ستيفاني غصيبه

"4 لريمون" على خشبة "مونو"...ريمون جبارة حيّ أكثر من أي وقت مضى

28 شباط 2024

02 : 02

من عرض "تحت رعاية زكور" - إخراج غابرييل يمين

كرّم مسرح «مونو» أمس الرجل المسرحي المبدع ريمون جبارة الذي ترك بصمته في عالم الخشبة من خلال قلمه واسلوب اخراجه، وبراعة تمثيله وسحره في تقديم الكوميديا السوداء.

و»لأن مسرحه لا ينتهي عندما تسدل الستارة»، اطلق في المناسبة عرض «4 لريمون» في استعادة لـ 4 من مسرحياته هي «تحت رعاية زكّور»،(28 شباط - 8 آذار)، «بيك - نيك ع خطوط التماس» ( 10 إلى 17 آذار)، «زردشت صار كلباً» ( 20 إلى 27 آذار) و»قندلفت يصعد إلى السماء» (30 آذار إلى 7 نيسان)، بحضور جورجيت جبارة، عمر ميقاتي، كميل سلامة، جوليا قصار، أليكو ونهلة داوود، بيرناديت حديب وعدد كبير من الفاعليات المختلفة.



إنطلق التكريم بشريط مصور من إعداد نصري براكس، عرّف من خلاله على جبارة ومسرحياته، وظهر فيه كلّ من أنطوان كرباج، رفعت طربيه، جوزيف بو نصار، مي منسى، كميل سلامة، جوليا قصار، وغبريال يمين العقل المدبر لهذا المشروع الذي يكمن هاجسه الأكبر منذ غياب جبارة في كيفية إيصال فكره إلى الجيل الجديد.



ثمّ اعتلت المسرح مديرة «مونو» الممثلة والمخرجة جوزيان بولس التي التقت بريمون جبارة للمرة الأولى سنة 1980، حين حل ضيفها ووالدها جان-كلود بولس في برنامجهما «زوار المساء» على «تلفزيون لبنان». وشكرت بولس فريق العمل المؤلف من 4 مخرجين و30 ممثلاً و15 تقنياً معظمهم من خريجي معهد الفنون، على جهودهم في نشر روح جبارة في هواء المكان.



ريمون جبارة



بدوره، عرّف رفعت طربيه الذي شارك في 9 من أصل 13 مسرحيّة كاملة قدمها جبارة إلى العالم عن العروض الأربعة مع مقتطفات من كل عرض، طالباً من الجمهور دقيقة صمت عن روح الراحل أنطوان ملتقى. وقال: «صنع جبارة أيقونة المسرح والممثل والمخرج والكاتب المبدع مئات المقالات والحلقات الإذاعية والأعمال التلفزيونية، ونتمنى لو كان في لبنان وزارة ثقافة تقدر مسرحه العالمي ليكرم على مستوى المطلوب»، مشيراً الى أنّ «الجيل الجديد ليس أقل موهبة من الآخر القديم، لكن للأسف لم تعد الفرص متاحة في بيروت كما في السابق».



وتلا الشاعر سهيل مطر قصيدة أعدّها خصيصاً للمناسبة عن «صاحب مذهب إنساني ووجودي غاضب»، خاتماً: «الليلة نحن مع عطرك يا ريمون، ولهم لبنانهم ولنا لبناننا».

وانتهى الحدث بتسليم درع تكريمي لعمر جبارة، نجل الراحل، الذي طلب إضاءة الصالة ليستمتع بالشخصيات الملهمة الموجودة فيها. أمّا حفيدة ريمون، يمنى، فاستذكرت جدّها الذي كان يدعوها للرسم بجانبه وهي في العاشرة. وقالت إنّها «قرّرت أن تتعرّف على جدّها أكثر»، معبرةً عن سعادتها بأن تراه اليوم من خلال أكثر ما كان يحبّه: المسرح.

بعدها، بدأ عرض مسرحيّة «تحت رعاية زكور»، حيث تحولت الصالة إلى خلية نحل انطلق فيها الممثلون من بين الجمهور إلى الخشبة.




عروض حيّة


وبدا لافتاً أنّ غابرييل يمين الذي أخرج المسرحية الأولى من الرباعية، لم يشاهد المسرحية الأساسية التي أخرجها جبارة بنفسه في السبعينات. وفي هذا العمل يقود يمين 16 ممثلاً يعيدون إحياء النقاش المثير للجدل حول مواضيع قديمة طرحها جبارة. ومن بين المشاركين كارلوس عازار، طارق تميم، جورج دياب وماريا دويهي. وفي حديثه لـ»نداء الوطن» قال يمين إنّه «حريص على نقل مسرح جبارة كما هو لا أن يبرز مهاراته الشخصية، ساعياً أن يكون مخلصاً لطريقته وأفكاره». وتابع: «اردت تنفيذ هذا المشروع منذ فترة، منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكن بسبب الأزمة الاقتصادية والجائحة أرجأت الفكرة. لا أريد إلا أن يتعرف الناس من جديد على ريمون وأعماله وكتاباته».



وفي المسرحية الثانية «بيك-نيك ع َخطوط تماس» التي تولت إخراجها جوليا قصار، يعيد الممثلون جوزيف آصاف، جلال مروان الشعار، جوليان شعيا، مايا يمين، لين بواب، وجورج عون إلى الحياة هذه المسرحيّة المستوحاة من عمل أرابال، التي كتبها وأخرجها ريمون جبارة عام 1999، والتي تدين الحروب وسفاهتها وقتل الأبرياء وجميع أشكال العنف. وأشارت قصار الى أنّ «هذه الرباعية تعيد إحياء نص لا تزال لغته حيّة، اذ يدين العنف والحرب والظلم»، مضيفةً: «قد يكون أفضل تكريم للجبارة باستعادة أعماله. فالتكريم ليس بالنياشين فحسب، بل بتخليد ذكراه ونقل بصمته للجيل الجديد».


أمّا في المسرحيّة الثالثة «زردشت صار كلباً»، فيقدم مخرجها أنطوان الأشقر مع سلمى شلبي، رامي عطاالله، ميران ملاعب، وجوزيف ساسين إحدى المواضيع التي طوّرها ريمون خلال الحرب اللبنانيّة.

والختام مع المسرحية الرابعة، «قندلفت يصعد إلى السماء» حيث يضع الممثل والمخرج رفعت طربيه مشهداً لصديقين ساذجين مقتنعين بمواهبهما اللامتناهية كممثلين. يقعان في حب جارتهما لوسيا لكنهما يخشيان أن تصبح عائقاً على طريقهما نحو النجاح. يطلبان المساعدة من القندلفت مع الممثلين محمد حجيج، طوني فرح، وسام بتديني ويارا زخور.



تسليم الدرع التكريمية لعائلة جبارة




MISS 3