سيلفانا أبي رميا

Mashrou' Tribute على مسرح "مترو المدينة"

كريم شري: نُكرّم "مشروع ليلى" ونُعيد لمحبّيها لحظات المجد

25 آب 2023

02 : 03

قرّر إبن الجنوب العشريني الذي كبر على حبّ فرقة «مشروع ليلى» ونمّى طبقته الصوتية على ألحان وطريقة غناء قائدها حامد سنّو، أنّ الوقت قد حان لتكريم الفرقة التي تفكّكت أخيراً واعتزلت الساحة بوابلٍ من القمع والمحاربة. وتمكّن المغنّي والموسيقي الشاب كريم شري (23 سنة) بعد جهدٍ جهيد، من جمع 5 شبّان من بيئات مختلفة في فرقة واحدة، لينطلقوا معاً نحو تحقيق حلمهم بليلة تكريمية يحتضنها مسرح «مترو المدينة» يوم 9 أيلول المقبل. وفي حديث لـ»نداء الوطن» تشارك شري محطات رحلته هذه التي يأمل في أن يكلّلها بالنجاح.



كيف ومتى انطلقت فكرة الفرقة؟في تشرين الثاني من العام 2022، بدأتُ رحلة البحث عن أشخاص موسيقيين من محيطي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأطرح عليهم مشروعاً تكريمياً لفرقة «مشروع ليلى». لم يكن الأمر سهلاً خصوصاً أنّ المشروع قد لا يعود علينا بأي مردود ماديّ، لكنّني في النهاية تمكّنت من العثور على 5 شبّان من مناطق وخلفيات متنوّعة جمعهم حبّ الموسيقى وفرقة «مشروع ليلى» فوافقوا. وكان أولهم ويليام عازف الـDrums لموسيقى الروك وأنطوني عازف الـBase لموسيقى الـMetal، واكتملت الفرقة بعد مرور أشهُر وأطلقنا عليها اسم Mashrou’ Tribute.



كريم شري



زاهي جرّوج



راين فارس



ريبال أبو فاضل



ويليام بو فخر الدين



أنطوني التنوري




من هم أعضاء الفرقة؟

تتألف فرقتنا، بالإضافة إليّ أنا المغنّي المتخصّص أساساً في هندسة الـMecatronics، من ويليام بو فخر الدين (21 سنة) عازف الـDrums وطالب الكيمياء في «الجامعة الأميركية في بيروت»، أنطوني التنوري (23 عاماً) عازف الـBase وطالب الغرافيك، ريبال أبو فاضل (20 عاماً) عازف الغيتار وطالب الهندسة الميكانيكية في AUB، زاهي جرّوج (26 عاماً) عازف الـKeyboard الشرقي المتخصّص في مجال التصوير الفوتوغرافي والمونتاج وراين فارس (20 عاماً) عازف الكمان الموهوب وصاحب الأذن الموسيقية الذي تمرّس بالعزف منذ كان في سنّ الرابعة.

لماذا اخترتم تكريم «مشروع ليلى» بالتحديد؟

الفكرة في الأساس فكرتي، خصوصاً بعد كل المحاربات والانتقادات التي واجهتها فرقة «مشروع ليلى» ما أدّى في النهاية إلى تفكّكها. ولأنني لم أتمكّن يوماً من حضور حفلة لأعضاء الفرقة، ولأنّ موسيقاهم من أروع ما سمعت ومن الظلم أن تذهب سدىً وتغيب تدريجياً مع غياب الفرقة، قرّرت أن أُطلق هذه المبادرة في محاولة لإعادة إحياء ذكرى أشخاص من بلادي تمكّنوا في يوم من الأيام من بلوغ القمة واحتراف الموسيقى في أبهى درجاتها قبل أن يصطادهم تخلُّف المجتمع ويدفن مواهبهم بمنطق القمع واللاحرّية.

هل هذه حفلتكم الأولى؟

نظّمنا منذ أسابيع حفلة صغيرة في Quadrangle الحازمية كانت بمثابة ليلة تجريبية لما ستكون عليه ردة فعل الجمهور، وعلى الرغم من الدعم الإعلاني والترويجي الخفيف تفاجأنا بتوافد حوالي 130 شخصاً ضاق بهم المكان لسماع أغنيات «مشروع ليلى». وخلالها قدّمنا 14 أغنية تفاعل معها الجمهور بحماس ومشاعر فاقت التوقّعات. وهنا، تأكدنا أن للفرقة جذوراً لن تموت ومعجبين غُرزت في نفوسهم هذه الموسيقى. بعدها، انهالت علينا الرسائل من أشخاص يسألون عن حفلتنا المقبلة فقرّرنا إحياءها بشكل أضخم على مسرح «مترو المدينة» في 9 أيلول المقبل.

هل واجهتم أي صعوبات في التدرّب معاً؟

كوننا أتَينا من مناطق مختلفة ومفاهيم متنوّعة وأذواق موسيقية لا تتشابه، لم تكن التدريبات التي أجريناها إلا دليلاً مفاجئاً على درجة كبيرة من التناغم جمعت بيننا. عزفنا منذ اللحظة الأولى وكأننا على معرفة منذ زمن طويل. كل ذلك جعل التجربة أمتَع وأنجَح.

