جمجمة غامضة تتحدّى النظرية الشائعة عن مكان تطور أسلاف البشر

02 : 00

يبدو أن اكتشاف جمجمة قرد قديم يتحدى القناعة الراسخة التي تعتبر أفريقيا مكان ظهور أسلاف القرود والبشر. توصلت دراسة جديدة إلى هذا الاستنتاج المثير للجدل.

عثر العلماء على جزء من جمجمة قرد الأناضول التركي في مدينة جانقري التركية، ويبدو أنها تعود إلى 8.7 ملايين سنة. في غضون ذلك، لم يظهر أشباه البشر الأوائل، بما في ذلك البشر، والقرود الأفريقية، وأسلافها الأحفورية، في أفريقيا إلا قبل سبعة ملايين سنة.

يتعارض هذا الاكتشاف مع الفكرة الشائعة حول الأصل الأفريقي لأسلاف البشر والقرود الأفريقية، ما يعني برأي الباحثين أن أشباه البشر ربما تطوروا للمرة الأولى في أوروبا قبل أن يهاجروا إلى أفريقيا.

يقول المشرف الرئيسي على الدراسة، ديفيد بيغن، عالِم أنثروبولوجيا من جامعة تورونتو: «تكشف نتائجنا أن أشباه البشر لم يتطوروا في أوروبا الغربية والوسطى فحسب، بل إنهم أمضوا أكثر من خمسة ملايين سنة وهم يتطورون هناك ثم انتشروا في شرق البحر الأبيض المتوسط قبل أن يتوزعوا أخيراً في أفريقيا بسبب تبدّل البيئات وتناقص الغابات على الأرجح. تدعم هذه الأدلة الجديدة الفرضية القائلة إن أشباه البشر ينحدرون في الأصل من أوروبا لكنهم توزعوا لاحقاً في أفريقيا، إلى جانب عدد كبير من الثدييات الأخرى، منذ فترة تتراوح بين سبعة وتسعة ملايين سنة. لكن لا يُعتبر هذا الدليل جازماً بعد. لإثبات هذه الفرضية، يجب أن يعثر العلماء على أحفوريات إضافية من أوروبا وأفريقيا يتراوح عمرها بين سبعة وثمانية ملايين سنة لمحاولة إيجاد رابط بين المجموعتَين».

يعني هذا الاستنتاج أن القرد كان يزن بين 50 و60 كيلوغراماً، وكان يعيش على الأرجح في غابة جافة وأمضى وقتاً طويلاً في البر. وُجِدت الجمجمة في العام 2015، لكن ناقشها العلماء حديثاً في بحث نشرته مجلة «كوميونيكشن بيولوجي».

يظن باحثون آخرون أن هذه النتائج لا تتعارض مع معلوماتنا عن أصل البشر. يوضح البروفيسور كريس سترينغر، كبير الباحثين في مجال التطور البشري في متحف التاريخ الطبيعي في لندن: «إنه جزء من نقاش قديم حول القرود العليا وأصل البشر. لا أظن أن الاستنتاج الجديد يغيّر الكثير في نقاشاتنا التي استنتجت أن الأدلة المتاحة راهناً تشير إلى انحدار أشباه البشر من أسلاف قرود الميوسين في أفريقيا، على عكس أي كائنات حية أخرى».


MISS 3