قبضة يدك ضعيفة؟ أنت مصاب بالسكري من النوع الثاني

05 : 45

تكشف دراسة جديدة أن قوة قبضة اليد قد تشير إلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

لا تترافق المرحلة الأولى من السكري مع أعراض واضحة، ما يزيد صعوبة تشخيص المرض ويسبّب مشاكل قلبية ووعائية. لكن من المعروف أن بداية النوع الثاني من السكري قد تتّضح عن طريق الضعف العضلي، أي تراجع قوة قبضة اليد.

قد يكون هذا الضعف مؤشراً تشخيصياً مهماً لاكتشاف المرض لدى راشدين أصحاء ظاهرياً. لكن حتى الفترة الأخيرة، لم تتحدد مستويات قوة قبضة اليد التي تشير إلى السكري.

مع ذلك، رصد الباحثون في الدراسة الجديدة الآن عتبة محددة لقوة قبضة اليد للدلالة على النوع الثاني من السكري، ما يسمح للأطباء بإجراء اختبار سريع وبسيط.

تقول المشرفة الرئيسة على الدراسة، إليز براون، من جامعة "أوكلاند" في "روشستر": "تُحدد دراستنا مستويات قوة قبضة اليد أو ضعفها، وهو مؤشر مرتبط بالنوع الثاني من السكري لدى الرجال والنساء الأصحاء، بناءً على وزن الجسم والعمر".

تعاون العلماء من جامعة "أوكلاند" مع جامعة غرب اسكتلندا التي تملك فروعاً لها في جنوب غرب اسكتلندا ولندن لإجراء هذا البحث. نُشرت نتائجه في "المجلة الأميركية للطب الوقائي".


مشكلة النوع الثاني من السكري


وفق "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، يبلغ عدد مرضى السكري في الولايات المتحدة راهناً 34 مليوناً، ويصاب بين 90 و95% منهم بالنوع الثاني من السكري، أي المرض المرتبط بزيادة مخاطر الأمراض والوفاة بسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية. يصيب هذا النوع الراشدين بعد عمر الخامسة والأربعين بشكل عام، لكنه بدأ يظهر الآن لدى عدد متزايد من الراشدين الأصغر سناً والمراهقين والأولاد.

تعكس تكاليف السكري ومرحلة ما قبل الإصابة به في الولايات المتحدة خلال العام 2017 (43.4 مليار دولار و31.7 ملياراً على التوالي) مدى تأثير المرض على حياة الناس. يستطيع المرضى التحكم بالسكري ويسمح التشخيص المبكر بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية أو تأخير ظهورها، منها اعتلال الشبكية، والاعتلال العصبي، وأمراض الكلى (اعتلال الكلية).

توضح براون: "مع ارتفاع أعداد المصابين بالنوع الثاني من السكري، زادت أهمية تشخيص المرض في مراحله الأولى للوقاية من المضاعفات الناجمة عن تضرر الأوعية الدموية الذي يرافق السكري".


نتائج الدراسة


حلل الباحثون بيانات عن قوة قبضة اليد بناءً على استطلاعات "الصحة الوطنية والفحص الغذائي" بين الأعوام 2011 و2012، و2013 و2014، للتوصل إلى عتبة حاسمة تشير إلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري. تشتق البيانات الخاضعة للدراسة من اختبارات قوة القبضة التي قيّمت القوة العضلية لدى 5108 أفراد عن طريق أجهزة دينامومتر غير مكلفة لقياس قوة القبضة. استثنى العلماء مشاركين محتملين لأنهم كانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم أو أمراض أخرى تتزامن مع السكري. تراوحت أعمار المشاركين النهائيين بين 20 و80 سنة. يقيس جهاز الدينامومتر قوة القبضة في اليدين اليسرى واليمنى بوحدة الكيلوغرام. يمكن احتساب قوة القبضة الطبيعية عبر تقسيم ذلك العدد على وزن الفرد. عند تحليل البيانات المشتقة من الاستطلاعات، أخذ الباحثون العوامل التالية بالاعتبار:

• الديموغرافيا الاجتماعية، بما في ذلك الجنس، والعمر، والعرق، والانتماء الإثني، والفقر، والتعليم.

• عوامل مرتبطة بأسلوب الحياة، منها مستوى النشاط الجسدي، وشرب الكحول، والتدخين.

• محيط الخصر.


سمح التحليل بتحديد عتبة قوة القبضة التي تسمح بتشخيص النوع الثاني من السكري. تأخذ تلك العتبة بالاعتبار عوامل الجنس والعمر ووزن الجسم، ما يسمح لخبراء التشخيص بقياس خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري بطريقة سريعة وغير مكلفة، حتى في أوساط الراشدين الأصحاء ظاهرياً، كما أنهم يحددون مدى حاجة المريض إلى إجراء اختبارات إضافية ومكثفة. تؤكد براون على أهمية الدراسة قائلة: "نظراً إلى انخفاض كلفة التشخيص وسرعة التقييم وتراجع التدريبات اللازمة، يمكن استعمال عتبة قوة القبضة الطبيعية الواردة في هذه الدراسة في الفحوصات الصحية الروتينية لتحديد المرضى المعرضين للخطر وتحسين طرق التشخيص ونتائجه.

تأتي هذه الدراسة لتغيّر طريقة تشخيص المراحل الأولى من النوع الثاني للسكري. يملك خبراء الرعاية الصحية الآن اختباراً موثوقاً به لرصد المرض في مرحلة مبكرة، قبل نشوء المضاعفات".


MISS 3