دعوات إلى إلغاء حفلتها في 9 آب في "مهرجانات بيبلوس"

"مشروع ليلى"... بلبلة سببها أغنية وصورة

11 : 14

أعضاء فرقة "مشروع ليلى

ليست المرة الأولى التي تثير فيها فرقة "مشروع ليلى" الجدل. فقد سبق أن ألغيت حفلة للفرقة في الأردن في العام 2016، وأثارت بلبلة في مصر في العام 2017 حين رفعت في حفلتها أعلام "قوس قزح" التي ترمز للحراك المدافع عن حقوق المثليين فأعلنت النقابة الموسيقية المصرية منعها من إقامة حفلات في مصر.

لمن لم يسمع يوماً بمشروع ليلى فهي فرقة تشكلت العام 2008 أثناء ورشة عمل في الجامعة الاميركية في بيروت للمشاركة في حفلة موسيقية كان من المفترض ان تكون لليلة واحدة ثم ارتأى أفرادها استبدال "ليلة" بـ "ليلى" بالالف المقصورة وربطها بمشروع فكري هو تمثيل صوت الشباب اللبناني عبر صوت "ليلى" التي تلامس جميع قضايا المجتمع العربي. ومنذ انطلاقتها أثارت الفرقة الجدل بأفرادها أولاً، خصوصاً أنّ سنّو لم يتردد في إعلان مثليته، أو عبر كلمات أغانيها المتمردة على التقاليد والأعراف والداعية الى تقبل الآخر برغم شذوذه.



وها هي الفرقة ذاتها تتعرّض للحملات في عقر دارها مع دعواتٍ حثيثة أربابها جيوشٌ الكترونية وصفحات بأسماء متطرّفة كـ"جنود الرب" وقياداتٌ في "التيار الوطني الحر" ابرزها ناجي الحايك (كتب على صفحته في فيسبوك: هذا ليس تحذيراً من حفلة 9 آب هذا تهديد مباشر لهذه الجماعة... سوف يتمّ منع العرض بالقوة مش بالتمني)، ورجال دين مثل الأب كميل مبارك (عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعميد معهد الدكتوراه في جامعة الحكمة)، دعت لتحرّك شعبي في التاسع من آب لالغاء مشاركة الفرقة في مهرجانات بيبلوس الدولية.

يتذرّع الحراك بـ"الاهانات المتكررة للانجيل والشعارات المسيحية" متهماً الفرقة بالشذوذ واصفاً إياها بأنّها من "عبدة الشيطان" ومؤكداً أنها "لن تمرّ" في مدينة الحرف والابجدية، وذهب البعض الى حدّ التهدي، وأصدر المكتب الاعلامي في أبرشية جبيل المارونية بياناً أعلن فيه أنّ "مدينة التعايش لا يليق بها استقبال حفلات مماثلة تتعارض بشكل مباشر مع الإيمان المسيحي".



وطبعاً كان لرئيس المركز الكاثوليكي للاعلام عبدو أبو كسم مساهمته في تأجيج الحملة مؤكداً: "إذا لزم الأمر سنلجأ الى القانون، فلا يجوز، تحت ستار الحريات، إهانة الديانات"، مشيراً الى "اعتراضات من المرجعيات الروحية الاسلامية أيضاً على هذه الفرقة وأنّ الكنيسة لن تسمح بأي مشروع أو حفلة تهين مقدساتنا الدينية وما رح تقطع!".



ويذكر هنا أن فتيل الاعتراض والشجب والاستنكار أشعلته أولاً صورة لمريم العذراء ظهرت في مقالة قام "بتشييرها" حامد سنو المغني الرئيس في الفرقة تم فيها استبدال وجه العذراء بوجه المغنية الاميركية مادونا وهي تحمل الطفل يسوع وكتب عليها عبارة "MADONNA AND THE FAN BOY" واعتبر البعض أن كلمة FANBOY تعني "الشاذ جنسياً" علماً أن تعريفها في القاموس الانكليزي هو لأيّ شخص مهووس بأي نشاط كأن يكون المرء من مدمني برامج رياضية أو كتب هزلية أو أجهزة الكترونية. أما الاستنكار الثاني فهو على أغنية «أصنام» صدرت للفرقة أساءت فيها الى مفاهيم مسيحية مستقاة من الكتاب المقدس.



فرقة "مشروع ليلى" دافعت عن نفسها ببيان أعلنت فيه أنّه "بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق مشروع ليلى دعت مهرجانات بيبلوس الدولية الفرقة لتقديم حفلة ليلة 9 آب وسرعان ما فوجئنا بحملة مفبركة أقل ما يقال فيها انها تضرب حرية التعبير وتلامس محظور التكفير من دون أن تمت الى الحقيقة بصِلة".



