النشاطات الجسدية قد تحميك من سرطان الكبد!

05 : 05

تكشف دراسة جديدة أن النشاط الجسدي يخفف احتمال الإصابة بسرطان الكبد!


زادت حالات سرطان الكبد بنسبة تفوق الثلاثة أضعاف منذ العام 1980، وفق "جمعية السرطان الأميركية".

تتزامن هذه الزيادة مع تفشي وباء "السكري والبدانة" على نطاق واسع. غالباً ما يكون سرطان الكبد مميتاً وتكاد حالات الوفاة تقارب أعداد التشخيصات. تسجّل "جمعية السرطان الأميركية" 800 ألف إصابة حول العالم سنوياً، ويسّبب المرض 700 ألف حالة وفاة.

لكن تثبت دراسة جديدة على الفئران أن التمارين الجسدية قد تمنع نشوء هذا السرطان، وقد حدد الباحثون أيضاً مسارَين كيماويَّين وراء ظهور المرض.

يكون الرجال أكثر عرضة لسرطان الكبد، وتُعتبر هذه الحالة من أسرع العوامل المُسببة للوفاة في هذه الفئة. سرطان الخلايا الكبدية من أكثر أشكال المرض شيوعاً، وهو النوع الذي حللته الدراسة الجديدة.

ما وراء فقدان الوزن


غالباً ما تكون الرياضة وسيلة مفيدة للحفاظ على وزن معتدل وتجنب النوع الثاني من السكري أو السيطرة عليه، لكن ركّز المشرفون على الدراسة الأخيرة على تحديد الآلية التي تربط بين مستوى النشاطات الجسدية وسرطان الكبد مباشرةً.

كان جيفري فاريل من كلية الطب التابعة للجامعة الأسترالية الوطنية، في مستشفى "كانبيرا" في منطقة "غاران"، المشرف الرئيس على الدراسة. تعليقاً على أهمية البحث، يقول فاريل: "تكشف بيانات بعض الجماعات السكانية أن ممارسة الرياضة بانتظام تُخفّض خطر الإصابة بسرطان الكبد، لكن تبقى الدراسات التي تحلل أي أساس بيولوجي حقيقي لهذا الرابط وتُحدد الآلية الجزيئية التي تنتج هذا الأثر الواقي ضئيلة، ولا تزال نتائجها غير جازمة".





نتائج الدراسة

عدّل فاريل وزملاؤه الفئران وراثياً لزيادة شهيتها، ما جعلها تصبح بدينة وتصاب بالسكري في بداية سن الرشد. حقن الباحثون القوارض أيضاً بجرعة منخفضة من العامل المُسبب للسرطان قبل توزيعها على مجموعتين.

وصلت مجموعة من الفئران إلى عجلة التمارين وركضت عليها بسرعة 40 كلم في الأسبوع. لكن لم تحصل المجموعة الثانية على فرصة ممارسة نشاط جسدي، فأصبحت بدينة خلال وقت قصير. ونتيجة الشهية المفتعلة، حتى الفئران الناشطة أصبحت بدينة بعد مرور ستة أشهر.

في نهاية التجربة، أصيبت الفئران غير الناشطة بمرض الكبد الدهني الذي ينذر بسرطان الكبد، على عكس المجموعة الأخرى. وأصبحت القوارض في المجموعتين معاً بدينة ومعرّضة لمرض السكري. لكن أصيبت أعداد أكبر بكثير من الفئران قليلة الحركة (64% مقابل 15%) بسرطان الكبد.


مسارات كيماوية


بعدما رصد الباحثون رابطاً بين الرياضة وصحة الكبد، أطلقوا تحقيقاً حول العمليات الكيماوية الناشطة. فرصدوا مسارين جزيئيَّين باعتبارهما الآليات التي تربط بين العاملين.

يتعلق المسار الأول ببروتين كيناز المُنَشّط للضغط JNK1. ربط البحث بين هذا البروتين ونشوء الأورام، مع أن دوره الدقيق لا يزال قيد الدراسة. واكتشف العلماء أيضاً أن الرياضة تعطّل ذلك البروتين.

في المقابل، أثبتت الدراسة أن الرياضة تنشّط جينة قامعة للأورام اسمها p53. يسمّيها العلماء "حارسة الجينوم" و"حارسة الأورام المسرطنة"، ويبدو أنها تنظّم مُثبِطة دورة الخلية p27 التي تكبح نمو الخلايا السرطانية الخارجة عن السيطرة.

منفعة مضاعفة

تطرح نتائج الدراسة سببَين واعدَين لمحاربة سرطان الكبد. يتعلق السبب الأول بمنافع التمارين الجسدية للوقاية من الأمراض. يوضح فاريل: "سبق وتبيّن أن النشاطات الجسدية تُحسّن بعض النتائج المرتبطة بتليّف الكبد لدى المرضى. إذا كان تكرار هذا النوع من الدراسات التي تشمل نماذج حيوانية تشبه البشر المصابين بمرض الكبد الدهني ممكناً مع المرضى، قد تؤثر النشاطات الجسدية على ظهور سرطان الكبد وتخفف حدّته أو تمنعه منذ البداية، ما يُحسّن وضع المرضى بدرجة كبيرة".

أما السبب الثاني، فيتعلق بتحديد مسارات جزيئية واعدة بالقدر نفسه. يضيف فاريل: "تكشف هذه المسارات كيفية استعمال الأدوية أو المغذيات الدوائية للاستفادة من النشاطات الجسدية الواقية والقوية وتخفيض مخاطر سرطان الكبد لدى مرضى السكري وأصحاب الوزن الزائد".