عودة: ماذا يمنع انتخاب رئيس لولا المصالح التي تتجاوز الدستور؟

13 : 15

أشار  متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، من كاتدرائية القديس جاورجيوس، الى ان "في لبنان الحاكم والزعيم والكبير والمستكبر كلهم يعيشون على أشلاء الوطن والمواطن. لم يعد عيب في هذا البلد، ولم يعد للعيب معنى ولا للأخلاق قيمة. بلدنا محكوم بالأنانيات والمصالح والحسابات الوضيعة". 


وقال عودة في العظة التي القاها خلال ترؤسه خدمة القداس الإلهي: "سمعنا في إنجيل هذا الأحد الذي يسبق عيد رفع الصليب الكريم المحيي قول الرب يسوع: (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. فإنه لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم)". 


أضاف: "كل من أراد الخلاص عليه أن يحب، كما (أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد). المحبة الحقيقية ليست كلمات تقال أو شعارات تطلق، بل هي تطبيق أليم لوصية المسيح، فيها بذل وعطاء، فيها دموع ودماء، الأمر الذي أراد الرب أن يعلمنا إياه بصلبه وموته. هذا ما تعلمناه في العهد القديم من إبراهيم أبي الآباء، الذي لم يرفض تقديم ابنه الوحيد ذبيحة، لأنه كان مؤمناً حقيقياً".



وشدد على ان "العائلة هي من أهم صور المحبة على هذه الأرض، وفي الوقت نفسه من أثقل الصلبان. فأعضاء العائلة الواحدة يبذلون أنفسهم، بعضهم من أجل بعض. المحبة يجب أن تتجلى أيضاً بين أفراد المجتمع، بين المواطنين الذين يخضعون لنفس القوانين ويقدمون الواجبات نفسها، ويدينون بالولاء لوطنهم لا لزعماء الوطن. المسيح مات عن البشر ولم يمت البشر من أجل تحقيق أهدافه أو أهوائه".


وقال: "في لبنان الحاكم والزعيم والكبير والمستكبر كلهم يعيشون على أشلاء الوطن والمواطن. لم يعد عيب في هذا البلد، ولم يعد للعيب معنى ولا للأخلاق قيمة. بلدنا محكوم بالأنانيات والمصالح والحسابات الوضيعة. كل شيء مباح حتى تدمير الدولة وتدمير القضاء. الدول العظمى في العالم عظيمة بقوة القانون فيها وبسلطته على الجميع. لا كبير فيها فوق القانون، وكبارها يساقون أمام القضاء ولو كانوا رؤساء. الإنسان الكبير كبير بأخلاقه لا بتكبره على القانون واحتقاره للعدالة. في بلدنا يفتخرون بتجاوز القوانين والإلتفاف على الدستور والهروب من العدالة، يفتخرون بأنهم متبوعون ومبجلون ومغفورة خطاياهم من أتباعهم. ألا يدركون أن الله وحده يدين ويغفر؟ وأن الحق يحرر فيما الخطيئة تأسر واللاأخلاق في لبنان تفسد؟ الحق عندنا أسير الظلم والكذب وعبادة الذات والمصالح. ماذا يمنع انتخاب رئيس لولا المصالح التي تتجاوز الدستور؟ ماذا يمنع تحقيق العدالة في قضية تفجير مرفأ بيروت لولا تجاوز القانون وإعاقة عمل القضاء وغياب الضمير والإستهانة بقيمة الإنسان؟ ماذا يمنع كشف المجرمين والفاسدين لولا التغاضي عن الحق الذي هو سيد في البلاد الراقية ومغيب عندنا من أجل تغطية المصالح وتنفيذ الغايات؟ ولكن إلى متى يمكن أن يستمر الوضع على هذه الحال؟".

وختم عودة: "دعوتنا اليوم هي إلى حمل الصليب بفرح، لأن الصليب هو تأكيد إلهي لنا أن القيامة آتية لا محالة، شرط أن نؤمن بمن صلب ومات وقام ليخلصنا، آمين".

MISS 3