لودريان: ما بعد الوباء أسوأ ممّا قبله!

04 : 20

لودريان (أرشيف)

اعتبر وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان بالأمس أن وباء "كوفيد-19" يُفاقم "الانقسامات" العالميّة والخصومة الأميركيّة - الصينيّة ويُضعف في نهاية المطاف "التعدّدية الدوليّة". وقال خلال مقابلة مع صحيفة "لو موند": "أخشى أن يُصبح عالم ما بعد الوباء مُشابهاً كثيراً لعالم ما قبله، لكن أسوأ"، مضيفاً: "يبدو لي أنّنا نشهد تفاقم الانقسامات التي تُقوّض النظام العالمي منذ سنوات. الوباء يُمثّل استمراريّة الصراع بين القوى من خلال وسائل أخرى".

وبخصوص تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساهمة الماليّة الأميركيّة في منظّمة الصحّة العالميّة، رأى الوزير الفرنسي أنّه "التشكيك القديم عينه بتعدّدية الأطراف"، إذ إن واشنطن سبق أن علّقت تمويلها للعديد من المنظّمات الدوليّة في ظلّ رئاسة ترامب. وتابع لودريان: "هذا الصراع بين القوى، هو تنظيم علاقات القوّة الذي كنّا نشهده قبل الأزمة الصحّية، مع تفاقم الخصومة الصينيّة - الأميركيّة".

وندّد لودريان بـ"توسيع المنافسة الدوليّة، وحتّى المواجهة في كلّ القطاعات"، بما في ذلك "ميدان المعلومات"، بحيث تتنافس القوى العظمى للمقارنة بين نماذجها في إدارة أزمة "كوفيد-19". واعتبر أن "انغلاق" الولايات المتحدة التي "يبدو أنّها متردّدة في أداء دور القائد على المستوى الدولي، يُعقّد كلّ خطوة مشتركة في شأن التحدّيات العالميّة الكبيرة ويُشجّع تطلّعات الصين إلى السلطة". وإذ أكد أن "نتيجة ذلك تشعر الصين أنّها قادرة على القول: أنا القوّة والقيادة"، شدّد أيضاً على أن في لعبة القوى، أوروبا لديها مكانها و"عليها أن تجد مصير قيادة بدلاً من أن تطرح أسئلة على نفسها"، كما تفعل في الأزمة الصحّية الراهنة. كما رأى أنّه ينبغي على الصين أن "تحترم" الاتحاد الأوروبي "وهذه ليست الحال دائماً"، لافتاً إلى أنّه "أحياناً بكين تلعب على الانقسامات في الاتحاد الأوروبي".

وفي سياق متّصل، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي أنّه استدعى السفير الصيني في فرنسا بسبب "الإساءة إلى سمعة" العاملين في دور رعاية المسنّين في البلاد. وقال: "لا يُمكنني أن أقبل بالإساءة إلى العاملين في دور رعاية المسنّين من أي كان، بمن فيهم السفارة الصينيّة. وأبلغت ذلك". وأضاف: "نُريد أن نُحتَرم كما ترغب الصين في أن تُحتَرم. لدينا علاقات تقوم على الحوار والتعاون تسمح لنا بأن نقول ما نُفكّر فيه".

ووسط سيل الانتقادات، أوضحت السفارة الصينيّة سابقاً أنّها كانت في الواقع تستهدف إسبانيا، حيث عَثَرَ الجيش في نهاية آذار على أشخاص متوفّين في دور لرعاية المسنّين. وفي نهاية المطاف، سمح ردّ فعل بكين بـ"إزالة أي سوء فهم مع التشديد على ضرورة العمل معاً ضمن تعدّدية جديدة"، بحسب الوزير الفرنسي.


MISS 3