الخزينة للمخزون 9: «ما شِفْت مين شَفَط؟»

02 : 01

بين الاستهزاء الممزوج بالضحك والبكاء من جهة، ونَسْب الانتصارات إلى هذا السياسي «الفضيل» وذاك المسؤول «الشريف» من جهة أخرى، انقسم اللبنانيون حول «حجّاج البلوك رقم 9 النفطي» الذين انطلقوا جوّاً من مطار رفيق الحريري الدولي، الذي شهد أمس زحمة كبيرة بين المسافرين بسبب غياب التنظيم وعدم وجود التكييف.



تصدّر «نبيه برّي»، «جبران باسيل»، «ميشال عون»، «المسيّرات» وما بينهم من «بلد نفطي» (إذا أصبح أو بقي)، «التراند» عبر مواقع التّواصل الإجتماعي وخصوصاً منصّة «إكس». بعضهم حمل المباخر وطبول التزمير والتهليل لزعمائهم في يمناهم، والسهام والرماح في يسراهم لرمي خصومهم/ شركائهم «منعاً لسرقة الإنجاز»، حتى لو لم ينجزوا أي شيء في أيّ ملفّ طيلة 30 عاماً من الحكم والإدارة. سأل أحدهم: «من فشل في لَمّ النفايات من الطرقات ومعالجتها، سيفلح في إدارة النفط والغاز؟». آخر شبّه «فاتحي العصر البترولي»، بحكّام العراق وليبيا وفنزويلا، حيث دولهم عائمة على آبار الذهب الأسود، وحياة شعوبهم غارقة في الفقر والفساد.



«صراع الظفر والفضل»، حسمه أحد التعليقات، أبرزها للإعلامي يزبك وهبي الذي كتب عبر (X): «مختلفين مين إلو دور بالوصول لاستخراج النفط... يا عمّي الكلّ شارك ما تزعلو. المهم نطلّع النفط وتروح العائدات بالكامل عالصندوق السيادي».



في المقابل، تبدو معرفة مصير المحاصيل البحرية واضحة وجليّة عند غالبية المواطنين، مؤكّدين في تساؤلهم: «من نهب الخزينة سيملأ صندوق الدولة؟».



أمّا المهمّ الذي يُزيل الهمّ عن قلوب اللبنانيين فهو اطمئنانهم لنصيب الـ»51%»، فشاء القدر أن تحمل الطوّافة التي حملت حافظي الأمانة التي وهبها لنا «الباري»، الرقم «51» وأوّل حرف من صاحب النصيب «R»، على هذا الشكل (51_R) . أهي مصادفة أم نعمة أم نقمة؟



هذه «الحسبة» لم تعجب الكلّ، العدل أساس الملك. فدعت إحدى السيدات إلى حماية حقوقها من دون أيّ تمييز «نسوي» بسبب الزوج أو الحزب، مطالبة بـ»النصف» لا زائداً واحداً ولا أقل، فكتبت: «تيجي نقسم النفط... أنا نصّ وانت نص... تيجي نكتب عالبحر حرفين أسامينا وبس». ناشط حقوقي آخر، حدّد شروطه، أو بالأحرى أقل طموحاً وأكثر واقعية، يفهم اللعبة السياسية وحسابات بيدرها، يريد المشاركة فقط في «حصص البلوكات».



حدث الأمس فتح الدفاتر العتيقة، كل موقف أو تعليق مسجّل في ذاكرة الخصوم والعكس صحيح. مناضل «تيّاريّ»، يردّ بالصوت والصورة و»الفيديو»على قول زعيم تيّار لدود، مذكّراً إيّاه بقوله «إنن قاعدين يخَبروكن بلوك 5 و 7 و 8 و 9 هَي كذبة جديدة... ما في أثَر للغاز»، متمنّياً لو أنه كان من عديد الطاقم المتوجّه إلى البحر. لم تنسَ التعليقات وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض. صوره العفوية المعتادة، خفّفت وطأة الصراع حول هوية الأبطال وأصحاب الفضل والعطاء. وصفه البعض بأنه « أهضم وزير بتاريخ الجمهورية اللبنانية، بقي كما هو لم يتغيّر، يعيش حياته الطبيعية ما غيّر شي بتصرفاته»، لم يتغيّر أو يتبدّل، وحال الطاقة والكهرباء أيضاً.



في الخلاصة، لم تعد «كذبة أول نيسان» المناسبة الوحيدة لاستهزاء اللبنانيين بالواقع السياسي والاجتماعي، بل أصبحت كلّ الوعود والأعمال المرتبطة بالحكّام والمسؤولين عرضة للسخرية وفقدان الثقة والأمل.

MISS 3