فضل الله استقبل المكتب السّياسيّ للجماعة الإسلاميّة: لمشروع ثقافيّ يُعمّق الوحدة

15 : 43

إستقبل العلامة السيّد علي فضل الله رئيس المكتب السياسيّ في "الجماعة الإسلاميّة" علي أبو ياسين يُرافقه الدكتور وائل نجم وأسامة مراد وبحث معهما عدداً من القضايا الإسلامية والمحلية والإقليمية.

في البداية قدم أبو ياسين التعزية للسيد فضل الله بالذكرى الـ13 لوفاة المرجع فضل الله، معتبراً أنّ "رحيله شكّل خسارةً للأمة جمعاء"، مستذكراً العلاقة القويّة "الّتي ربطتهُ بالشّيخ فيصل المولوي حيث شكلا مدرسة في العمل الوحدوي والوطنيّ"، كما وقدّم التّهنئة بحلول عيد رأس السنة الهجرية والمواساة بقدوم موسم عاشوراء".


وأكّد أبو ياسين "ضرورة تعميق العلاقة بين الأطراف الإسلاميّة والوطنيّة ولاسيّما في ظلّ الوضع الصّعب الّذي يعيشُه الوطن على الصّعيد الاجتماعيّ والنقديّ والمعيشيّ، مبدياً خشيته من أن ينعكس ذلك على الاستقرار الأمنيّ"، مشيراً إلى "ضرورة تفعيل الحوار الوطنيّ الجادّ لأنّ أي خلافٍ هو خسارةٌ للجميع وباباً ينفذ منه أعداء الأمّة الّذين يسعون لشرذمتها وتقسيمها وإضعافها"، مثنياً على "تضحيات الشّعب الفلسطينيّ"، ومؤكداً "أنّ القضية الفلسطينية تمثّل عامل تلاقٍ بين كلّ مكونات الأمة على أحقّيّة هذا الشعب في تحرير أرضه ومقدساته".


من جهته، رحب السيد فضل الله بالوفد شاكراً لهم هذه الزّيارة الكريمة، ومشيراً إلى "أنّ المرجع فضل الله ربطته علاقةٌ قويّة بقيادة الجماعة التي تُمثّل الخطّ الإسلاميّ الوحدويّ وجسراً قوياً للعلاقة بين السنة والشيعة"، مؤكّداً "أنّ ما يتعرّض له الوطن من ضغوطٍ داخليّة وخارجيّة هدفها دفعه لتقديم التنازلات في قضاياه الكبرى"، معتبراً "أنّ الحلول ليست قريبةً في ظلّ اهتمام الخارج بمصالحه الخاصّة وانشغاله عن اعتبار هذا الوطن من أولويّاته".


وشدَّد على "أنَّ الوحدة الإسلاميَّة من أولويات عملنا"، داعياً إلى "ضرورة تفعيل التَّواصل والانفتاح حتَّى نفهمَ بعضنا بعضاً"، مؤكداً "أهمّيّة اللقاءات الوحدويّة الّتي تُطرَحُ فيها كلُّ الهواجس والمخاوف وتكون سدّاً منيعاً في مواجهة أي فتنةٍ قد يُعمَلُ لها".


ودعا السيد فضل الله إلى ضرورة "إستحضار كلّ عناصر الوحدة، بدلاً من الغوص في مغاوير التّاريخ لنبشِ الخلافات التي حصلت"، لافتاً إلى أنّ "التحدّيات الكثيرة التي تُواجه الإسلام وتسعى إلى تشويه صورته وضرب قيمه الأخلاقيّة والإيمانيّة والإنسانيّة تحمّلنا مسؤوليّة شرعيّة في التصدي لكلّ التّحديات والتساؤلات والاشكالات الثقافية التي تُثار وان تكون الاجابة عليها والرد بمنطق علمي يحاكي عقول الشباب وقناعاتهم".


وأكد "ضرورة الاستفادة من رأس السنة الهجرية وموسم عاشوراء في تعزيز هذه الوحدة من خلال الاحياء الذي تُشارك فيه مختلف المذاهب والإضاءة على تاريخ أهل البيت والصحابة الذين شكلوا أنموذجاً في العلاقة الوحدويّة وفي مواجهة كلّ التّحديات التي طُرِحَت في وجه الدّين"، داعياً إلى "إيجاد مشروعٍ ثقافيّ وتربويّ إسلاميّ لتعميق وتأصيل هذه الوحدة".


وأبدى السيد فضل الله خشيته من "أنّ هناك خطّةً مدروسة تسعى للتضييق على الجاليات الإسلاميّة في الغرب وتهدف إلى ابعادهم عن دينهم ونزع هوياتهم الثقافية وقيمهم الحضارية".

MISS 3