جورج الهاني

الرياضة ليست من الأولويّات

4 أيار 2020

09 : 00

قد تكون الرياضةُ في لبنان أمام صورة قاتمة لدى عودة الحياة الطبيعية (أو شبه الطبيعية) بعد أزمة "كورونا" التي لا أحد يعرف متى وكيف ستنتهي، أو ما ستؤول إليه الأحوال الإقتصادية والمالية المزرية التي لن تتحسّن بسحر ساحر مع رحيل هذا الفيروس، لأنّ نتائجه وتداعياته السلبية ستزيدُ من تفاقم الأوضاع سوءاً وشللاً في كافة المرافق والقطاعات العامة والخاصّة. فكيف يمكن تصوّر المشهد الرياضيّ العام بعد زوال كابوس الوباء؟

فبين أن تمنحَ الشركاتُ والمؤسّساتُ التجارية والصناعية الكبيرة والمتوسّطة عمّالها وموظّفيها رواتبهم الشهرية من أجل إستمراريّتها، أو أن تقوم بدعم الإتحادات والأندية الرياضية كما كانت تفعل في الماضي، ستتّخذ الخيار الأول بالتأكيد.

وبين أن يشتري المشجّع الرياضيّ ربطة الخبز والسلع الغذائية الضرورية لعائلته والتي باتت تقصمُ الظهر وتُفقر الجيبَ، أو أن يشتري بطاقة دخول الى الملعب لتشجيع فريقه، سيتّخذ الخيار الأول بالتأكيد.

وبين أن تلجأ الدولة الى تأمين وتفعيل وزيادة ميزانيات وزارات الخدمات الرئيسية التي يستفيدُ منها الشعب اللبناني الفقير، لا سيما تلك التي تتعلّق بمعيشته وبظروف حياته الصعبة، أو أن تُغدق على وزارة الشباب والرياضة بالأموال التي هي بحاجة إليها للنهوض بالقطاع الرياضيّ مجدداً، ستتخذ الخيار الأول بالتأكيد.

ولن ننسى أيضاً أنّ محطات التلفزيون التي كانت تهتمّ وتتنافس في ما بينها في الماضي لكسب حقوق النقل المباشر للبطولات الرسمية التي كانت تدرّ عليها أموالاً طائلة، لن تجازف بهذه الخطوة في المستقبل لأنها ستكون معرّضة للخسارة في ظلّ ابتعاد الرعاة والمعلنين عن الأندية والملاعب، عدا أنّ اللاعبين الأجانب المميّزين الذين كانوا يجذبون الأنظار والأضواء والشاشات الصغيرة سيكونون غائبين عن فرقهم على الأرجح في الموسم الأول الذي سيلي "كورونا"، لعدم قدرة الأندية المفلسة على التعاقد معهم بالعملة الخضراء النادرة.

قد يرى البعضُ في ما كُتبَ تشاؤماً، وربّما يراه البعضُ الآخر واقعياً، إلا أنّ الطرفين بالتأكيد لا يريان تفاؤلاً في المستقبل القريب للرياضة اللبنانية...


MISS 3