ماذا ينتظر الجمهور في 9 أيلول؟

ستتضمّن الحفلة المنتظرة مجموعة كبيرة جداً من أروع وأجمل وأشهر أغاني فرقة «مشروع ليلى» التي لطالما ردّدناها وحفظناها عن ظهر قلب، منها «تاكسي»، «فساتين»، «للوطن»، «طَيف»، «إمّ الجاكيت»، «مريخ»، «ما تتركني هيك» وغيرها. بالطبع ابتعدنا خلال اختيار الأغاني عن بعض الأعمال التي لطالما أثارت النعرات وأنشأت حروباً ضدّ «مشروع ليلى»، فنحن في النهاية نعتلي المسرح لنكرّم فرقة ونُمتّع جمهورها الذي اشتاق إليها، وليس لنوصل أي رسالة كانت.

كما ستكون هناك موسيقى مميزة قمنا خلالها بمزج الأغاني بطريقة رائعة. وكما يدلّ عليه اسم فرقتنا، نأمل في أن نتمكّن من تكريم أعضاء الفرقة العظيمة في كل أغنية وكل نغمة وكل آلة موسيقية سنستخدمها.

هل ظُلمَت «مشروع ليلى»؟

قبل كل شيء، نبدأ بالقول والتشديد على أنّ «مشروع ليلى» فرقة لبنانية بامتياز، سرقت قلوب الملايين وتمكّنت من إحداث نجاحات عالمية استثنائية في أميركا وأوروبا وشرق آسيا، وبالتالي نجح أعضاؤها وتمتّعوا بمقوّمات جذبت أشهر مدن العالم. كل ذلك قبل أن يظلمهم المجتمع بتعنُّته وأحكامه المجحفة، وتَحُول السياسة دون متابعة الموسيقيين الموهوبين أحلامهم. نعم «مشروع ليلى» ظُلمت.



ملصق الامسية



من مثالك الأعلى في فرقتهم ولماذا؟

ما أصعب الردّ على سؤال كهذا! ما يمكنني قوله إنّ ما يميّز «مشروع ليلى» هو أن من يحبّهم لا يستطيع تصنيفهم كأفراد بل كمجموعة كاملة متكاملة وهوية واحدة لا تتجزّأ. وهذا ما يميّزهم من باقي الفِرق وكان سبباً لنجاحهم. أرى فيهم جميعهم مثالاً أعلى للموسيقى في لبنان وأتمنّى أن أصل يوماً ما لأكون بمستوى نجاحاتهم واحترافيتهم.

أخبرنا عن تذاكر حفلة المترو.

تُباع تذاكر الحفلة في «مكتبة أنطوان»، وفي «مترو المدينة» في الحمرا، ويبلغ سعرها 10 دولارات أميركية. أما تذاكر اللحظة الأخيرة قبل الحفلة والتي تُطلب على باب المسرح فتبلغ 15 دولاراً أميركياً. حتى الآن، لم نطّلع على حركة البيع والحجوزات، لكننا نأمل في أن يكون الحدث كامل العدد.

هل واجهتم أي انتقادات؟

كلا، خصوصاً أنّ مشروعنا موسيقي بحت، ولا رسالة من ورائه لأي كان، ولا قضية نحاربها. جئنا نجتمع باسم الموسيقى لنحيي أيام مجد عشناها في الماضي مع فرقة محبوبة ومشهورة.

هل فكّرتم في مشاركة الخبر مع أعضاء فرقة «مشروع ليلى»؟

بكل صراحة، فكّرنا كثيراً في التواصل مع أعضاء الفرقة وإخبارهم بما نحضّر له ودعوتهم إلى الحفلة. لكننا في اللحظة الأخيرة قرّرنا التراجع ولم نتواصل مع أحد، وذلك تفادياً لإيقاظ نعرات نائمة والتسبّب في مشاكل الكلّ بغنى عنها. لقد قرّرنا أن يكون المشروع سلمياً وتكريمياً لا أكثر، مع أنّ حلمنا الكبير هو أن نلمح «مشروع ليلى» بين الحضور في تلك الليلة.

هل تفكرون في إنشاء فرقتكم الخاصة؟

بالطبع طُرحت الفكرة من قبل، لكن قرّرنا أن ننتظر مرور المشروع وتتبّع ردود الفعل على أدائنا مجتمعين. سندرس الحضور والتعليقات وتدريباتنا معاً على أمل أن نُكمل طريقنا كفرقة موسيقية واحدة تحت اسم مختلف. الأيام المقبلة ستقرّر إمّا يعود كلّ منّا لسلك طريقه الخاص أو نجتمع في قصة موسيقى جديدة هدفها النجاح والوصول للعالمية.

كونكم شباباً صاعداً، هل يخيفكم أن تحلموا في بلد مثل لبنان؟

لا أحد يمكنه منعنا من أن نحلم، الحلم ببلاش. وما الحياة من دون أحلام وأهداف؟ نحن نعمل يومياً ونكافح ونعطي كل ما لدينا لنصل، على أمل ألّا يكون هذا البلد عائقاً أمام أحلامنا هذه وأن يكون عادلاً معنا ومع أمثالنا في أي مجال كان.

ماذا تقول لأعضاء «مشروع ليلى» اليوم؟

أتمنّى لو أستطيع أن أشرح لهم كم أثّروا بي منذ سنوات حتى اليوم، وكيف أدّوا دوراً أساسياً في تكويني الموسيقي وتنمية حنجرتي وطبقاتي الصوتية الخاصة. لطالما كانت الفرقة مصدر إلهام للأغنيات التي أكتبها، ومصدر طموح علّمني كيف أحلم في بلدٍ يبقى الحلم فيه صعباً وتحقيقه أصعب. أريد أن أشكرهم وأتمنى أن يكون لي التأثير نفسه لاحقاً على الموسيقيين الأصغر مني سنّاً.


MISS 3