وأكدت الفرقة "ان فرقة مشروع ليلى كانت في جولة عالمية أخيراً تخلّلها إلقاء محاضرات في ابرز جامعات العالم، وكم أسعدها ان تدعى الى الغناء في وطنها الام لتستذكر مع جمهورها اغنيات احبها منذ سنوات"، معتبرةً أنه "من المستغرب ان تثور موجة من الاعتراضات على اغنية من هذه الاغنيات الآن، مع العلم انّها لا تسيء الى احد بشيء ولا تنتقص من اي من القيم والأديان التي يُؤْمِن بها كلّ إنسان قويم، وسبق ان أدتها الفرقة في مهرجانات سابقة عالمية وفي لبنان مثل بعلبك وبيبلوس وعمشيت واهدن وغيرها".


الصورة "المسيئة" موضوع الجدل



أصوات

ورغم الأصوات الداعية للالغاء ثمة أصوات رافضة لمنطق التسلّط وإلغاء الحرية الفكرية والثقافية. النائب السابق فارس سعيد مثلاً غرّد قائلاً إنه لم يفهم كلمة واحدة من أغنيات الفرقة "ولكن من يسيء الى تعاليم الكنيسة هم المجرمون والفاسدون والقتلة والذين ينهبون الفقراء، والذين ضربوا نظام القيم، قاطعوهم اذا اردتم…هذا حقّكم... إنما اتركوا للبنان نكهة الحريّة".

بدوره، الخوري نسيم قسطون كتب على صفحته في "فيسبوك": "كتار بيعرفو هالفرقة وبيعرفو عن أفكارها… وبيعرفو انها بتنادي بإشيا بتتناقض مع الفكر الديني… بس كتار عم يطالبو بتوقيف العرض لهالأسباب... بغض النظر عن أفكارهم بهالفرقة لازم نسأل حالنا سؤال: هل يا ترى بعدنا مقتنعين انو توقيف العروض بيحلّ المشكلة؟ ليش بيوتنا وعيوننا مش مشرّعة على أكتر من خلال التلفزيون وخصوصي من خلال الانترنت وأكيد وسايل التواصل؟

فينا نمنع شب أو صبية يحضروا حفلة بالمباشر، بس قادرين نلحق كل شب وصبية على الخليوي أو الكومبيوتر؟ واذا خايفين من أفكارهم… يا ترى عم نحكي نحنا ونتناقش بهالأفكار مع ولادنا وعيلنا حتى هني لوحدهم يكونوا قناعات؟

ببلد نص شبابو مهاجر… فيك تمنعو هون يحضر شي، بس قادر بكرا بس يسافر تمنعو أو تلحقو عالدعسة؟

ولا مرّة كان الحلّ بالقمع… الحلّ الحقيقي بيبلّش وقتا بيكون النا جلادي نتناقش ونبحث بأفكار ولادنا لنوصل لقناعة بالقلب ومش بس بالشكل وبالظاهر…

ايمتا بدنا نبطّل نخاف نفكّر ونحاور… أو ما عنا يا ترى وقت؟!"....

وكان لعضو لجنة المهرجانات حكمت رزق الموقف التالي:

"في كل موسم من مواسم المهرجانات نُفاجأ نحن في لجنة مهرجانات جبيل بعِدائية البعض غير الموصوفة وأذكر من هذه الحملات الكاذبة على سبيل المثال وليس الحصر الحملة الموجّهة ضد The Gregorians سنة 2003 بوصفهم بعَبَدة الشيطان. والحملة لمقاطعة المغربي Gad Elmaleh سنة 2006 لمجرّد كونه يهودياً.

أما اليوم فنفاجأ بحملاتٍ تحريضية وتهديدية تدعو بأسلوبها الداعشي الى القتل والسحل والذبح والفرم لأعضاء فرقة "مشروع ليلى" ولأعضاء لجنة المهرجان.

وتأتي هذه العدوانيّة من فِئات تدّعي الدفاع عن الدين المسيحي وهم بأساليبهم القتاليّة أشبه بأتباع "براباس" الذين طالبوا بإطلاق سراح ذلك المجرم بدلاً من الإعفاء عن السيّد المسيح.

إنهم يختلقون معركة دونكيشوتيّة ضد فرقة موسيقية إعترف البعضُ من أعضائها بمثليتهم الجنسيّة.

نُذكِّر هؤلاء المُحرّضين ومنهم بعض المثقفين والأطباء بأن نسبة المثليين بين البشر تتجاوز الـ10% وأنا متأكد أن بعض المحرِّضين مثليّي الطبيعة.

قداسة البابا فرنسيس رفض الحكم على المثليين حين قال: من أكون أنا حتى أُدينهم.

لهؤلاء المحرضين أقول كفى عنتريّات، فالأجدى بكم يا أبناء الحرية وأتباع المسيحية الجدد والحريصين على السلام والغفران والمحبة التي دعا اليها السيد المسيح أن تحترموا قوله "مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ".

يذكر أن البلبلة المثارة استدعت اجتماعاً طارئاً لنواب منطقة جبيل ولجنة مهرجانات بيبلوس التي ستتخذ قراراً بشأن الالغاء أم عدمه في وقتٍ قريب.


MISS 3