محمد دهشة

عرض فني مسرحي في مغدوشة... رسالة ضد الظلم

5 أيلول 2023

02 : 04

من أجواء العرض المسرحي

توجت بلدية مغدوشة مهرجاناتها السنوية «كروم الشمس»، بعرض فني مسرحي نظمه «نادي الرابية الخضراء» من إخراج كوليت موسى وطوني مرقص بمشاركة أكثر من 80 شابة وشاباً من أبناء البلدة الذين أمضوا نحو ثلاثة أشهر في التدريب، فتكامل العرض الرحباني مع رسالة ضد الظلم وكأن لبنان ما زال يعيش ذات الحقبة قبل نصف قرن من الزمن.



يروي العرض المسرحي للأخوين رحباني (انتج عام 1974) الذي أُقيم برعاية وزارة السياحة والبلدية في «بيدر مغدوشة» وفي الهواء الطلق على مدى ساعتين بحضور فاعليات مختلفة، حكاية فتاة اسمها «لولو» اتهمت ظلماً بجريمة قتل لم ترتكبها وحكم عليها بالسجن المؤبد، وبعد مرور 15 سنة اتضح أنها بريئة فتُقرر تلقين الجميع درساً في الانتقام لسنوات عمرها في السجن، فتتحالف مع أصحاب السوابق من المجرمين. يشعر الجميع بالرعب ولا سيما أولئك الذين شهدوا ضدها فيحاولون إدخالها الى مستشفى الأمراض العقلية بذريعة أنها مجنونة. وبعدما فشل مخططتهم قرروا قتلها عن طريق رعد المختل عقلياً. ويقول المخرج مرقص لـ»نداء الوطن» إن «المسرحية عرضت للمرة الأولى في «البيكاديللي»، شتاء العام 1974، كانت بيروت يومها مدينة تحت كل الشبهات، تجيد لعبة الرقص على تخوم الجحيم، مع بداية الأزمات التي كانت تلوح في الأفق البعيد وأضحت شعلة في رزمة نار عربية وتحت رضاء الازدهار وقناع الذهب المبطن بعلاقات الانفجار، كان الوطن الممزوج بطبقات صوت فيروز يذبل في وجدان آبائه وأبنائه، وبقي الصوت إحدى علامات التوحيد في لبنان الممزق والجريح والمشرذم، يختزل مساحة بين وطن مفقود ووطن موعود، يرفع كل يوم منسوب الرجاء في الحياة كلحن هابط من السماء عابق بنكهة الإيمان»، مضيفاً: «إذا أردنا التقدم إلى الامام بشريط الأيام منذ العام 1974 وحتى اليوم، آخذين بالاعتبار كل ما مرّ فيه من أحداث حزينة تارة ومشرقة طوراً، نسأل من جديد هل تفضح «لولو» حكاية هذا الوطن مرة أخرى كما فعلت آنذاك، هل تقوى على كشف المستور وما يدور في كواليس السياسة والمجتمع وزوايا العدل والحق وخبايا الظلم والغدر، هل تثبت قولها بأن العدالة «كرتون»؟ والحرية كذبة وكل حكم في الأرض باطل، نترك الاستنتاج عند إسدال الستارة».



مقدمة الحضور



وأكد مرقص أنّ «المغدوشيين رواد المسرح العربي، لا تكتمل فرحتهم إلا بعمل مسرحي يقفون فيه على الخشبة مُكملين مسيرة الأجداد، حاملين هذا الإرث الثقافي العظيم بكل فخر واعتزاز، آملين أن يرسم البهجة على الوجوه ويُعيد بالذاكرة إلى أمجاد «كروم الشمس»، وذلك بهمة الفرقة الفنية لـ»نادي الرابية الخضراء»، شاكراً «كل أعضائها ورؤسائها الذين وعدوا بأن شعلة المسرح لن تنطفئ في بلدتنا مغدوشة أبداَ».



يونان وخليل يقدّمان درعَي تكريم لموسى ومرقص



من أجواء العرض المسرحي



من جهته، أشار رئيس البلدية الى أنّ «العمل المسرحي في مغدوشة ليس جديداً، وله تاريخ قديم منذ ستينات القرن الماضي بدءاً من المسرح العائم في صيدا وصولاً إلى مهرجانات «كروم الشمس» في سيدة المنطرة، واليوم يعود إلى تألقه». أمّا النائب ميشال موسى فنوه «بدور مغدوشة في المسرح الهادف في غرس المحبة وقيم الأخلاق والعدل في النفوس»، بينما شدد راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي حداد على أنّ «العرض المسرحي يحمل قيم الأخلاق ويؤكد عزم اللبناني على الخروج من الإنحدار الذي يعيشه منذ فترة، حيث تحضر الموهبة لترفعه من الحضيض».



من أجواء العرض المسرحي


MISS 3