كامل بعد وبدأنا نشعر بالملل ونتمدد على الأرض ونقرأ الكتب.

لائحة الكتب التي أقرأها في الوقت الراهن طويلة، وهي تشمل مؤلفات تعطيني شعوراً قوياً بقيمة الأماكن لدرجة أن أنسى الزمن الحقيقي موقتاً ولا أشعر بأنني داخل منزلي. بعض الكتب جديد، والبعض الآخر قديم. بعضها مفضّل لدي منذ وقت طويل، والبعض الآخر جديد عليّ. على أمل أن تصطحبكم هذه الخيارات إلى أماكن مدهشة أيضاً...



A Manual for Cleaning Women


(دليل عاملات التنظيف)، لوسيا برلين | ألاسكا، كاليفورنيا، نيو مكسيكو، تشيلي، المكسيك


مجموعة قصص قصيرة التي كتبتها برلين ونُشرت بعد موتها تعكس صورة الغرب بمنتصف القرن العشرين من منظور شابات يواجهن ظروفاً استثنائية.


Justine


جوستين

لورانس دوريل

الإسكندرية، مصر


إنها أول رواية يكتبها دوريل من «رباعية الإسكندرية»، وهي تروي أول قصة حب في هذه السلسلة بين شخصَين وبين رجل ومدينة.







The Enigma of Arrival


(لغز الوصول)


السير فيدايدهار سوراج براساد نايبول ترينيداد، نيويورك، ولتشاير، إنكلترا


هذه الرواية تشبه السِيَر الذاتية وتعرض حياة نايبول المتقلبة فيما يخوض تجاربه كقادم جديد إلى عالم مختلف وكمراقب ودخيل على أماكن بعيدة عن بلده الأم.




Watermark


(علامة مائية)


جوزيف برودسكي

البندقية، إيطاليا


يكرّم هذا الكتاب مدينة البندقية ويتألف من مذكرات من جهة وقصائد نثرية من جهة أخرى، ويمتد على عقدَين من فصول الشتاء التي أمضاها برودسكي هناك.




The Mountains Sing


(الجبال تغنّي)


نغوين فان كوي ماي


فيتنام


إنها أول رواية للشاعرة الفيتنامية نغوين فان كوي ماي، حيث تروي قصة عائلة على مر أجيال عدة من الاضطرابات السياسية في القرن العشرين في فيتنام.


Holy the Firm


(القوي المقدّس)،


آني ديلارد


باغيت ساوند


هذا الكتاب هو عبارة عن قصة جميلة وغريبة ومليئة بالهلوسات على مر سنتين من العزلة على جزيرة في شمال غرب المحيط الهادئ.


Abigail


ماغدا سابو


بودابست، جاركوفاك، صربيا


تسرد رواية سابو قصة نضوج «جينا فيتاي» البالغة من العمر 14 عاماً خلال الحرب العالمية الثانية. إنه أشهر كتاب لها في بلدها الأم. نُشرت أول نسخة إنكليزية منه في وقتٍ سابق من هذه السنة.


The Phantom Tollbooth


(الحجرة الوهمية)، نورتون جاستر | مملكة الكلمات، نطاق التقارب بين المدارين، قلعة في الهواء


مخصص للأولاد، يروي رحلة الشاب «ميلو» لإنقاذ الأميرتَين المنفيتَين «رايم» و«ريزون» في «مملكة الحكمة» المضطربة. رواية سفر مثالية في عالم خيالي.




MISS 3