جاد حداد

Netflix Corner

The Legacy Of The Bones... جزء جديد متقن من ثلاثية "بازتان"

23 نيسان 2020

06 : 45

بيع أكثر من مليون نسخة عالمياً من ثلاثية "بازتان" للكاتبة دولوريس ريدوندو وتُرجِمت هذه السلسلة الإسبانية إلى 31 لغة حتى الآن. لذا كان اقتباس القصص الثلاث على التلفزيون أو السينما حتمياً.

تعرّف مشاهدو شبكة "نتفلكس" في فيلم The Invisible Guardian (الحارس غير المرئي) في العام 2017 على المحققة "أمايا سالازار"، وهي ضابطة شرطة إسبانية تصبح برتبة تحرّية قبل اختيارها للمشاركة في تدريبات مع الاستخبارات. عند إتمام هذه المهمة، تعود إلى بلدتها الأم "نافار" في منطقة الباسك في إسبانيا، وتجلب معها خبرتها في تعقب القتلة المتسلسلين وتصطحب معها زوجها الأميركي أيضاً. لن نفصح عن تفاصيل كثيرة حول القصة، لكن يكفي أن نقول إن "سالازار" تحمل أسراراً عائلية قاتمة تتداخل مع أشخاص كثيرين في البلدة نفسها، فيساعدها هؤلاء على تطوير تحقيقاتها لكنهم يعرّضون سلامتها للخطر في الوقت نفسه.

شكّلThe Invisible Guardian بداية قوية للثلاثية ويعود الفضل الأكبر بنجاحه إلى أداء البطلة مارتا إيتورا المتقن. تكون "أمايا سالازار" التي تجسّدها إيتورا في هذه الثلاثية امرأة متزنة ومحبوبة ومحترفة، وهي نقيض لشخصية التحري الأشيب والمرهق والمدمن على الكحول الذي اعتدنا على مشاهدته في الأعمال التلفزيونية والسينمائية.



أنتج بيتر نادرمان الجزء الثالث بعنوان The Legacy Of The Bones (إرث العظام)، وهو منتج ثلاثية The Millennium (الألفية) المقتبسة من روايات ستيغ لارسون، وثمة قواسم مشتركة في طريقة تنفيذ العملَين. قد تبدو صورة إسبانيا المشمسة والرملية غريبة في أعمال التشويق والجريمة، لكن يظهر هذا البلد من بلاد الباسك هنا على شكل منطقة جبلية مشجرة تكثر فيها الأمطار أكثر من المناطق الأخرى. لذا يبدو أقرب إلى المرتفعات الاسكندنافية أو الاسكتلندية.

هذه المنطقة غنية بالفولكلور والمعتقدات الخرافية والتقاليد، وهي تشمل قصصاً مدهشة. لكن يثبت الكتّاب في هذا الفيلم أن تلك القصص قابلة للتعديل أو تستطيع التأثير على الناس بطرقٍ غير متوقعة ومثيرة للاضطرابات.

بسبب استعمال القَتَلة للأيقونات الكاثوليكية، يتصادم المحققون أيضاً مع رجال الدين المحليين، ويكون الأب "ساراسولا" (إيمانول أرياس) محور هذا الصراع. يهتم هذا الكاهن المرموق بسمعة الكنيسة أكثر من القبض على المجرمين، أو ربما يحمل أسراراً قاتمة وخاصة به. لكنّ معظم شخصيات الفيلم تحمل على الأرجح أسرارها الداكنة وتضفي على العمل أجواء من الغموض التام. لذا يجب أن يتنبه المشاهدون إلى جميع تفاصيل الأحداث نظراً إلى تعدد خطوط الحبكة والأدلة المُضلِّلة.

إذا أردنا انتقاد جانب معيّن من The Legacy of the Bones، يمكن التكلم عن كثرة الخيوط التي نحتاج إلى متابعتها عن كثب: طوائف دينية ووحوش أسطورية، سياسات وكالات إنفاذ القانون، دراما عائلية، فيضانات، حالات انتحار، عمليات خطف، فساد، وأخيراً وليس آخراً شخصية القاتل المتسلسل الذي يعطي طابعاً ميلودرامياً له دور محوري في هذا النوع من الأفلام. لا بد من الإشادة بدور مخرج الفيلم فيرناندو غونزاليس مولينا لأنه لا يسمح للقصة باتخاذ منحىً مربكاً أكثر من اللزوم. مع ذلك، لا يمكن أن نتابع أحداث الفيلم بسهولة في حال فوّتنا بعض اللحظات والأحداث.

تتوقف المتعة التي سيشعر بها المشاهدون على درجة تفضيلهم للتحقيقات المرتبطة بقضايا القَتلة المتسلسلين. لا يدخل هذا الفيلم في خانة محددة، بل يشبه أجواء فيلم Se7en (سبعة).

أخيراً، يعطي موقع التصوير بُعداً مستحدثاً إيجابياً للعمل، وتضفي الحبكات الفرعية الطابع الجنوني المطلوب لزيادة تميّز القصة، ويتراوح أداء الممثلين بين متماسك وممتاز. إذا كنت تبحث عن قصص غامضة عن جرائم القتل، ترتقي ثلاثية "بازتان" إلى المستوى المطلوب، ويتميّز The Legacy of the Bones تحديداً على جميع المستويات.