"عين" بولندا وليتوانيا على تحرّكات "فاغنر" في بيلاروسيا

02 : 00

خلال جنازة جندي أوكراني في كييف أمس (أ ف ب)

بات تواجد الآلاف من مرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية في بيلاروسيا يُشكّل هاجساً أمنيّاً وعسكريّاً كبيراً للدول المجاورة المنضوية في حلف الناتو، خصوصاً بولندا وليتوانيا، اللتين بدأتا تتحضّران لاحتمال حصول تدهور في البيئة الأمنية على حدودهما مع بيلاروسيا. وبعد يومين على انتهاك طائرتَين مروحيّتَين بيلاروسيّتَين المجال الجوي لبولندا، اعتبر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الذي استقبل رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا في ممرّ سوالكي الاستراتيجي، أن «روسيا وبيلاروسيا ترفعان منسوب الضغط على الحدود، وتزيدان عدد استفزازاتهما، ويجب أن نُدرك أنها ستزداد».

وحذّر مورافيتسكي من أن «هذه العمليات تهدف إلى زعزعة الاستقرار، وبث الشكوك، والفوضى، وعدم اليقين، وفي الوقت نفسه إظهار ضعف الجناح الشرقي للناتو أمام جميع شركائنا» في الحلف، فيما قدّر الرئيس الليتواني بأنّ عدد مقاتلي «فاغنر» في بيلاروسيا قد يزيد عن 4 آلاف عنصر، مشيراً إلى أن الأمر قد يُصبح معقّداً لدرجة قد تستدعي الحاجة لإغلاق الحدود مع بيلاروسيا.

واعتبر ناوسيدا أن هذا الإجراء «يجب أن يحصل بطريقة منسّقة بين بولندا وليتوانيا ولاتفيا»، مؤكداً أن «حضور مرتزقة «فاغنر» في بيلاروسيا يُشكّل عامل خطر أمني إضافي لبولندا وليتوانيا والناتو». وبالفعل، فقد بدأ عدد غير محدّد من مقاتلي «فاغنر» تدريبات مشتركة مع القوات الخاصة البيلاروسية في ميدان عسكري بالقرب من الحدود مع بولندا.

وهذه التدريبات دفعت بولندا للبدء بنقل قوات يزيد قوامها عن 1000 جندي بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا، في حين أعلن وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك تعزيز قدرات بلاده في مراقبة الحدود، لا سيّما من خلال نشر مروحيات في هذه المنطقة، محذّراً من أنه «إذا كان هناك تبرير، سيستخدم الجنود أسلحتهم».

في غضون ذلك، تبادلت كييف وموسكو الهجمات المسيّرة، فيما أكدت كلّ منهما أنّها دمّرت طائرات مسيَّرة تابعة للأخرى. وأعلنت أوكرانيا إسقاطها 15 طائرة مسيَّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا ليل الأربعاء - الخميس، بينما ادّعت روسيا إسقاط 7 مسيّرات في منطقة كالوغا الواقعة على بُعد أقلّ من 200 كيلومتر جنوب غرب موسكو، في ظلّ ازدياد هذا النوع من الهجمات التي تستهدف العاصمة.

توازياً، زعم الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أن أكثر من 230 ألف شخص التحقوا بالجيش منذ بداية العام. ويحصل المجنّدون الجُدد على رواتب ومخصّصات اجتماعية، وتبقى أيضاً وظائفهم المدنية «محفوظة خلال فترة الخدمة» وتُجمّد أي ديون مصرفية مترتّبة عليهم في حال وجودها، وفقاً لميدفيديف.

وفي السياق ذاته، بدأت إعلانات في الظهور على شاشات مستخدمي الإنترنت في كازاخستان، حيث يعيش أكثر من 3 ملايين مواطن من أصل روسي، تعرض مبلغاً يزيد عن 5000 دولار تُدفع فوراً مقابل الإنضمام إلى الجيش الروسي، فضلاً عن راتب شهري لا تقلّ قيمته عن 2000 دولار، ومزايا إضافية غير مُعلنة.

على صعيد آخر، استبعد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مجدّداً تزويد أوكرانيا صواريخ «توروس» جو - أرض، التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، لافتاً إلى أنها «ليست على رأس الأولويات» في الوقت الراهن. ولا تزال برلين تُعارض إرسال أسلحة إلى كييف باستطاعتها أن تطال الداخل الروسي، ما يُمكن أن يوسّع رقعة النزاع خارج الحدود الأوكرانية.


MISS 3