عماد موسى

تنمير

25 تموز 2019

10 : 52

أن تكون قريباً من وزير الأشغال، أو من كبير مستشاريه، فهذا يعني حكماً إمكان وصول الزفت إلى غرفة نومك. وأن تكون محسوباً على وزير الزراعة فيمكنك الحصول على "حلابة بقر" كهبة و"مش ضروري يكون عندك بقر" تضع عليها حسم 20% وتبيعها فوراً.

وأن تكون من جماعة وزير الطاقة والمياه، فسيزرع لك معاليه 13 عموداً ليشعشع الشارع المؤدي إلى منزل خطيبتك.

أما أن تكون صحافياً مادّاً خطوط ودّ وتقدير مع وزير الداخلية ومعاليه صودف أنه يعشق الإعلام والكلمة الطيبة فتأكد من وصول لوحة سيارة بأربعة أرقام بعد أوّل مقابلة.



هذا بشكل عام في بلد قائم على الخدمات الخاصة والهدايا السخية من كيس الدولة، ولا شك أن لوحة سيارة بأربعة أرقام أو ثلاثة أو لوحة مدججة بالأصفار هدية دسمة ولا تكلف وزير الداخلية سوى أن يسحب القلم من جيب سترته ويوقّع.

والنمرة المميزة وُجدت للتنمير وللتفشيخ وللفت النظر ولو كان الحاصل عليها "أندبوري" أو من ذوي السيرة غير الحسنة. النمرة تحسّن موقعه الإجتماعي، وإن خانه حظه ولم تصب الكرة الصغيرة لا الرقم 9 ولا جيرانه على طاولة الروليت في أمسية منحوسة، يبيع النمرة بسعر يتراوح بين 7 آلاف و25 ألف دولار.



وهناك محظيون يطلبون أرقاماً للخطيبة والحما وللأشقاء ويوزعونها كما لو أنها قوالب حلوى والوزير يوقّع دونما حاجة لتبرير أفعاله طالما أن القانون معه وقلم الـ "مون بلان" في جيبه. والوقحون يطالبون بأربع نمر متشابهة لا يميّزها سوى الرمز.

وأحيانا تأتي النمرة المميزة من دون جهد ولا واسطة، كما حصل مع زميل وصديق، فاشترى من الشركة سيارة ورقمها على ما أذكر 100006، وفي آخر أيام سيارته وقد أصبح سعرها أرخص من 2 كيلو قريدس، صار كلما لمح سيارة فخمة يدوبل عنها ويشك أمامها كي يسألوه إذا النمرة للبيع فيجيب "النمرة والسيارة بعشرة آلاف".



بناء على شغف اللبنانيين بالتنمير والتفشيخ تحية للوزيرة ريا الحسن التي اقترحت رسوماً سنوية ولو كانت "متواضعة" على أرقام السيارات المميزة، وليتها شملت النمر الزرقاء بعطفها.


MISS 3