جاد حداد

A Perfect Story... رومانسية سطحية

12 آب 2023

02 : 00

بدأت شبكة «نتفلكس» تعرض المسلسل الإسباني A Perfect Story (قصة مثالية) المقتبس في الأصل من رواية إليزابيث بينافينت، وهو من بطولة آنا كاستيلو بدور «مارغو» وألفارو ميل بدور «ديفيد». العمل من إخراج كلوي والاس، ويشارك فيه ممثلون آخرون مثل آنا بيلين، وجيمي كاسترو، وتاي فاتي، وهو من كتابة مارينا بيريز.

يتألف الموسم الأول من خمس حلقات ويدخل في خانة الدراما الرومانسية، وتتراوح مدة كل حلقة بين 35 و53 دقيقة. تعرضه «نتفلكس» دفعةً واحدة، وهو مُصنّف للكبار فقط بسبب احتوائه على مشاهد عارية وجنسية.

بالعودة إلى الأحداث، يزداد خوف «مارغو» مما ينتظرها مع اقتراب يوم زفافها. هي تحب خطيبها، لكنّ حياتها القائمة على القيود وآداب الأثرياء لا تترك لها مجالاً للتنفس. هي وريثة فندق فخم وتتمتع بامتيازات هائلة اجتماعياً واقتصادياً، لكنها لا تشعر بأنها تتحكم بمصيرها، وسرعان ما تصبح معروفة بهربها من زفافها.

في المقابل، يأتي «ديفيد» من أدنى المراتب الاجتماعية ويعمل في ثلاثة أماكن لإعالة نفسه. تطغى علاقته السطحية مع حبيبته على حياته لأنه يعجز عن فهم طابعها السام. سرعان ما تكسر حبيبته قلبه لأنها تشعر بأنه لا يقدّم لها شيئاً. بعد فترة قصيرة، يتقاطع طريقه مع «مارغو» ويخططان للتعاون معاً لإثارة غيرة شريكَيهما السابقَين. لكن كما يحصل دوماً في هذا النوع من القصص، تتغير مشاعرهما في مرحلة معينة ويبدأ الحب بينهما.

تبدو المراحل الأولى من صداقتهما ظريفة بدرجة معينة، مع أنها تصل إلى وجهة متوقعة في نهاية المطاف. لكن تبقى علاقتهما اللاحقة سطحية، ما يُصعّب على المشاهدين التعلّق بهما. قد تكون الحلقات الخمس مدة مناسبة لسرد القصة وتطويرها، بدل اللجوء إلى المماطلة لزيادة الحلقات. مع ذلك، يفتقر المسلسل إلى إيقاع مناسب.

دائماً ما نتمنى أن نشاهد أفكاراً جديدة في هذا النوع من الأعمال، لكن يلجأ هذا المسلسل بدوره إلى أحداث تقليدية ومتوقعة. كانت الحلقات الخاصة بالعطلة في اليونان مميزة بمناظرها الخلابة، لكن يُفترض ألا تقتصر مزايا العمل على جوانبه الجمالية.

يتغير الجو العام في الحلقة الأخيرة فجأةً، فيستعمل صانعو العمل صيغة غير متوقعة لعرض نهاية مفتوحة. لكن يكون الأوان قد فات في تلك المرحلة لضخ أجواء متزايدة من التشويق أو تقديم سيناريوات تثير تساؤلات المشاهدين وتزيد فضولهم. هذا التغيير يطرح مجموعة من الأسئلة، لكنه لا يحسّن مستوى العمل في نهاية المطاف.




اعتادت المسلسلات الدرامية الكورية والقصص الخيالية مثل «سندريلا» على تقديم حكايات عن «الفتى الغني الذي يقابل الفتاة الفقيرة»، لكن يقلب هذا المسلسل المعايير على أمل تقديم شخصية نسائية قوية (كاستيلو)، لا سيما بعد هربها من حفل زفافها. لكن بدل إرسالها إلى اليونان للبحث عن ذاتها، تصبح حياتها عالقة في نسخة جديدة من قصص الحب غير المتجانسة.

لا يعني ذلك أن الوقوع في الحب أمر سيئ. لكن بالنسبة إلى شخصية «مارغو» التي تحاول التحرر، كان من الأفضل أن تتطور شخصيتها بطريقة مختلفة وأن يأخذ الحب دوراً ثانوياً في حياتها. كذلك، لا تُعتبر شخصية «ديفيد» إضافة مميزة، فهو شخص أكثر جموداً منها، ويفضّل العودة إلى المكان الذي بدأ منه، ويُحرّكه شعوره بعدم الأمان، علماً أن صانعي العمل لا يتعمقون في هذا الجانب من شخصيته.

على صعيد آخر، سنتعرّف على شقيقات «مارغو». كان يمكن أن يتخذ هذا الجانب من القصة منحىً مثيراً للاهتمام، لا سيما حين نعرف أنهنّ تربّين مع أم متسلطة. لكن بالكاد تشكّل هذه القصة حبكة فرعية عن زواج واحدة من الشقيقات، ولا يصل هذا الخط السردي إلى أي مكان أيضاً.

لن يكون هذا العمل أول أو آخر مسلسل من نوع الدراما الرومانسية. هو يناسب كل من يحب الحبكات البسيطة والممتعة التي لا تجعل المشاهدين يطرحون الأسئلة أو يفكرون بعمق. يسهل أن نستمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة في المواقع اليونانية، ويمكن استعمال هذا المسلسل للهرب من الواقع. طالما لا تبحث عن أفكار عميقة، يمكنك أن تستمتع بهذه القصة الرومانسية الخفيفة، حيث تشهد الكيمياء بين بطلَي القصة تقلبات متفاوتة. لكن إذا كنت تبحث عن قصة عميقة ومؤثرة، من الأفضل أن تختار عملاً مختلفاً.


MISS 3