عماد موسى

إميل لحود: بصيرة وتبصّر

4 أيار 2020

09 : 44

لم يخرج الرئيس إميل لحود من قصر بعبدا في العام 2007 بسن الواحدة والسبعين، كي يتفرّغ للسباحة والسياحة والسفر والرسم الإنطباعي وقيادة السيارات السبور، فالجنرال المسكون بإنجازاته ومواقفه وثوابته وبالثلاثية الماسية: خطاب القسم وضمان الشيخوخة ووسيط الجمهورية، أبى أن يستسلم لموجبات العمر، بل تابع نشاطه مرجعاً وموجّهاً ومقصداً لليتامى.

واهمٌ من ظن أن هذا النهر الموسوعي والاستراتيجي قد جفّ، وشاب نظرته ضباب وزوغان. على العكس تماماً. فمن اليرزة، كما من برج الغزال يرى الجنرال ما لا تراه أكثر مواقع القرار في العالم تأثيراً. فلدى "الرئيس المكاوم" من البصر والبصيرة والتبصّر والإستشراف وعمق التحليل، ما يجعل الطويل العمر هنري كسينجر يخجل من جهله بتحولات العصر.

يروي لحود، بموهبة الحكواتيين الأصيلين، لزوّاره ويروي ويروي، بنبرة عالية وحماسة وحيوية، حتى يقبض على انتباه محاوره المشدوه أمامه وكان آخر المقبوض عليهم، المسحورين بهذا الدفق المعرفي الصحافي فادي بودية، مراسل وكالة "مهر" الإيرانية ومن جملة ما سأل: هل كنتم تعرفون أو التقيتم بالشهيد الحاج قاسم سليماني؟

أجاب الرئيس متأثراً: "لا للأسف، لم أتعرف عليه قبل ولكنني كنت أتابعه كما كنت أتابع عماد مغنية ". مات اللواء سليماني وفي قلبه غصة أنه لم يلتقِ بـ"الجنرال المكاوِم".

كشف الرئيس لحود لـ "مهر" (للمرة الألف) عن صفحات عنفوانية في مسيرته (ملؤها التخرّصات)، كما توقع انتصار سوريا في حربها، مثلما توقع قبل 3 سنوات 6 سنوات وتسع. سيد التوقعات. نصف شعب سوريا بين الخيم والمنافي والجنرال "مروكب" لسانه على انتصار سوريا. وبسؤاله عن حرب عالمية ثالثة أجاب بتواضع العالِم متوقعاً: "حسب خبرتي لا يوجد حرب عالمية تقليدية كالحربين العالمية الأولى والثانية". وخبرة الجنرال استثنائية.

وفي المقابلة المشرعة على آفاق حكواتي الزمن الضائع، فاجأ لحود "فانزاته" أنه ملم بفايروس الكورونا، وأصله وفصله أكثر من العلماء: "وفقاً لمتابعتي الشاملة للأزمة كلها، لاحظت بأن الفيروس كان موجوداً في العام 2013 في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملوا على تطويره وتحويل طبيعته ليتبين حينها مدى خطورته على البشرية، كما أن هناك بعض الأمريكان صرّحوا عبر شاشات التلفزة أن هناك بروفيسوراً (يا رب تذكرني بأول حرف من إسمو) مسؤول عنه وفكّر به بعقلية تجارية‬" رذيل! وتابع لحود رش نظرياته الخنفشارية "أن القنبلة الذرية لا تساوي شيئاً أمام هذا الفيروس" وكون الصين استطاعت احتواء الكورونا "فلأنها كانت تضع بالحسبان وقوع هكذا جائحة، فكان هناك انضباط، أما في الولايات المتحدة "الدولة العظمى" فلم تستطع إيقاف ذلك، وعمل رئيسها ترامب ببلاهته على إيقاع وإغراق شعبه أكثر فأكثر بالفيروس".

تُرى ما رأي ترامب الأخرق بألمعية لحّود؟ الجمهور عاوز يعرف.


MISS 3