أحمد عياش

منظومة «الشيخ زنكو» على المنصّة

24 آب 2023

02 : 03

حقق الرئيس نبيه بري ضربة «الاستيذ» عندما انتقل برفقة الرئيس نجيب ميقاتي إلى منصة «توتال» في المياه الاقليمية في جنوب لبنان. وبدا من خلال الألبسة الخاصة بالرحلة على متن الطوافة، كرائد فضاء لكن على علو بسيط. كما بدا في الصورة التذكارية التي جمعته مع ميقاتي ووزيري الطاقة والأشغال واركان «توتال»، كمن وصل إلى سطح القمر وليس إلى سطح المنصة.



في المقابل، كان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل موفّقاً عندما وصف الرئيس بري وصحبه بـ»اللي ركضوا يتصوّروا». علماً أنّه نال في الوقت نفسه، من وزيره وليد فياض الذي كان في الصورة. والأخير، لا يقطع شعرة من دون إستشارة باسيل. وسرت تكهنات بأنّ باسيل الذي أطلق سهام الانتقاد نحو الرئيس بري، كان في غمرة نشوة عشاء «التيار» في كسروان. ولذا، عتم اعلام «التيار» لساعات على عبارة «اللي ركضوا يتصوروا». لكنه عاد بعد ظهر اليوم التالي وأفرج عن العبارة ضمن النص الكامل.



ماذا لو كان عمل منصة التنقيب عن النفط والغاز بدأ في آب 2022، أي العام الماضي، وليس اليوم أي 24 آب 2023؟ لو كان العمل بدأ العام الماضي لكنا شاهدنا «تريو» الرؤساء ميشال عون وبري وميقاتي جنباً إلى جنب في الصورة التذكارية. بإعتبار أنّ منصب رئيس الجمهورية كان ما زال مشغولاً. ما يعني أنّ الحق على التوقيت. لكن في الوقت نفسه، الحق على بري ومن طاوعه في الرحلة إلى المنصة. ألم يكن باستطاعة «الاستيذ» التريث كي يجرى انتخاب رئيس للجمهورية لينطلقوا معه إلى بحر الجنوب؟



هناك طرف لم يكن مسروراً أيضاً بالصورة التذكارية وما تخللها. إنّه «حزب الله» الذي عمد اعلامه إلى تصغير حجم تغطية الصورة. ولن يكون صعباً معرفة سبب عدم رضى «الحزب» على ما جرى فوق المنصة. وهو أنّ حليف «الحزب» وتوأمه في «الثنائي الشيعي»، أي بري، نسب فضل الثروة النفطية والغازية الموعودة اليه شخصياً. وكأنّ لا وجود للأمين العام حسن نصرالله ومسيّراته إلى حقل «كاريش» الاسرائيلي النفطي المجاور للحقل اللبناني في الجنوب.



كيف السبيل لفهم معضلة الصورة، ومعها معضلة من رضيَ ومن زعل؟



الحل بكل تأكيد هو حكاية «قابرين الشيخ زنكو». والأخير هو من اختراع رجلين، وأنّ الفقيد هو من الأولياء الصالحين، وهو ليس كذلك . وهكذا جمعا بفضل الميت الذي له صفة مختلقة هبات قدمها من صدقوا الحكاية.



في الجدل اليوم بين أطراف المنظومة الواحدة حول المنصة والنفط والغاز يبدو أنّه تثبيت لحكاية «الشيخ زنكو». فكل أركان المنظومة، من ظهر في الصورة التذكارية أو من لم يظهر، هم «قابرين الشيخ زنكو» معاً. لكنهم الآن في حالة خلاف حول الحصول على خيرات المنصة، حتى قبل أن تبدأ المنصة العمل.

MISS 3