جاد حداد

At Home with the Furys... زوجة نجم الملاكمة تسرق منه الأضواء

30 آب 2023

02 : 00

دعا بطل الملاكمة للوزن الثقيل تايسون فيوري وزوجته باريس شبكة «نتفلكس» إلى حياتهما العائلية في مسلسل At Home with the Furys (داخل منزل عائلة فيوري). يُفترض أن يعرض هذا الوثائقي حياة هذه العائلة كما يوحي العنوان، لكن لا يبدو الملاكم الذي أعلن اعتزاله حديثاً راضياً عن حياته. حتى أنه يقول في أحد المشاهد إنه يفضّل أن يبرّحه عشرة أبطال عالميين ضرباً بدل أن يلازم المنزل لأسبوع واحد ويضطرّ للقيام بهذه الأعمال كلّها. يبدو أن القيّمين على شبكة «نتفلكس» لم يدركوا أن ظهور بطل القصة وهو يشعر بالملل ليس أفضل بداية لمسلسل عن الحياة العائلية. مع تقدّم الأحداث، لا مفرّ من التعاطف مع فيوري. لكن يحتاج المسلسل إلى وقتٍ طويل قبل أن يبلغ الذروة الدرامية التي تميّزت بها أعمال سابقة من نوع تلفزيون الواقع.

يرتكز الوثائقي على صيغة مألوفة، فهو يختار زوجَين مشهورَين مع أبنائهما ويرسل إليهم فريق تصوير لعرض حياتهم «العادية»، ثم ينتظر الفوضى المترتّبة عن هذه الأحداث.

يبدو فيوري نسخة معاصرة من نجم الروك أوزي أوسبورن، فهو رجل كانت مسيرته المهنية الحافلة أبعد ما يكون عن دور الأب الذي يلازم المنزل، لكنه مضطر الآن لعيش حياة عائلية مختلفة. تحمل حياته جوانب جامحة بمعنى الكلمة، فهو يحبّ اصطحاب الأولاد للتخييم بالقرب من منزله. وعندما يسافر على متن رحلات منخفضة الميزانية، يحاصره المعجبون خلال لحظات معدودة بعد نزوله من الطائرة. لكن يُركّز الوثائقي الجديد على جوانب سخيفة ومملّة. بين لقطات الطبيعة المتقطعة في بلدة «موركامب»، يزيل الملاكم السابق براز الكلاب، أو يمارس التمارين الجسدية مع والده جون الذي يبدو نسخة متقدمة في العمر من تايسون، أو يطوي الجوارب في عيد ميلاده.



يملك فيوري ثروة بقيمة 51 مليون جنيه استرليني، لكنه ينقل أفراد عائلته في سيارة «فولكس فاغن» أو شاحنة صغيرة من طراز «فورد». هو يملك طائرة خاصة أيضاً، لكنه يستقل طائرات قليلة الكلفة، وتُعلّم باريس ابنتها المتردّدة فنزويلا كيفية طبخ «دجاج خاص بالحمية». لكننا لن نشاهد النتيجة النهائية للأسف.

يرتكز معظم المشاهد المعروضة على صراعات نفسية يعيشها فيوري. هو عَلِم بإصابته بالاضطراب ثنائي القطب منذ ستّ سنوات، وحارب أيضاً الاكتئاب، والقلق، وإدمان الكحول، وتعاطي المخدّرات. بلغت مشاكله ذروتها حين راودته أفكار انتحارية في أول مرة قرّر فيها الاعتزال، في العام 2015، ويوثّق المسلسل الخوف الذي يحمله من تكرار تلك التجربة. لكن يعني التأخير بين التصوير وتاريخ العرض أننا نعرف ما حصل في حياته المهنية، وهذا ما يجعل التساؤل عن قراره بالاعتزال بلا جدوى.

ثمة زيارات إلى شقيق تايسون، تومي، وخطيبته مولي ماي هايغ (التقيا في برنامج الواقع Love Island (جزيرة الحب))، وتشمل هذه المشاهد كلاماً سخيفاً عن فترة الحمل، فتقول مولي مثلاً: «أشعر بأنني ابتلعتُ حيواناً»! أفضل ما يفعله تومي هو إعلان رغبته في التمثيل في أفلام الرعب بعد الملاكمة، وهو جدّي في قراره.

يتألق أولاد فيوري حين يظهرون أمام الكاميرا، فيعلن ابنه الأكبر برينس صراحةً أن المعجبين الذين يرغبون في التقاط الصور مع تايسون «يهدرون وقت أبي»، بينما يقول أدونيس (عمره ثلاث سنوات): «أنا أحبّ والدي... رأسه أصلع». لكن من الناحية الدرامية، لا يضاهي محتوى هذا الوثائقي الأحداث المشوّقة التي عاشها أولاد عائلات أوسبورن وكاردشيان وجينير، فقد ضمنت أولى المشاكل التي واجهوها في العالم أعلى نِسَب المشاهدة.

لكن تبقى زوجته باريس، وهي أم لسبعة أولاد، نجمة العمل بامتياز. هي تحافظ على تماسك العائلة، وتتعامل مع تقلّبات تايسون المزاجية، وتضحك على مواقفه العفوية، وتعتني بالأولاد طوال الوقت. حتى أنها تهتم بصورتها الاجتماعية في الوقت نفسه: صدر كتابها الأول Love and Fury: The Magic and Mayhem of Life with Tyson (الحب والغضب: سحر وفوضى الحياة مع تايسون) في العام 2021. رغم اختباء أدونيس بشكلٍ متكرر وتصرّفات تايسون البغيضة، لا تفقد باريس أعصابها إلا في مناسبات عابرة، حتى أنها تُهدّد في لحظة معيّنة بسكب الحلوى على رأس زوجها. كان هذا التصرّف ليضفي حيوية كبرى على الوثائقي حتماً!

لطالما كان فيوري معتاداً لعب الدور الرئيسي في حلبة الملاكمة، لكن يرتكز نجاح برنامج الواقع دوماً على مختلف أجزائه. لن يكون جزء مميز واحد كافياً لرفع مستواه. تتعدّد الخلفيات المثيرة للاهتمام في حياة هذه العائلة، لا سيما جون وباريس. من الأفضل أن نتعمّق في التعرّف إلى هذه الشخصيات في الموسم الثاني ونترك «ملك الغجر» منشغلاً بتدريباته!


MISS 3