ريتا ابراهيم فريد

Book Bazar في الأشرفية معرض أسبوعي لجمعية ثقافة الكتاب: القراءة مدخل للتغيير

16 أيلول 2023

02 : 06

جانب من أحد المعارض التي نظّمتها الجمعية

«ممنوع حدا يكبّ كتاب». من هذه الزاوية انطلقت «جمعية ثقافة الكتاب» التي تتلقّى كلّ أنواع الكتب من المتبرّعين أو من الذين لم يعودوا بحاجة إلى كتبهم: كتب سياسية، دينية، فلسفية، قصص أطفال، وحتى الكتب المدرسية، وتعيد توزيعها لمن يحتاج إليها، إما مجاناً أو بأسعار رمزية. كما تنشط الجمعية في إقامة المعارض في الجامعات، بهدف تعزيز التواصل بين القارئ وبين الكتاب: فالكتاب له قدرة غريبة على تغيير حياة الإنسان. وكلّما قرأ الإنسان أكثر، كلّما توسّعت معرفته واكتسب مهارات جديدة، وكلّما تطوّر وبات قادراً على الإبداع أكثر في جميع مجالات العمل.



أسعار مخفّضة وكتب مدرسية مجانية

«جمعية ثقافة الكتاب» تأسّست في العام 2016 على يد مجموعة أشخاص اجتمعوا تحت هدف أساسيّ: تنشيط الثقافة في مختلف مجالاتها، الأدبية والشعرية والفنية والموسيقية وغيرها. واليوم تستمرّ في إطلاق النشاطات الثقافية، ومن ضمنها الـ Book Bazar، وهو حدث أسبوعيّ يتمّ فيه عرض عدد كبير من الكتب كل يوم سبت أمام مركز الجمعية في شارع السيدة في الأشرفية (مدخل كرم الزيتون)، من الساعة 11 صباحاً حتى السادسة بعد الظهر.

في هذا الإطار، يشير مؤسّس الجمعية الكاتب شربل جورج الغريّب الى أنّ أبواب «جمعية ثقافة الكتاب» مفتوحة دوماً لكلّ من يرغب بزيارتها والاطلاع على الكتب الموجودة فيها. ويمكن التواصل معه عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو من خلال رقم الهاتف الموجود على الصفحة. لكنّ الـBook Bazar يتميّز بأنّه يفسح المجال للجميع بالمشاركة في المعرض الأسبوعي وعرض كتبهم أو لوحاتهم أو منحوتاتهم، إضافة الى أعمال فنية وحرفية. كما أنّه يؤمّن التواصل المباشر بين القرّاء من جهة، وبين الناشرين والمؤلّفين من جهة أخرى، ما يؤدّي الى تعزيز الحوارات والنقاشات الثقافية وتوسيع إطار المعرفة.

هذا ولفت الى أنّ كلّ الكتب المدرسية التي تتلقّاها الجمعية، تعيد توزيعها بشكلٍ مجانيّ، في حين تُباع الكتب الأخرى بأسعارٍ مخفّضة، بهدف تشجيع الشباب على القراءة. وفي السياق، صرّح شربل بأنّه سيتقدّم بطلبٍ الى البلدية للحصول على تصريحٍ يتيح للجمعية توسيع وزيادة مساحة عرض بازار الكتب على الرصيف، بهدف استقبال أكبر عدد ممكن من المشاركين.



أمام مركز الجمعية في الأشرفية



الثقافة تعلّم الإنسان الحب

لا بدّ من الإشارة الى أنّ «جمعية ثقافة الكتاب» حاضرة على مواقع التواصل الإجتماعي عبر مجموعة خاصة على «فيسبوك» تعرض يومياً اقتباسات أدبية، أو أقوالاً لشعراء وكتّاب، أو اقتراحات لقراءة كتب معيّنة، وتترافق مع فيديوات قصيرة عبر تطبيق «تيك توك». وشربل هو الذي يهتمّ بالمتابعة اليومية ومشاركة المنشورات، ويشدّد هُنا على أهمية الربط بين مواقع التواصل الإجتماعي وبين الأسلوب الكلاسيكي للقراءة والكتب الورقية، لافتاً الى أنّ عمله في برمجة الحواسيب جعله يدرك أهمية مواكبة التكنولوجيا التي يمكن الاستعانة بها لنشر الثقافة على نطاق أوسع، والوصول الى شريحة أكبر من القراء، خصوصاً أولئك الذين يعتبرون أنّ الكتاب بات «موضة قديمة».

شربل الذي يكرّس معظم وقته للجمعية وللنشاطات الثقافية والمعارض الفنية، يتابع كذلك أدقّ التفاصيل عبر المجموعة التي يتشارك مع أعضائها يومياً المنشورات الثقافية. ولا يتوانى عن الترحيب فوراً بأيّ عضو جديد ينضمّ إليها.

فماذا الذي يتغيّر داخل الإنسان حين يندمج في الأجواء الثقافية الى هذا الحدّ؟ يشير شربل الى أنّ الثقافة بالدرجة الأولى تعلّم الإنسان الحب، وكيفية التعاطي مع الآخرين باحترام والتعامل معهم برقيّ. كما أنّها تساعده على حسن التواصل، فيتطوّر في عمله وعلاقاته الإجتماعية، وينعكس ذلك بتأثير إيجابيّ على مختلف مجالات الحياة.



تتلقّى الجمعية كل أنواع الكتب وتُعيد توزيعها


مفتاح للتغيير



لا شكّ في أنّ هذا النوع من المعارض والنشاطات الثقافية له أهمية كبيرة لتشجيع الشباب على القراءة، خصوصاً حين تتمّ مواكبتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي بأسلوبٍ يجذب الأعمار الصغيرة. وخلف كل ذلك، حيت تحضر الثقافة، لا بدّ من ظهور بصيص أملٍ من مكان ما. وعن العلاقة بين الثقافة وبين استحضار الأمل في هذه الظروف السوداوية، يقول شربل: «كما أن الطعام غذاء للجسد، القراءة غذاء للعقل. والإنسان يحتاج أحياناُ الى أن ينفرد بذاته ويتّحد مع الكتاب لتطوير عقله. فالعقل مثل العضلات التي تحتاج الى رياضةٍ وتمارينٍ لتنشيطها»، ويتابع :»رغم كلّ الصعوبات والظروف الإقتصادية الصعبة التي نواجهها اليوم، على الشباب اللبناني أن يدركوا أنّ الثقافة مفتاح للتغيير. ولا بأس من أن يكرّسوا ولو نصف ساعة يومياً للقراءة، لأنّها سوف تصنع فرقاً كبيراً».




لوغو الجمعية


MISS 3