قمّة "بريكس" تعتمد وثيقة لتوسيع التكتّل

02 : 00

قادة وممثّلو دول «بريكس» في جوهانسبرغ أمس (أ ف ب)

أقرّت قمة «بريكس» في جوهانسبرغ أمس «أدلّة استرشادية» في مسألة توسيع هذا التكتل الذي يُمثّل قرابة نصف سكان الكرة الأرضية، وهو أمر يُفترض أن تتّضح آليّته مع صدور البيان الختامي اليوم. لكنّ قضية توسيع «بريكس» لم تُغيّب كلّياً بقية الملفات المطروحة أمام القادة في قمّتهم الخامسة عشرة، إذ برزت بوضوح حرب أوكرانيا وتداعياتها، وطموح دول التكتل لتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي في التعاملات التجارية في ما بينها واللجوء عوض ذلك إلى التعامل بالعملات المحلّية.

وكشفت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور أن مجموعة «بريكس» اعتمدت وثيقة تُحدّد «الأدلة الاسترشادية» والمبادئ الخاصة بتوسيع المجموعة، بحسب وكالة «رويترز». كما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن قادة «بريكس» عقدوا نقاشات خلف أبواب مغلقة أمس بخصوص مسألة توسيع التكتل.

وأكد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن القادة الخمسة للتكتل أعلنوا تأييدهم مبدئيّاً لتوسيع «بريكس»، وقال: «نقف على عتبة توسيع عائلة «بريكس»، لأنّنا من خلال هذا التوسّع سيكون بمقدورنا أن تكون لدينا «بريكس» أكثر قوّة في هذه الأوقات المضطربة التي نعيشها»، في وقت قدّمت فيه أكثر من 20 دولة طلبات للإنضمام إلى التكتّل الذي تأسّس عام 2009 من دول البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل أن تنضمّ إليها جنوب أفريقيا عام 2010.

ومن بين الدول التي طلبت الإنضمام، المملكة العربية السعودية والأرجنتين ومصر والجزائر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة. وفيما أعلنت الصين وروسيا تأييدهما لتوسيع «بريكس»، انضمّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى هذا التوجّه، إذ قال أمس: «نتطلّع للتقدّم إلى أمام في هذا الشأن بناء على الإجماع».

في الموازاة، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال الجلسة العامة للقمة إلى تسريع إجراءات توسيع التكتل والسماح بعضوية دول جديدة، مؤكداً أن بلاده تدعو إلى «التوسّع السريع وبذل جهود لتعزيز حوكمة عالمية أكثر عدلاً وعقلانية». وأشار شي إلى أن الصين تدعم الدور الرئيسي للأمم المتحدة، وكذلك منظمة التجارة العالمية، غير أنه شدّد على أن بكين «تقف ضدّ التحالفات المغلقة». كما دعا إلى ضرورة الاستفادة من «بنك التنمية الجديد» الذي أسّسته المجموعة، وتطوير الإصلاحات في النظام المالي العالمي.

وتناولت النقاشات مسألة الابتعاد عن استخدام الدولار في التعاملات التجارية بين دول التكتّل والتركيز عوض ذلك على العملات المحلّية. لكن تبرز صعوبات لتحقيق ذلك بين ليلة وضحاها، إذ ما مجموعه 96 في المئة من التجارة بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية كان بالدولار الأميركي خلال الفترة من العام 1999 إلى 2019، فيما شكّل الدولار 74 في المئة من المبادلات التجارية خلال هذه الفترة في قارة آسيا. وفي بقية العالم خارج أوروبا، شكّل الدولار 79 في المئة من حجم المبادلات التجارية. وتالياً، تؤكد هذه الأرقام وضع الدولار فعليّاً كعملة العالم.


MISS 3